عرفنا "لعنة الفراعنة" لكن هل هناك لعنة جديدة اسمها "لعنة علي مبارك"؟ فالمسلسل الذي تعثر كثيراً قبل البدء في تنفيذه يعاني مشاكل غير طبيعية، ففي أعقاب الانتهاء من تصوير أربع ساعات بدأت المشاكل تطفو علي السطح من جديد؟ فالساعات المفترضة للمسلسل ستصل إلي 25 ساعة بينما تري الجهة المنتجة ان عشرين ساعة تكفي الامر الذي يعني قيام مؤلف العمل محمد ا لسيد عيد بتعديل السيناريو، وبتغيير بعض الاحداث والشخصيات بنسبة 25%، وهو ما رفضه المؤلف مؤكداً أن المسلسل يتناول فترة تاريخية تصل إلي خمسين عاماً، هي من 1844 إلي 1894 ، لانها تتعرض لتاريخ كامل،وليس تاريخ علي مبارك فقط، بداية من محمد علي والاسرة العلوية وصولا إلي الاحتلال الانجليزي لمصر، وهو أمر يتطلب 25 ساعة وليس أقل،فهناك افتتاح قناة السويس وبناء القناطر الخيرية، وانشاء سكك حديد مصر،و أيضاً رفاعة الطهطاوي والخديوي اسماعيل وشريف باشا الملقب ب"أبو الدستور"، وبدلا من الاحتفاء بهذا التاريخ نتجاهله ونحاربه ونسعي لتقليص ساعات العمل فعكس ماحدث في مسلسل "أم كلثوم" الذي وصلت حلقاته إلي 36 وقاسم أمين 41 حلقة، "والملك فاروق" أكثر من ثلاثين، بينما تتجاوز حلقات المسلسلات الاجتماعية الاربعين! لذا انا متشبث بقول المؤلف بالساعات الخمس والعشرين، ولن اتنازل عنها،وقيمة العمل تستحق أن نرصد لها ميزانية ضخمة، وسيدركون هذا عند عرض "علي مبارك" فقد بذلت مجهوداً مضنياً لكتابة السيناريو قرأت خلاله ما لايقل عن 30 مرجعا من أمهات الكتب وبعدما اصبحت المدارس لا تهتم بتدريس التاريخ في مناهجها علينا أن نفعل هذا من خلال الدراما التاريخية عسانا ننفذ القرار الذي ينطبق الدراما التاريخية وليس علي الاجتماعية فقط، كما أشيع،ولا أري أن هناك صداماً حدث من أي نوع، فالمؤلف كتب أحداثاً انتهت بالفعل عند ثلاثين حلقة والمنتج المشارك هو الذي يريد زيادة الحلقات ليكسب اكثر، وهناك مخرج له رؤيته وهو الادري بما إذا كان العمل ينفذ في ثلاثين حلقة أو أكثر، وغالباً مايضع في اعتباره الحفاظ علي الايقاع والا يتسرب الملل لنفوس الجمهور، الذي غالباً ما ينفض عن هذه النوعية التي تخاطب المثقفين(!) وفي كل الاحوال لن نرضي بأي تصرف يسيء لهذا العمل التاريخي أو يتسبب في بتر أحداثه.