فجر تقرير مراقبة الاداء المهني للصحف المصرية الذي اصدره المجلس الاعلي للصحافة امس الاول حالة من الجدل داخل الاوساط السياسية والصحفية بسبب تركيزه علي مخالفات جريدة الكرامة المعارضة والتي اتهمها بالاساءة لرئيس الجمهورية في عدد من موضوعاتها ومطالبتها النقابة بتفعيل ميثاق الشرف الصحفي لمحاسبة هذه الصحيفة. واكد عبد الحليم قنديل رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الكرامة في تصريحات خاصة "لنهضة مصر" ان الصحافة من حقها انتقاد الرئيس باعتباره موظفا عاما لافتا الي ان كل الاتهامات التي وجهتها الصحيفة له كان هناك سند لها من الدستور والقانون. واضاف ان المجلس الاعلي للصحافة لا توجد سلطة له علي حرية الصحافة كما انه لا يجب ان يعتبر نفسه حارس الآداب العامة في مصر موضحا ان المجلس جهة حكومية غير محايدة في عملها خاصة وان رئيسه هو امين عام الحزب الوطني وبالتالي لن يكون محايدا في حكمه علي صحف المعارضة. ووصف قنديل التقرير بأنه ذو صبغة سياسية وانه موجه للضغط علي الصحف المعارضة والمستقلة، لافتا الي ان هذا الترصد للكرامة سبق وان تم من قبل حيث تم وقف طباعة الصحيفة لمدة 18 ساعة بتدخل من السلطات الامنية. واكد ان الكرامة لن تتراجع عن مواقفها وستستمر في هذه المعركة التي وصفها بأنها دفاع عن حق صحافة المعارضة في توجيه النقد للرئيس. من جانبه اكد يحيي قلاش سكرتير نقابة الصحفيين ان النقابة ستتخذ الاجراءات المعتادة في مثل هذه الظروف لافتا الي انها ليست المرة الاولي التي يحول فيها المجلس الاعلي للصحافة تقرير الاداء للنقابة وهو لا يركز علي جريدة معينة ويتحدث عن كل الجرائد المصرية القومية والحزبية والمستقلة. واوضح قلاش ان النقابة دورها منحصر في تفعيل ميثاق الشرف علي اعضائها من الصحيفة اما ما يتعلق بسياسات الصحف فهو دور المجلس الاعلي للصحافة مشيرا الي ان النقابة طالبت المجلس بنشر تقريره علي الرأي العام من اجل تفعيل دوره في مراقبة الاداء الصحفي ولكنه يتجاهل ذلك ويكون مصير التقرير عادة في الادراج. واكد قلاش ان هناك هامشا كبيرا للحرية في مصر، ولكن مشكلته انه عرفي ولا توجد قوانين تحكمه وان دور الصحفيين هو المحافظة علي هذا الهامش وتوسيعه وليس تضييقه. وقال قلاش ان النقابة ستدرس التقرير بدقة وستواجه بحزم كل المخالفات الموجودة ضد ميثاق الشرف الصحفي سواء في هذه المخالفة او المخالفات الاخري مثل خلط التحرير بالاعلان وغيرها.