مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز: المرضي المسجلون 1700 من بين 8 آلاف مريض محتمل فيروس الإيدز كشف الدكتور إيهاب عبدالرحمن- مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز- أن الهدف الرئيسي للبرنامج هو الحد من انتشار فيروس الإيدز داخل مصر بعد الصيحة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية تحذيراً من الانتشار السريع لمرض الإيدز عالمياً، وأكد عبدالرحمن في حواره مع «الدستور» أن هناك ما يقرب من 8 آلاف مصابون بالإيدز في مصر كعدد تقريري غير مكتشف حتي الآن. ما استراتيجيات البرنامج القومي لمكافحة الإيدز؟ - أهمها الترصد الوبائي للمرض لقياس معدلات الانتشار وعدد المصابين لعلاجهم وتقييم وضع المرض واتجاهاته وذلك بعمل مسوحات صحية للفئات المختلفة للمجتمع لمعرفة الصورة الحقيقية، فوزارة الصحة تفحص سنوياً نحو مليون كيس دم من التبرعات وتسجل وجود أي إصابات بينها بالإيدز أو أي أمراض أخري مما يعطي صورة عن مدي انتشار الفيروس، فضلاً عن فحص 350 ألف عينة أخري سنوياً من المسافرين إلي الخارج وفحص نزلاء السجون ومرضي الفشل الكلوي وأمراض الدم وممارسي الدعارة من الجنسين ومدمني المخدرات عن طريق الحقن في مراكز علاج الإدمان والعاملين بالسياحة. وسط تحذيرات منظمة الصحة العالمية من انتشار الإيدز عالمياً كم مصاباً بالمرض في مصر؟ - يوجد في مصر 1700 مصاب متعايش مع المرض مسجلون بوزارة الصحة منهم 350 فقط هم من يتلقون العلاج، يتكلف علاج كل مريض ألف دولار شهرياً علي نفقة وزارة الصحة بالمجان وإن ثلثي المصابين انتقلت إليهم العدوي قبل أن يبلغوا الخامسة والعشرين من العمر. لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن هناك آلاف المصابين المصريين بالمرض غير مكتشفين.. ما مدي صحة ذلك؟ - هذا كلام حقيقي فتقديرات الصحة العالمية تؤكد أن هناك نحو 8 آلاف مصاب بالإيدز في مصر غير مكتشف لكنه عدد تقديري غير مؤكد لكننا نعلم أن هناك بالفعل إصابات بالإيدز غير مكتشفة بعد. أين يتلقي مريض الإيدز الرعاية؟ - وزارة الصحة توفر مجموعة من مراكز المشورة والفحص الاختياري منتشرة في جميع محافظات الجمهورية عبر 16 مركزاً ثابتاً و9 مراكز متنقلة تقدم خدمات المشورة والفحص الاختياري وبعد اكتشاف الإصابة يتم تحديد طبيعة العلاج ثم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمريض. وما خطورة وجود 8 آلاف مصاب غير مكتشف حتي الآن؟ - تتمثل خطورتهم في أنهم قد ينشرون العدوي دون أن يعلموا مما يشكل خطورة علي المجتمع وهذا هو أحد أهداف البرنامج القومي نشر الوعي بين المواطنين بخطورة المرض وطرق نقل العدوي وكيفية تجنبها خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة كالشباب ومدمني المخدرات. هل هناك أعراض للإيدز يمكن التحذير منها؟ - الحقيقة لا توجد أعراض للإصابة بالإيدز فهي متنوعة ومشابهة لأعراض الأمراض الأخري مثل ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من شهر أو تضخم الغدد اللمفاوية ونقص شديد بالوزن والتعب لأقل مجهود وفقدان الشهية والإسهال المستمر والأمراض الجلدية والسعال المستمر وبعد انتقال العدوي للمصاب يظل فترة طبيعياً تماماً تسمي فترة شهر العسل تتراوح من عدة أشهر إلي عدة سنوات قد تزيد علي 20 سنة حتي تظهر أعراض المرض الشديدة نتيجة انهيار الجهاز المناعي وتبدأ أمراض كانت متعايشة مع الإنسان في الظهور كان جهاز المناعة يمنع ظهورها فتنتهز فرصة ضعفه وتظهر وتسمي «الأمراض الانتهازية» وبذلك يتحول المصاب إلي مريض. إذن هناك أمراض إذا ظهرت علي أي شخص تكون جرس إنذار لإمكانية إصابته بالإيدز دون أن يعلم؟ - نعم وهي التي أطلقنا عليها الأمراض الانتهازية يمكن أن تكون مؤشراً حال إصابة أي شخص بها عليه التوجه لمراكز المشورة ليتأكد، مثل مرض الالتهاب الرئوي الكاريني وبعض الأورام السرطانية والالتهابات الفطرية بالفم والحلق وسرطان عنق الرحم وسرطان الغدد الليمغاوية والسرطان الكابوسي والدرن وبعض الأمراض الأخري التي تحدث نتيجة تدهور الجهاز المناعي تماماً ولا يمكن أن تحدث في الشخص السليم. وهل إصابته بالأمراض الانتهازية تؤثر في أدوية الإيدز أو طرق العلاج؟ - مريض الإيدز المصاب بأحد الأمراض الانتهازية يتلقي نوعاً آخر من العلاج مختلفاً عن أدوية الإيدز العادية وجميع مستشفيات الحميات علي مستوي الجمهورية مؤهلة وتستقبلهم لتلقي العلاج و80% من الحالات المتعايشة مع الإيدز لا تحتاج الإقامة بالمستشفيات لذا بدأنا ببرنامج تقديم الخدمة المنزلية لمريض الإيدز منذ مارس 2008 كتجربة بدأت في الإسكندرية موجودة حالياً بمستشفي حميات إمبابة عن طريق فريق الزيارة المنزلية للمريض غير القادر علي الذهاب للمستشفي. بالعودة إلي نسبة الأطفال المصابين بالإيدز من أمهاتهم كم يبلغ عددهم؟ - تبلغ نسبة الأطفال المصابين بالعدوي الذين يولدون لأمهات يحملن العدوي 30 إلي 35%. كيف تعالج الحملة القومية الموروث الثقافي عند المصريين بأن مريض الإيدز افتعل جرماً مثل انتقال العدوي له عن طريق الجنس غير الشرعي؟ - الحملة تكافح ما يعرفه «بالوصمة» أي أن الإيدز من الأمراض الموصومة عند المصريين بأن الإيدز لا يصيب إلا الإنسان الذي قام بممارسات جنسية غير شرعية وبالتالي المرض عقاب من الله، وفي الحقيقة بعض الآراء التي ذكرت بالإعلام بأن الإيدز عقاب من الله هي التي ساعدت علي ذلك،. ونحب أن نعرف الجميع أن طرق العدوي بفيروس الإيدز هي نفس طرق العدوي بفيروس إلتهاب الكبد الوبائي «بي»، فلماذا لا يتم وصم فيروس «بي» مثل الإيدز؟. هناك تساؤلات لماذا لا يتم التحفظ علي المصابين بالإيدز واحتجازهم؟ - لا يتم عزل المصابين بالإيدز في أي مكان في العالم وذلك الإجراء سيؤدي إلي انتشار المرض بدلاً من منعه فعزل المصابين سوف يؤدي إلي امتناع الكثيرين عن التقدم للفحص خشية العزل مما يؤدي إلي زيادة أعداد المصابين. متي يجب عمل اختبار فيروس الإيدز؟ - يجب عمل الاختبار بعد مرور أشهر علي الأقل من تاريخ آخر تعرض لعلاقة جنسية مع شريك يحتمل إصابته بتعاطي المخدرات بالحقن أو تم تشخيصه بأحد الأمراض التناسلية المعدية، أو مارس الجنس مقابل المال أو الهدايا وإذا كانت نتيجة العينة سلبية يجب تكرار عمل الفحص بعد ثلاثة إشهر ويشترط خلال هذه الفترة عدم التعرض مرة أخري لطرق العدوي.
