فريدة النقاش رئيس تحرير الأهالي هناك خطوط حمراء يتفق عليها المجتمع لانستطيع تجاوزها فهي مثل السقف الذي لايمكن الاقتراب منه سواء من جانب العمل العام أو الحزبي او الصحفي ومنها الآداب العامة التي يجب الالتزام بها ومراعاة السلوكيات النظيفة وعدم تجاوزها إلي سلوكيات شائنة أو اساليب مبتذلة. ولكن احياناً يفرض علينا الصراع السياسي شروطه التي تكون أكثر حدة من الخطوط الحمراء سواء بين الأحزاب وبعضها البعض أو بينها وبين الحكومة أو المجتمع. ويتوقف مستوي الخطوط الحمراء حسب المكان والزمان وافراد المجتمع والمكون الاساسي للموضوع الذي نتكلم عنه وهل هو ذو مفهوم صحفي أو سياسي أو اجتماعي أو اخلاقي فهناك تفاوت بين هذه الخطوط. وفي ظل القيود المفروضة علي الحريات العامة في مصر خاصة قانون الطوارئ والذي يعد من القوانين التي نختص بها دون غيرنا والذي يضع العديد من القيود علي الحركة والتظاهر وحق اصدار الصحف، اصبحت لدينا العديد من الخطوط الحمراء تحدد ما يجب مناقشته وما لايجب. وعلي أي حال نستطيع ان نقول فيما يخص حرية التعبير بالكلمة المكتوبة فإن الصحافة الخاصة والمعارضة لم تعد تعوقها هذه الخطوط بل انها عملت علي كسرها في حدود الحريات المتاحة لها فبدت هذه الصحف وكأنها بلا سقف ويتضح ذلك في مناقشتها للعديد من القضايا والموضوعات بجرأة أكبر مما مضي.