كشفت تقديرات برنامج الاممالمتحدة المشترك لمكافحة الايدز ومنظمة الصحة العالمية عن وجود 12000 الف مصري مصابون بفيروس نقص المناعة البشري الايدز وحذرت المنظمة من التزايد المستمر للمصابين بالمرض في مصر. وأكد البرنامج والمنظمة ارتفاع عدد الاصابات بالعدوي من 8 آلاف حالة عام 1999 الي 12000 في عام 2006 وارتفعت عدد الحالات الجديدة المصابة بفيروس الايدز المبلغ عنها لوزارة الصحة من 14 حالة في 1996 الي 82 حالة في 2005 واصبح العدد التراكمي المبلغ عنه 2483 حالة منها 1784 مصريا حتي عام 2006. وأكدت منظمة الاممالمتحدة للطفولة "يونيسف" هذه الارقام خلال احتفاليتها التي جاءت تحت عنوان "اتحدوا من اجل الاطفال اتحدوا ضد الايدز". وكشف تقييم وضع الوباء في مصر الصادر عن اللجنة التنسيقية لمكافحة الايدز 2006 ان 5.16% من طلبة الجامعة في القاهرة تورطوا في علاقات جنسية واصبح تعاطي المخدرات بينهم شيئا عاديا. وكانت التأكيدات بأن اسباب تزايد الاصابة بمرض الايدز يرجع الي ارتفاع معدلات الفقر في مصر والتي وصلت الي 17% وهي النسبة التي تعيش تحت خط الفقر بمعدل دولار واحد يوميا، وارتفاع البطالة الي 30% في اوساط البالغين والامية الي 30%. وكشفت التقارير ان معدلات الزيادة في مرض الايدز تعود الي ان 59% من المتعاطين للمخدرات يشتركون في استخدامهم لمعدات الحقن، مما يزيد من خطورة انتشار المرض بين فئات السكان خاصة الزوجات، وان 9.8% من متعاطي المخدرات يستخدمون الواقي الذكري بانتظام خوفا علي زوجاتهم و 9% فقط خضعوا يوما لاختبار اكتشاف فيروس الايدز. وان 59% من حالات تعاطي المخدرات تتم عن طريق الحقن، وان هناك انخفاضا في معدل استخدام الواقي الذكري بين النساء المتزوجات اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الاسرة من 9.2% عام 1995 الي 7.1% عام 2005. وتشير الدراسات إلي ان هناك نقصا شديدا في المعلومات في مصر خاصة بين الشباب عن فيروس الايدز حيث ان 71% من الشباب سمعوا فقط عن الايدز و 6.2% فقط من السيدات المتزوجات في المرحلة العمرية 14 19 سنة و 8.4% فقط من سيدات اعمارهن تتراوح بين 20 24 عاما لديهن معرفة شاملة عن فيروس الايدز. ويتبين ان قرابة 95% من السيدات المصريات يجهلن المعلومات الاساسية عن المرض وطرق الوقاية واعراضه حيث ان 12% من الحالات المبلغ عنها والمصابة بمرض الايدز في مصر تقع في الفئة العمرية من 15 24 سنة، ويمثل الشباب المصري في هذه الفئة العمرية حوالي ثلث تعداد السكان وتلك الفئة هي المعرضة علي وجه الخصوص للاصابة بالفيروس، لانهم الاكثر احتمالا للتورط في سلوكيات جنسية خاطئة او تعاطي المخدرات بالحقن، ويفتقدون الي المعرفة اللازمة عن حماية انفسهم. لان البيانات المتاحة عن المرض وعلي حد قول التقارير قليلة بسبب الاعراف الثقافية حول الموضوع والتي تجعل عملية تحديده صعبة، وبالتالي صعوبة تحديد الاشخاص المتعاطين للمخدرات بالحقن، والرجال الممارسين للجنس مع بعضهم. وذكرت التقارير انه من المؤكد ان الارقام الحقيقية لانتشار المرض اكثر مما تم تقديره. وكشفت الدراسات ان التمويل العالمي لمكافحة الايدز في مصر ضئيل ففي حين يقدر التمويل عالميا ب 1.6 مليون دولار امريكي عام 2004، يقدر برنامج الاممالمتحدة المشترك لمكافحة الايدز مبلغ 55 بليون دولار امريكي خلال الاعوام الثلاثة القادمة منها 22 بليون دولار في عام 2008 لاحراز تقدم نحو تحقيق اهداف الالفية الانمائية السادسة الخاصة بمكافحة الايدز، فإن هناك فجوة كبيرة في الموارد العالمية المتاحة لتمويل البرامج في في مصر، والتي تتلقي الاطفال والشباب فيها نسبة ضئيلة من العلاج. وتقول الدراسة ان توفير مبلغ 113 دولارا امريكيا يساهم في توفير جلسات توعية ل 50 طفلا من اطفال الشوارع، و 50 دولارا توفر ل 25 شابا جلسات تعليم مدتها 3 ساعات تغطي جميع المعلومات المتعلقة بالفيروس، و 1500 دولار توفر تدريبات لعدد 60 مدربا يستطيعون توصيل المعلومات والوعي لعدد 2000 شاب كحد ادني، ومبلغ 260 دولارا يوفر طبع 11 الف نسخة من نشرة اخبار متخصصة للتلاميذ عن فيروس الايدز. وبخصوص وسائل الاعلام فإن مبلغ 2400 دولار امريكي يساعد البرامج الدرامية المتخصصة علي الهواء لمدة 30 ساعة علي الراديو في صعيد مصر، وان مبلغ 4350 دولارا يوفر لعدد 20 من الممارسين الاعلاميين تدريبا مدته يومان لتحسين دقة الوسائل والرسائل الاعلامية المنقولة علي الراديو والتليفزيون بخصوص المرض. وتوفير مبلغ 1000 دولار امريكي يقدم علاجات مضادة للمرض من اجل انقاذ حياة شخص متوسط متعايش مع المرض لمدة شهر، ومبلغ 550 دولارا يعطي لما يتراوح من 5 إلي 20 شخصا متعايشا مع المرض الفرصة في الحصول علي الدعم العاطفي والنفسي، ومبلغ 2000 دولار يقدم لعدد 50 عاملا بالمجال الطبي تدريبا مدته يومان يساعدهم في التعامل مع الاشخاص المتعايشين مع المرض بفاعلية وكفاءة، ومبلغ 2608 دولارات يوفر لعدد 5 عاملين بالمجال الاجتماعي و 5 من متعاطي المخدرات السابقين التدريب الكافي في اماكنهم من اجل تعليم متعاطي المخدرات طريقة التقليل من المخاطر الناجمة عند التعاطي والوقاية. وتوفير مبلغ 100 دولار يساعد 25 من السيدات الريفيات المتضررات في وقاية انفسهن واسرتهن من الاصابة بعدوي الفيروس الايدز. واوصت التقارير الدولية وتقارير منظمة اليونيسيف بضرورة الوصول الي الفئات الاكثر عرضة لخطر الاصابة مثل الممارسين للجنس من الشباب والرجال والمدمنين الذين يشتركون في استعمال الابر، والرجال الذين لا يستخدمون الواقي الذكري حتي يتم انخفاض معدلات الاصابة. ولابد من وصول المعلومة الصحيحة باستمرار وتوفير وسائل الحماية خاصة الادوية المقاومة للفيروسات وتوفير مراكز للنصح والارشاد والتأكيد علي سرية المعلومات. ولابد من تضافر جهود المجتمع المدني مع الشركاء لتوصيل طرق الحماية والوقاية لكل المصابين خاصة الاطفال والنساء لانهم اكثر الفئات عرضة للاصابة بسبب الجهل وقلة الرعاية الصحية، وانهم يفتقدون لقوة اتخاذ القرار. والتوصية الاساسية التي ركزت عليها التقارير الالتزام القوي من المجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان تحقيق الهدف الاساسي وهو بقاء المعدلات منخفضة لانتشار المرض في مصر. خاصة وان مجموع السياح الذين يدخلون مصر سنويا يقدر ب 6.8 مليون، ومعدل اجمالي الخصوبة لكل امرأة 3.3% حتي عام 2005 المراهقات من سن 15 19 سنة 7.7% والنسبة المئوية للاناث المراهقات 6.11% حتي 2005 وان نسبة الاتفاق علي الصحة كنسبة مئوية من الناتج المحلي الاجمالي 8.5% عام 2003 والاتفاق الحقوقي علي الصحة بلغ 4.57% حتي عام 2003. ويؤكد سيمون انغرام المدير الاقليمي لمكتب اليونيسيف انه علي الرغم من هذه الارقام ال صابة في مصر الا انها مطمئنة بالنسبة للرقم العالمي ولكنها تبعث علي القلق وتنذر بأن الموقف قد يسوء اذا لم يتم اتخاذ الاجراءات العاجلة، خاصة وان هناك ثغرات تعوق المراجعة مثل صعوبة الوصول للفئات المصابة وتعزيز تدخل قطاعات الحكومة مثل وزارتي الاعلام والداخلية والتعليم بإدارة وزارة الصحة وتعزيز دور المجتمع المدني متضمنا المنظمات الاهلية والقطاع الخاص وقادة الفكر في تحقيق اعلي معدلات الاستجابة. والجدير بالذكر انه تم تأسيس شبكة المنظمات الاهلية المصرية لمكافحة الايدز في مصر في ديسمبر 2003 وتضم 19 منظمة اهلية في العديد من المحافظات تقوم علي تنفيذ عدد من البرامج المعتمدة علي التثقيف. وقد قام قادة الدين الاسلامي والمسيحي بالتوقيع علي اعلان مواجهة فيروس الايدز في مصر عام 2004 كنوع من المواجهة.