ماذا تغير بين جولة دالاس الشرق أوسطية في 1953 وبين الجولة الرئاسية الحالية في 2008 ؟ كيف يمكن أن نقرأ أو نفهم جولة الرئيس الأمريكي بوش _التاريخية_ في الشرق الأوسط؟ عبر وضعها في إطار _تاريخي_ مشابه. صبيحة يوم الأربعاء 22 مايو 1953 طائرة جون فوستر دالاس، وزير الخارجية الأمريكي، تحط في مطار القاهرة، مدشّنة مرحلة جديدة في الصراع الدولي حول المنطقة. في تلك الفترة، كانت الولاياتالمتحدة بدأت تتلمس علي الطبيعة بنية ومشاكل نظام الشرق الأوسط الذي توشك أن ترثه من بريطانيا وفرنسا. زيارة دالاس في حد ذاتها لمصر لم تحقق النجاحات العامة التي كان يتوقعها الوزير الأمريكي، إذ أعلن بعد انتهائها أنه _ذهل لأن العرب يخشون من الصهيونية أكثر من الشيوعية_. أكتوبر العام 1953، الرئيس الامريكي ايزنهاور يوفد بعثة خاصة برئاسة ايريك جونستون إلي الشرق الاوسط لإقناع العرب و_الإسرائيليين_ بمشروع تنمية اقليمية لنهر الأردن وضعته مؤسسة _شارل مين_ نيابة عن _هيئة وادي تينيسي_. كان من المأمول أن تنفيذ مشروع _مين_ بمعونة أمريكية مالية كبيرة، لن يساعد علي توطين معظم اللاجئين فحسب، بل سيساعد أيضاً علي تنمية الاتصالات العربية- _الإسرائيلية_ بدرجة تكفي لوضع أسس تسوية نهائية بين الطرفين. هذا المشروع ترافق مع تحرك سياسي مكثف، سيتبلور فيما بعد في صيغة رسمية، لإقناع العرب بأن الولاياتالمتحدة تقف موقفاً موقفا محايداً في صراعهم مع _إسرائيل_، وإن دخولهم بالتالي في منظومة الأحلاف الأمريكية ضد الآتحاد السوفيتي لا يتناقض مع هذا الصراع. وهكذا أوصي دالاس _إسرائيل_، في تقرير عن زيارته لمنطقة الشرق الأوسط والتي دامت 3 أسابيع، بأن _تصبح جزءاً من مجتمع الشرق الأوسط_، وأن تكف عن اعتبار نفسها عنصراً غريباً عن هذا المجتمع. وكرر دالاس الدعوة إلي قيام حلف عسكري في الشرق الأوسط. نعود الآن إلي جولة الرئيس بوش الحالية لنتساءل: ماذا تغير بين جولة دالاس الشرق أوسطية في 1953 وبين الجولة الرئاسية الحالية في 2008 ؟ لا شيء تقريباً. احذف كلمة الخطر السوفيتي وضع مكانها الخطر الإيراني، تحصل علي النتيجة نفسها، وهي دعوة أمريكا للعرب كي يتناسوا الخطر _الإسرائيلي_ ويركزوا علي ما تراه هي الخطر الاستراتيجي الأول علي الجميع في المنطقة والعالم. الفارق الوحيد هو أن أمريكا الآن لم تعد في حاجة للادعاء بأنها تعارض النهج _الإسرائيلي_ الرافض للاندماج في المنطقة، والمركز علي يهودية الدولة _الإسرائيلية_ المستندة إلي الأسس الدينية. بات علي الجمل العربي الآن خفض وزنه كلياً (إلي درجة _انعدام الوزن_) كي يستطيع الدخول من خرم الإبرة _الإسرائيلية_. تشابه تاريخي مذهل؟ عمير ربابورت - هاآرتس إذا كان كاديما حزبا وليس وليد تضافر جملة من العوامل والأحداث، وإذا كان هذا الحزب يريد التنافس في الانتخابات القادمة أيضا، فيتعين عليه أن يثبت أن لديه نوايا لتنفيذ ما يعد به رئيس الحكومة. فإذا كان رئيس الحكومة غير قادر علي الوفاء ولو بالتزاماته إخلاء المواقع الاستيطانية، فثمة شك فيما إذا كان لديه أي سبب يجعله يتمسك بكرسيه ليوم واحد إضافي. السنون تمر، الاحتلال يترسخ، الحل القائم علي مبدأ الدولتين لشعبين بات أقل جاذبية، ويد المستوطنين هي العليا دائما. السؤال بخصوص ما إذا كان من المسموح به البحث في مواضيع اللباب، أم يتعين انتظار 40 عاما، هو مجرد ذر للرماد في العيون. كل ما تبقي هو ترسيم خط الحدود. يجب علي أولمرت أن يثبت بأنه يتحلي بالجرأة المطلوبة من اجل تنفيذ العملية الجراحية المنقذة للحياة، والتي بدأها أرييل شارون. ليس لديه خيار سوي الدخول في مواجهة مع المستوطنين، أولا في المواقع الاستيطانية ولاحقا في المستوطنات، لأن كل اقتراح بالتوصل الي تفاهم معهم سينتهي الي لا شيء. بعد مؤتمر أنابوليس وزيارة بوش، مطلوب قرار جريء لإزالة المواقع الاستيطانية من أجل التلميح بوجود سلطة في إسرائيل، تقف وراء كلماتها ووعودها. وعليه، فإن الاستقالة المحتملة لليبرمان ستكون موضع ترحيب في حال قادت الي نتائج. في جميع الأحوال انتهت الذرائع.