دفعا لاسباب الفتنة ونزعا لفتيل الازمة علي المستوي الوطني تقدم وفد رسمي برئاسة الانبا يوحنا قلته معاون بطريرك الاقباط الكاثوليك والاب كريستيان فانسيان استاذ الفلسفة بكلية اللاهوت، والاب دينيس سكرتير سفارة الفاتيكان، باعتذار رسمي لشيخ الازهر عن العبارات المسيئة التي وردت في محاضرة لبنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان. وقال قلتة ان بابا الفاتيكان ربما يعيد مناقشة الازمة مجددا خلال وعظته الاسبوعية اليوم الاربعاء، و"ربما" يقدم اعتذاره عما قاله. واعرب قلته عن امله في استمرار الحوار بين الاديان بعد ان تنتهي الازمة الحالية، واكد ان بابا الفاتيكان لم يقصد الاساءة للدين الاسلامي ولا رسوله الكريم وان حديثه كان موجها لعدد من العلماء والفلاسفة المتخصصين في مقارنة علم الاديان واوضح ان البابا استخدم كلمات الامبراطور البيزنطي "مانويل الثاني باليولوجوس" في حواره مع مفكر فارسي حوالي عام 1392 كمدخل للعلاقة بين الدين والله والحوارات الساخنة التي كانت تجري في العصور الوسطي. واكد قلته علي ان الاسلام دين إعمال العقل وان القرآن حمل العديد من الآيات التي تمنع العنف مؤكدا ان انتقادات البابا كانت ضد المتطرفين فقط. وأكدت مصادر مسئولة داخل الازهر ان الدكتور محمد سيد طنطاوي ابدي للوفد الكاثوليكي ترحيبه بمبادرتهم، لكنه اكد ان اعتذار اقباط مصر لا يلغي المطلب الاساسي لجميع المسلمين في العالم، وهو اعتذار بابا الفاتيكان علنا وبشكل رسمي وصريح دون استخدام عبارات الاسف او المرارة التي اطلقها اول امس الاثنين. واشارت المصادر نفسها الي ان الجلسة كانت مشحونة بالتوتر والحذر، خاصة ان البيان الذي صدر عن البطريركية الكاثوليكية بالقاهرة، في بداية الازمة كان يحمل من التبرير لتصريحات البابا اكثر مما يحمل من الاعتذار