قرر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي إيفاد وفد رفيع المستوي إلي العراق الأسبوع المقبل لإجراء اتصالات سياسية مع الحكومة العراقية تهدف إلي الاسراع بالمصالحة الوطنية. وقال السفير علي الجاروش مدير إدارة العلاقات العربية بالجامعة العربية ل "نهضة مصر" إن وفد الجامعة سيقوم باجراء اتصالات مع مختلف الأطراف السياسية بالعراق سواء تلك التي إنضمت إلي العملية السياسية في العراق أو التي بقيت خارج العملية السياسية ومن بينهم زعماء العشائر ورجال الدين والمراجع الدينية بالاضافة إلي مختلف القوي الفاعلة علي الساحة العراقية. وأضاف أن الوفد سيبحث كذلك موضوع المصالحة الوطنية التي توقفت منذ فترة بسبب عدم التزام الأطراف المعنية بتنفيذ ما تم التوافق عليه في مؤتمري القاهرة في نوفمبر 2005، ويوليو 2006 وعدم الالتزام كان هو السبب الرئيسي لتعطيل عملية إتمام المصالحة الوطنية. وأشار إلي أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان قد تقدم هو شخصيًا بمبادرة للمصالحة الوطنية وتم إنشاء وزارة في الحكومة العراقية المكلفة بهذا الموضوع وكان الاتفاق خلال مؤتمر القاهرة الأخير في يوليو 2006 علي أن تكون مبادرات المصالحة التي قدمت متكاملة في مبادرة شاملة تجمع بين مختلف الآليات والأهداف التي تم الاتفاق عليها لتحقيق المصالحة بين مختلف فئات الشعب العراقي. ويري فاروق رياض مبروك سفير مصر السابق بالعراق بأن الأوضاع في العراق صعبة ومأساوية، وأن الدول العربية بإمكانها المساعدة، ولكن العراقيين هم أنفسهم الذين يستطيعون الوصول لنوع من التوافق مشيرًا إلي أن أي مجهول سيبذل من جانب أي طرف لن يكون مثمرًا بدون أن يكون هناك نوع من التوافق بين العراقيين. وأكد أن الخريطة السياسية في العراق معقدة للغاية لأن هناك شيعة ذا توجهات قومية عربية، وشيعة أقرب للموقف الايراني، وهناك سنة في مواقفهم السياسية أقرب للتيار الشيعي الموالي لإيران وانه في حالة عدم التوصل لنوع من التوافق ونبذ الطائفية فلن يكون هناك أي تقدم أي تقدم مشيرًا لوجود دول الجوار في بعض الأحيان تكون مصالحها متعارضة مع المصلحة القومية العراقية مثل إيران والتي يهمها أن يكون العراق مقسمًا ومجزأ حتي لا يكون عنصرًا موازنًا لايران فيما بعد، وفي منطقة الخليج. وقال أن اكبر المستفيدين من الغزو الأمريكي للعراقي هي إسرائيل ثم إيران وتساءل سفير مصر السابق بالعراق عن لماذا سمحت الولاياتالمتحدة أو غطت النظر عن تنامي النفوذ الإيراني في العراق حتي وصل لدرجة كبيرة أصبح صعبًا الآن مواجهته مدللاً علي ذلك بأن أول وفد رسمي زار العراق عقب الغزو كان في يونيو 2003 وفد إيراني برئاسة يوسف زاده وكيل وزارة الخارجية الايرانية وأنه من غير الممكن زيارة هذا الوفد دون ترحيب وتنسيق مع الجانب الأمريكي. وأشار إلي وجود مشاكل عديدة يلزمها إيجاد حد أدني من التوافق بين مختلف الطوائف العراقية مؤكدًا أن أي مجهول سيبذل دون التوصل للتوافق سيكون هباء. وأوضح انه تم عقد مؤتمر بالجامعة العربية في القاهرة عام 2004 برئاسة السفير أحمد لبن حلمي الأمين العام المساعد للشئون السياسية بالجامعة لمحاولة تشجيع العراقيين لايجاد نوع من التوافق وبعد الاتفاق علي جميع الأشياء لم ينفذ شئ. وقال إن هناك ضرورة لكي تغير الأطراف العراقية من مفهومها دون النظر للماضي وأن ينظروا للمستقبل مشيرًا إلي أن جزءًا من المشكلة أن بعض الطوائف السياسية العراقية تري أن الاحتلال الأمريكي بمثابة تحرير، وفيما يري البعض الآخر أن ذلك إحتلال. وأضاف أن الولاياتالمتحدة لن تنسحب انسحابًا كاملاً من العراق مدللاً علي ذلك إنفاقها الكبير هناك والذي يعادل 30 بليون دولار وأن هدف الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي الانسحاب من المستنقع والشوارع العراقية حتي تتجنب الخسائر في الأرواح. وأوضح أن الولاياتالمتحدة ستقيم قواعد عسكرية ضخمة تغطي المنطقة بأكملها مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة دخلت العراق لأسباب كثيرة أهمها إعادة ترتيب المنطقة لصالح إسرائيل ولصالح الاستراتيجية الأمريكية. أشار إلي أن الهدف من الغزو الأمريكي تدمير العراق بجميع أركانه حيث تم تدمير كل مقومات الدولة العراقية، وأن الوزارة الوحيدة التي أبقوا عليها هي وزارة النفط. وأكد أن حل المشكلة العراقية يتوقف علي مختلف الطوائف والفرق السياسية في العراق ككيان موحد وألا يغلب عليهم المصالح الطائفية الضيقة، وفي هذه الحالة سيكون في مواجهة مخاطر التقسيم وبعد ذلك لن تكون المشكلة العراقية مستقرة عليهم فقط وإنما ستعاني منها الأمة العربية بأكملها. وأشار إلي أن المطلوب من العراقيين أن يبذلوا جهدًا أكبر يمكن من خلاله الدول العربية من مساعدتهم