تابعت وسائل الإعلام المختلفة مؤخراً موضوعاً هو علي قدر كبير من الأهمية حيث محاولة عدد غير قليل من الشباب المصريين الهجرة إلي بعض البلدان الأوروبية بطرق غير مشروعة وتعرض مركبين علي الشواطئ الإيطالية للغرق المركبة الأولي خرجت من الإسكندرية والمركبة الثانية من الشواطئ الليبية. كما نشرت الصحف أيضاً خبراً آخر بخصوص القبض علي نصاب أوهم 163 شاباً بقدرته علي تسفيرهم للعمل بالخارج، وهذا النصاب في الواقع هو واحد من السماسرة والوسطاء الذين يعملون في هذا المجال. ولعل المتابع الجيد لما تنشره أو تبثه وسائل الإعلام المختلفة سوف يكتشف وربما بغير جهد أو صعوبة أن هذه الأخبار قد صارت تتواجد علي صفحات الصحف وشاشات التليفزيون بشكل شبه دائم وبصورة تدعو إلي القلق علي مستقبل كثيرين من شباب هذا الوطن. وحقيقة الأمر أنه لا أحد ينكر أن المجتمع المصري يعاني من مشكلة البطالة، وإن كانت هناك جهود رسمية وأهلية غير قليلة تحاول التخلص من تلك المشكلة، حيث تعد مشكلة البطالة واحدة من أعقد المشكلات التي تواجه الكثير من الأسر المصرية وتؤرقهم في وقتنا الحالي، وذلك خوفاً منهم علي مستقبل أبنائهم، هؤلاء الأبناء الذين لم يجدوا فرصة عمل ويحلمون صباح مساء بالسفر إلي الخارج سواء البلدان العربية أو الأوروبية أو الأمريكية للعمل هناك. ومشكلة البطالة، وغيرها من العوامل مثل الرغبة في الثراء السريع، هي التي تدفع بهؤلاء الشباب لأن يسلكوا مثل هذه الطرق غير الشرعية. وفي رأيي أنه لابد وأن يتعلم شبابنا الإبداع في البحث عن فرصة عمل مناسبة.. ولعلي أذكر هنا وكمثال يبعث علي السعادة والسرور أنني قرأت مؤخراً في الصحف قصة شاب مكافح يتحلي بروح الإبداع والابتكار من خريجي إحدي كليات العلوم، حيث قام بعمل مشروع جاد يتلخص في أنه يقوم بجمع قمامة القرية التي يسكنها ثم إنه يفرز هذه القمامة إلي زجاج وبلاستيك ومعدن .. وتوزيع كل نوع علي المصنع المناسب لإعادة تدوير وتصنيع هذه المخلفات، ومع الوقت اتسع المشروع وامتد وانضم للعمل معه بعض شباب القرية بمرتبات شهرية تبدأ من 300 جنيه. وإني أثق أن هناك كثيرين غير هذا الشاب لم يستسلموا للظروف الصعبة وإنما حاولوا واجتهدوا وسعوا ونجحوا في مسعاهم كما إنني أري وكما ذكرت من قبل أن هناك حلولاً عاجلة لمشكلة البطالة وحلولا أخري آجلة فعلي مستوي الحلول العاجلة أقول إنه علي الشباب المصري أن يغير طريقة تفكيره في إيجاد فرص عمل مناسبة، فقد بليت تلك الأفكار القديمة المتعلقة بحتمية دور الدولة في توظيف الشباب.. وعلي مستوي الحلول الآجلة فعلي معاهد التعليم أن تربط بين نظام التعليم وحاجةالسوق المحلي والعالمي حتي تقدم لسوق العمل خريجاً متميزاً. أعزائي القراء .. إن الوضع الراهن الذي نعيشه إنما يحتاج إلي شاب جاد يتحلي بروح الإبداع الابتكار والقدرة علي المبادرة المدروسة جيداً كما أن علي الشباب أن يعلموا جيداً أن الطرق الشرعية هي أقصر الطرق ضمانا لتحقيق النجاح.