في محاولة لدفع لبنان إلي الإنزالاق مجددا نحو شبح الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة بعد الإجماع الإسرائيلي علي استحالة تجريد حزب الله من كامل قواه العسكرية، غطت سماء بيروت والضاحية الجنوبية آلاف المنشورات التي ألقتها طائرات إسرائيلية علي مناطق ذات أغلبية سنية مثل الكولا والمزرعة والطريق الجديدة والمدينة الرياضية. وهاجمت المنشورات المذيلة بتوقيع الدولة العبرية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مؤكدة للبنانيين أنهم يدفعون ثمن "مغامرته". وجاء في المنشورات "حسن يلعب بالنار وها هو لبنان يحترق"، موضحة أن تحرير المعتقلين اللبنانيين كان يمكن أن يتم عبر المفاوضات بدلا من جلب "الخراب" علي لبنان. وعلي الصعيد السياسي طالب وفد الجامعة العربية في اجتماع مجلس الأمن الدولي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية كجزء من أي قرار دولي لوقف إطلاق النار في لبنان، وشدد وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم علي ضرورة أن ينص القرار الدولي علي الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية إلي ما وراء الخط الأزرق، وتعزيز قوة الطوارئ الأممية في لبنان حتي تتمكن من لعب الدور المناط بها، وحذر الشيخ حمد من تداعيات اتخاذ قرارات غير قابلة للتنفيذ ويكون لها انعكاسات خطيرة علي المنطقة بأسرها. وردا علي كلمة الوزير القطري، دعا سفير إسرائيل لدي الأممالمتحدة دان جيلرمان إلي عمل فعال لاحتواء "إرهابيي حزب الله" متجاهلا الرد علي الدعوة العربية إلي انسحاب قوات بلاده من لبنان، وأضاف جيلرمان أن قوة دولية قوية وفعالة بإمكانها أن تتصدي لحزب الله واصفا الحكومتين السورية والإيرانية بأنهما "تاجرتا الإرهاب في دمشق وطهران". ميدانيا وبعد الفشل في خفض وتيرة إطلاق الصواريخ علي شمال إسرائيل، أعلنت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أمس أن قيادة الجيش العليا أقصت الجنرال عودي آدم القائد العام لمنطقة الشمال الإسرائيلي من منصبه وسلمت الإدارة الفعلية للعمليات في لبنان إلي رئيس الأركان الجنرال موشيه كابلينسكي. وفيما يستعد الجيش الإسرائيلي لتوسيع عملياته البرية في الجنوب اللبناني، قصفت البوارج الحربية الإسرائيلية فجر أمس لأول مرة منذ بدء العدوان مخيم عين الحلوة الفلسطيني بينما تواصلت المواجهات الحدودية بين مقاتلي حزب الله والقوات الاسرائيلية مما ادي لمقتل 11 جنديا اسرائيليا .