لم يكن غريباً علي المقربين منها، والعارفين بمسيرتها وسيرتها، أن تتواجد الفنانة فردوس عبدالحميد في مظاهرة الفنانين التي خرجت تندد بالعدوان الإسرائيلي البربري علي الأراضي اللبنانية، فمواقفها الوطنية، التي كرست لها طويلاً، تشهد بتقدمها الصفوف في كل ملمة تعصف بالوطن.. وأفكارها التقدمية، وتوجهها القومي، يتصدران المشهد دائماً دون اعتبار لنجومية زائفة أو شهرة زائلة. فردوس عبدالحميد تتحدث بنبرة هي مزيج من الألم والغضب والحسرة والتفاؤل فتقول: - مما لا شك فيه أن حزب الله يعزف سيمفونية وطنية رائعة تتجسد فيها كل معاني البطولة والنضال والجهاد والمقاومة والاستشهاد، لذا أنتهز الفرصة وأتوجه بالتحية لسماحة السيد حسن نصر الله ورفاقه الذين أثبتوا أن القوة ليست بالسلاح والآلة العسكرية المزودة بالعدة والعتاد وإنما بالثقة بالله، وقوة الإرادة. وبعيداً عن الشجب والإدانة ولافتات الاحتجاج كيف يجسد جموع الفنانين هذا الغضب في أسلوب عملي؟. - يصعب علينا أن نفكر في تقديم عمل فني الآن، وإلا سيدخل في قائمة الأعمال التي تقدم في المناسبات وينتهي أثرها بانتهاء المناسبة، لهذا أتمني أن نترجم استنكارنا لما يحدث لأشقائنا في لبنان بطريقة واقعية، ونبدأ حملة للتبرع بالمال، وينبغي علي نقابة الموسيقيين أن تحشد أعضاءها من المطربين والملحنين وتحفزهم علي تقديم أغان وطنية حماسية لدعم ومناصرة المقاومة اللبنانية، فالأغنية الوطنية تلعب دوراً كبيراً في رفع الروح المعنوية للجنود أثناء الحرب، وتخلق مساحة من التعاطف لدي الجماهير العربية. وما رأيك في موقف الحكومات العربية؟ - وضع يدعو للدهشة، بعد الصدمة، فما يحدث في لبنان يهز الحجر، بدليل رد الفعل الغاضب لبعض الحكومات والشعوب الأوروبية، ومع هذا لم تتحرك شعرة في رؤوس الحكام العرب، وتبنوا مواقف مهينة ضد إرادة شعوبهم، وأدعو الأنظمة العربية للتحرك قبل فوات الأوان، لأن أمريكا وإسرائيل لن يكونا يوماً أصدقاء للحكام العرب، وعليهم أن يأمنوا علي أنفسهم من نزعاتهما الاستعمارية التآمرية، وواهم -من بين الحكام العرب- من يظن أن صداقة ستولد بينه وبين أمريكا، بحيث تتدخل لحمايته، وعليهم أن يرجعوا إلي ما فعلته مع شاه إيران الحليف القوي الذي تخلت عنه لحظة سقوطه، وغيره من الحكام الطغاة الذين يتبنون مواقف ضد إرادة شعوبهم، فأمريكا وإسرائيل تسعيان لتأمين مصالحهما فقط حتي إذا اقتضي الحال هددنا الدول العربية جميعاً، بما فيها مصر، ولكل هذه الأسباب أري أن موقف الحكومات العربية عجيب وغريب وغير مبرر ولم أدر سبباً لهذا الموقف غير المفهوم والمناهض لمقاومة شريفة خص الله بها "حزب الله" ليرفع عنا الذل، ويمحو العار. والمطلوب؟ - أن يحكم الملوك والرؤساء العرب ضمائرهم الوطنية، وأن يعودوا للصواب وللحق، ويعلنوا تضامنهم مع المقاومة والشعب اللبناني في دفاعهم النبيل عن شرف الأمة العربية، فانتصارهم نصر لنا جميعاً وإذا انهزمت المقاومة -لا قدر الله- فلن تقوم لنا قائمة بعد اليوم. أري التوقيت غير مناسب بالمرة، لكنني أتساءل عن غيابك غير المفهوم عن السينما؟ - سينما اليوم باتت تغلب عليها النزعة التجارية ليس أكثر، ولم تعد تخرج في تركيبها عن ممثل كوميدي وفتاة جميلة وسيناريو ليس فيه موضوع أو فكرة، وإنما مجموعة من "الأفيهات" تكتب علي مزاج الممثل الكوميدي، ولذا فهي سينما سريعة الطبخ.. سهلة الهضم... لا تشبع ولا تغني من جوع. ومن المسئول عن هذه الفوضي في نظرك؟ - القطاع الخاص الذي انفرد بالساحة السينمائية، وأصبح لا هدف له سوي التربح من تجارة لا علاقة لها بالصناعة، هو ليس المسئول وحده بطبيعة الحال عما يحدث الآن، فأين وزارة الثقافة؟ ولماذا تخلت -طواعية- عن دعم السينما ورفع أيديها عن هذه الصناعة تحديداً؟! لقد كان للدولة دور في الستينيات في النهضة الكبيرة التي سادت السينما المصرية، من خلال الأفلام التي أنتجها القطاع العام.. فأين هم اليوم؟ لكن غيابك امتد إلي الشاشة الصغيرة أيضاً بدليل غيابك عن الأعمال الدرامية التي ستعرض خلال شهر رمضان؟ - في كل الأوقات أسعي وراء الكيف، ولا أبحث عن الكم، وأفضل أن أختار أدواري بعناية عن التواجد طوال الموسم بلا سبب، لهذا لا يضيرني أن أقدم عملاً كل عامين ما دام يحترم عقلية المشاهد، وأقوم حالياً بقراءة مسلسل بعنوان "الفنار" وهو عمل اجتماعي في إطار ملحمي.