تحولت أول انتخابات تجري في باكستان منذ اغتيال زعيمة حزب الشعب بنازير بوتو الي مرتع للمسلحين والخارجين علي نظام الرئيس برويز مشرف حيث انتهزوا فرصة التجمعات الانتخابية الحاشدة واوقعوا عشرات الضحايا ما بين قتيل وجريح ولم يقتصر الامر عند هذا الحد لكن الاتهامات بالتزويد لما حققتها حتي قبل ان تبدأ. وأيا كان الفائز في الانتخابات التي اجريت أمس ويراهن عليها لتقاسم السلطة في باكستان وتقليل حدة التوتر والغليان الذي يعيشه البلد المدجج بالسلاح النووي منذ اعادة انتخاب الرئيس مشرف لولاية جديدة فإن الانتخابات فشلت في وأد عقده الانتقام المتأصلة في نفوس الفرقاء الباكستانيين وبالتالي فإن الشكوك لاتزال قائمة حول نجاح الانتخابات في جلب الاستقرار الي ربوع باكستان. يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه الشرطة الباكستانية ان حصيلة ضحايا العملية الانتحارية التي وقعت امس اثناء تجمع لحزب بنازير بوتو في باراشينار (شمال غرب باكستان) ارتفعت الي 46 قتيلا. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط 37 قتيلا في هذا الهجوم. وقال ضابط في الشرطة ان عددا من المصابين بجروح خطيرة توفوا ليلا ورجال الانقاذ واجهوا صعوبات في تعداد الضحايا لان عددا من الجثث كانت ممزقة. واضاف هذا الضابط الذي طلب عدم كشف هويته ان "الحصيلة اليوم هي 46 قتيلا وهناك نحو خمسين جريحا اصاباتهم خطيرة". وكان انتحاري اقتحم بسيارة مفخخة تجمعا لحزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو، امام مكتب احد المرشحين المحليين. وصرح قيصر تارين قائد القوات شبه العسكرية في البنجاب انه صدرت اوامر للجنود باطلاق النار فورا علي من يحاولون عرقلة الانتخابات او اعاقة السلام في يوم الانتخابات. واكد رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي جوزف بيدن الذي يقود فريقا برلمانيا سيتولي مراقبة الانتخابات في باكستان، ان علي بلاده "تقليص مساعدتها العسكرية لباكستان" في حال كانت الانتخابات "غير نزيهة". كما تكهن بيدن باندلاع اعمال شغب في انحاء باكستان اذا ما اتضح ان الانتخابات "مزورة". واندلع خلاف جديد حول نزاهة الانتخابات بعد ان قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" انها حصلت علي تسجيل للمدعي العام الباكستاني مالك قيوم يتوقع فيه ان تكون الانتخابات "مزورة علي نطاق واسع". الا ان قيوم، الحليف المقرب من مشرف، نفي ذلك. ووقع التفجير في بلدة براشينار الشمالية الغربية المحازية لافغانستان وجاء في اليوم الاخير من الحملة للانتخابات التي ستجري الاثنين، ويعد الاكثر دموية في سلسلة الهجمات التي اعقبت اغتيال بوتو في ديسمبر الماضي. وقال وزير الداخلية حامد نواز ان هجوم السبت كان انتحاريا "وكان الناس محتشدين خارج منزل المرشح ينتظرون تقديم الطعام عندما نفذ رجل الهجوم". واضاف "انه حادث مؤسف جدا. لقد تم اتخاذ تدابير امنية مشددة. وصرح المتحدث باسم الداخلية البريغادير جويد شيما ان 37 شخصا قتلوا في التفجير واصيب 93 اخرون، مضيفا ان الهجوم "انتحاري نفذ بعربة مفخخة". الا انه نقل عن مشرف قوله لوكالة اسوشييتد برس الرسمية الباكستانية انه "متفائل بان الانتخابات ستكون نزيهة". وقال مشرف "ان شاء الله ستكون لدينا حكومة مستقرة منتخبة ديموقراطيا وسنضمن قتالا ناجحا ضد الارهاب والتطرف وسنضمن المحافظة علي النمو الاقتصادي في باكستان".