فرحت صاحبة الجلالة وتهللت عندما توجت بتاجها الذهبي ليتعانق مع بريق الحرية لتقول لمصر والعالم: هنا صوت الحرية هنا انصاف مبارك بوعده الحق لاهله من الكتاب والصحفيين وهو صاحب قلب مفتوح يشعر دوما باحاسيس الناس ويتفاعل معهم ويعتبر الكتاب والصحفيين جزءاً من هؤلاء الناس. وكثيرا مايحدث في مصر أن يلجأ بعض الناس ليتدخل الرئيس للانصاف وليس للإحتماء فهذا يرفضه مبارك وايضا لايرضاه الناس.. ويكون تدخل الرئيس لتصحيح امر ما واعادته الي الوضع الصحيح وغالبا ماتكون الجهات والادارات المسئولة عاجزة عن درء الخطأ او اصلاحه ان ما يحدث هو نوع من الحب بين مبارك وبين الشعب.. وربما يتساءل الكثيرون لماذا نلجأ للرئيس؟ لماذا نقحمه في امور كان من الضروري ان يهيأ لها المسار الصحيح؟ وهذا ايضا مايخلق سؤالا جديدا. هل لان الحرية التي بدأ ميلادها الحقيقي في عهد مبارك بزغ نورها فاصبح البعض عاجزا عن استيعابها بمنطق مقبول؟ وللاجابة علي هذا السؤال لابد ان ندرك ان للصحافة دوراً هاما إبان سنوات التغيير الاجتماعي في الحياة السياسية فهي تتعامل مع الانسان بقدر اختلاف ثقافته وتباين مستواه الاجتماعي وهي ايضا حركة مضيئة توصل بين الشعب واجهزة الدولة وايضا تتناغم مع ماحولها كالعولمة ومايطرأ من متغيرات دولية حتمية مهيئة الجميع لنسج مستقبل الدولة لسعادتها شعبها.. ولقد لقبت الصحافة بانها مهنة البحث عن المتاعب وفي نفسالوقت هي مهنة البحث عن سعادة الكل. وعندما وعد الرئيس بان هناك تعديلا جذرياً في مسألة الحبس في قضايا النشر والرأي.. ارتاح فكر وقلم كل صاحب كلمة الا ان هناك فئة اعتبرت وعد مبارك بمثابة تصريح لينشب اظافر قلمه في بعض الاجساد البريئة كما ان هناك بعض الأقلام راحت تشوش برؤيتها المتباينة في واقع يعيشه البعض في غفلة الادراك لبواطن الامور.. الا ان الاغلبية الفاضلة من الكتاب التزمت في محاكاة الواقع والتعايش معه ونقده بالاسلوب الامثل والواثق لعلاج ماهو سلبي وتشجيع ماهو ايجابي، ومنذ اسابيع كتبت في هذا المكان عبر حبيبتنا نهضة مصر تحت عنوان (اين صاحبة الجلالة) موضحا بانه لابد من ان تكون هناك حدود للنقد والتزام بمواثيق الامانة والصدق والاحترام وهذا مايحدث في كل الدول الراقية والمتقدمة من هنا جاء مبارك ليصحح ما أهمله الاخرون لعدم تمرير المادة التي تنص علي المعاقبة بالحبس الوجوبي للتشكيك في الذمة المالية للافراد وهي دعامة قوية يضع لبناتها مبارك بين اجهزة الدولة وصاحبة الجلاله فلو افترضنا عدم وجود المادة التي نصت علي ان رئيس الجمهورية حكماً بين السلطات. والتي يسعي البعض لإلغائها.. لنتصور ماهو الموقف لو أنها غابت عن الدستور؟ هذا مايدفعنا ايضا الي القول بان الرئيس يعرف الطريق الامثل لضبط الامور استجابة لاحاسيس الناس. وهذه الحرية التي احتفت بها الصحافة من خلال اللمسة المنصفة حتي لايستشعري الفساد الذذي يحاربه كل الأمناء في البلاد وهنا ستمارس الصحافة واجبها في حرية تسودها الامانة والاحترام لنرقي بالبلاد نحو الافضل الذي يقودنا للنجاح في جميع الاتجاهات. ان الصحافة الحرة كفيلة بمساندة اجهزة الدولة عندما تكون الحكومة سندا يحمي كل صحفي.