كيف بدأت فكرة كتابة مسلسل عن حياة روز اليوسف ؟ وهل هناك جديد ؟ اومعلومات غير معروفه عنها؟ - فكرة المسلسل تخالجني منذ فتره ليست بالقصيره، تقريبا منذ عام 2003 وذلك اثناء قيامي ببحث ادبي عن حياتها ولكني حولته الي دراما تلفزيونيه منذ عام تقريبا .. اما بخصوص ما هوجديد فالمسلسل كل ما به جديد اذ ان المعروف عن روز اليوسف قليل جديدا اذا ما قورن بتاريخها وعظمتها . ولماذا هذا المسلسل في هذا الوقت ؟ - ولماذا لم يكن قبل ذلك، لقد وجدت هذا تقصيرا من كتاب الدراما الا يتناولوا سيرة شخيصه كروز اليوسف قبل هذا التوقيت . واردت ان يكون انصافها علي يدي، ذلك اني مفتونة بهذه السيدة وبانجازاتها ومن هنا انطلقت في رحلة البحث وجمع المعلومات وصياغتها في قالب درامي يليق بها . كيف تناولت قصة حياتها وما فيها من مواقف ومعارك؟ - حياة روز اليوسف حياة ثريه جدا ودراميه بطبعها .. وقد لاحظت اثناء كتابتي انني لا اؤرخ لها فقط بل اؤرخ لمصر الحبيبه من خلال فاطمه اليوسف،, فلك ان تسميها دراما وطنيه فنيه سياسيه صحفيه واضف الي ذلك الكثير من المواقف الشخصيه والعائليه للسيدة فاطمه اليوسف . بمناسبة المواقف الشخصيه والعائليه .. .ما هي طبيعة علاقتك باسرة روز اليوسف وهل تناول المسلسل تفاصيل عائليه؟ العلاقه بني وبين اسرة السيده فاطمه اليوسف بدات منذ عام 1897 اي منذ ولدت فاطمه اليوسف ومنذ ان رايتها امامي لحما ودما تترائي لي من بين السطور ..العلاقه بدات بيني وبين روز اليوسف نفسها وذلك التواصل الروحاني الذي اقمته معها عبر الزمن من خلال دراستها والوقوف علي تفاصيل حياتها بدقه وهذا قادني لعلاقة قويه ووثيقه بالابنة السيدة امال زكي طليمات . فقد لمست السيدة امال اندماجي وامتزاجي الكامل بشخصية روز اليوسف وذلك من خلال قراءتها للنص الدرامي ومن حينها احتضنتني احتضانا كاملا وامدتني بفيض من المعلومات والاسرار التي لم تطلع عليها احدا من قبل .. معني هذا انك لديك موافقه من الورثه متمثلين في شخص السيدة امال طليمات؟ لقد بدات كتابة المسلسل تحت سمع وبصر السيدة امال طليمات التي كانت تراجع معي الحلقات كلمة كلمة وتبدي رأيها من حيث دقة المعلومات اومن حيث الحس الانساني والدرامي وكانت تتأثر وتنفعل بشده .. فقد عشنا انا وهي لاكثر من عام بتواصل غزير اوصلنا والحمد لله الي افضل النتائج .. ومن ثم توطدت علاقتي باحفاد روز اليوسف من ابنها احسا ن عبد القدوس وهم الكاتب الصحفي الاستاذ محمد عبد القدوس ورجل الاعمال الاستاذ احمد عبد القدوس . والاستاذ زكي صلاح عبدالمجيد وجمعتنا لقاءات ومحادثات تليفونيه عديده وما زالوا بالطبع متتبعين لسير العمل ويقفون علي اخر تطوراته فهم شريك اساسي بالعمل وقوة دعم هائله . سمعنا كثيرا عن مشاكل تحدث بين ورثة السير الذاتية والقائمين عليها خصوصا المؤلفين وكتاب السيناريو.. وهل طلب منك الورثه حذف بعض الاحداث حرصا علي الخصوصيه؟ الحمد لله انني محظوظه بالتعامل مع ورثة من طراز فريد .. هم غاية في الرقي والدماثه اضف الي ذلك الوعي والثقافة والفن.. فكيف للفنان ان يحكر علي الفن .. كنت حرة تماما في الكتابه بل انهم كانوا اجرأ مما تخيلت . .. وانا ادين لهم بالكثير .. كسبت مودتهم بشيئين اساسيين النص الدرامي ثم حبي الشديد لروز اليوسف وبالتالي حبي واحترامي لهم .. ان معرفتي بهم عن قرب مكسب كبير لي كانسانه علي المستوي الشخصي ويكفي انني كنت اري بهم ملامح روز اليوسف ورائحتها بل ان لها حفيدة بذات نبرة الصوت .. وحفيد متدين كجده لابية وحفيد اخر يرث منها عالم الاعمال وحفيد ثالث يرث اسم جده زكي وطيبة قلبه .. انا بالفعل محظوظه بهذه الاسره التي كنت علي مدار عام كامل احد افرادها كان لها مواقف ومعارك مع كثيرين .. الوفد والقصر والانجليز والثوره كيف تناولت هذه المعارك ؟ - ان مواقفها كانت تتباين مع الطرف الواحد بحسب افعاله .. اعطيك مثالا هي كانت مجلة الوفد الاولي حينما كانت مؤمنه بنشاطه ومواقفه السياسيه. وحينما وجدت منه ما راته تقاعسا عن الدور الواجب عليه انقلبت الي عدوته الاولي وناصبته العداء سنينا طوال ورغب الوفد في ازالتها من الوجود ولكنها كانت اقوي مما تصور فهي حزب قائم بذاته وهكذا الحال مع الانجليز والثوره .. هي مع الحق اوما تراه حقا ولوكانت اخر كلمه سوف تنطق بها .. عنيده شجاعه وطنيه وصحفية مشاغبة .. اللعب معها متعب ومرهق ولكنه في الوقت نفسه ممتع لما تتمتع به من حرفية ومهنية عاليه ... هل سنجد في مسلسلك عرضا لمشاكل الصحافه وقتها وهل كانت هناك تجاوزات كما يحدث الان في صحافتنا واعلامنا؟ - بالطبع المسلسل يغطي جوانب عديده من ضمنها علاقة الصحافة بالصحافة والصحافة بالسياسة والصحافه بالفن، كما يعلم الكثيرون ان روز اليوسف بدات مجلة فنيه عام 25 وكان مبعث الفكره بالاساس هوانصاف الفن والفنانين من ايدي بعض العابثين المحسوبين علي الصحافة الفنيه،وفي نفس الوقت تقويم اخطاء الفنانين ونقدهم نقدا موضوعيا ..وان كانت علي سبيل المثال قد غالت كثيرا في انتقاد يوسف وهبي ولا اقول نقده حتي ان البعض ذهب الي راي يقول انها صنعت المجلة خصيصا لتهاجمه وهنا تجد في المسلسل مواقف غاية في الطرافه واحيانا التراجيديا بينها وبين يوسف وهبي مثلا .... وعندما تحولت المجلة الي سياسية عام 27 ظهرت علاقة الصحافة بالصحافة المنافسه والتي وصلت الي درجة التراشق بالالفاظ وتلفيق التهم كبعض ما يحدث الان وهوامر مثير للدهشه فالتاريخ يعيد نفسه ولكن بكل الاحوال القيم وقتها كانت اعلي شأنا وكان الجميع وطنيا صميم لا احد يحمل اجندات خارجيه اوخفية الجميع واضح ويعلن انتماءه بصدق . معني هذا اننا سوف نبكي علي الاطلال بعد المشاهدة ام ستكون دعوة للتغيير والتفاؤل ؟ وهنا تضحك الكاتبة وتجيب : والله كل متلق بحسب شخصيته وطبيعتها انا شخصيا احب التفاؤل والاقبال علي الحياة والتعلم دائما واخذ العبر .. ولماذا البكاء علي الاطلال والحياة مستمرة وبايدينا دوما الاصلاح والتنوير اوعلي الاقل الدعوة اليهم .. روز اليوسف السيدة وصاحبة الدار في حياتها الكثير من الدروس التي يجب ان لا تمر مرور الكرام ابدا وقد تعمدت في المسلسل الوقوف علي تفاصيل كثيرة لبيان هذا المعني في قالب درامي دسم ولكنه يتسم بخفة الروح التي كانت تتمتع بها روز شخصيا . واني ازعم ان المسلسل به الكثير من روح روز اليوسف ذاتها ماهي اهم المحطات التي تناولتها في سيرة روز اليوسف؟ - كل ما يمكن لك ان تتخيلة اولا تتخيله سوف تجدني وقفت عنده وقتلته بحثا وتحليلا ومناقشة الم اقل لك انه مسلسل دسم بالفعل المسلسل دون مبالغة صعب للغاية وقد استنفذني تماما وتتمثل صعوبته في غني الفترة التاريخية وثرائها وزخمها.. تناولت في هذ المسلسل تقريبا مصر كلها اجتماعيا وسياسيا وصحفيا وفنيا ولم اغفل ابدا العلاقات الانسانية شديدة الثراء والتعقيد .. محطات روز اليوسف منذ الولاده الي الممات .. بل ان صح التعبير فان روز اليوسف قطار انطلق منذ العام 1897 والي الان لم يتوقف ولا اظنه يتوقف ابدا روحها مازالت قابعه في حروف اسمها التي تزين غلافه. الاحظ في كلامك تحيزا شديدا لروز اليوسف .. الا تخشين ان يؤثر هذا علي عملك؟ ان كان قصدك هومحابتها علي حساب العمل فأطمئنك بالنفي .. انا اقدم شخصية من لحم ودم ..انسان عادي له عيوب ومميزات له انتصارات وكبوات ..وليست روز فقط هي من قدم علي هذا المنوال في المسلسل .. بل ان جميع الشخصيات تم دراستها بعناية فائقه وذكر ما لها وما عليها .. انا لم اصدر احكاما علي اي شخصية في المسلسل وتركت هذا الدور للمشاهد هوالحكم علي الاحداث والشخوص انا اعرض ما حدث بكل دقة وربما اساعده بالتحليل وعرض وجهة النظر المقابلة وله هوالقرار في النهاية وهدفي من هذا ان اجعل المشاهد طرفا في الاحداث وشريكا في العمل الدرامي يتفاعل معه. كيف للمشاهد ان يكون شريكا في العمل الدرامي؟ - بكل بساطه من خلال مخاطبة عقله ووجدانه بالتوازي .. اجعله يتفاعل معي عن طريق رسم البسمة علي شفاهه في موقف ظريف طريف اوادماع عينه في مشهد اخر ملئ بالشجون والعواطف وهكذا يشعر المشاهد بانه داخل الشاشه وليس خارجها ..واني اعد باني لن اكتف فقط بان تكون كل حلقة مشوقة لما بعدها بل ان كل مشهد سوف يشوق للمشهد التالي باذن الله من هي الشخصيات التي تناولتها في المسلسل؟ هل لديك متسع من الوقت لذكرها جميعا؟ فلنقل ابرزها ما اجده جميلا بحق في هذا العمل انني حاولت من خلاله انصاف الجميع علي قدر المستطاع واعطائهم بعضا من حقوقهم علينا علي سبيل المثال في المرحله الفنية ابدأ من عزيز عيد منتهية بامينه رزق الوجه الشاب حينها وبين المرحلتين جميع ابطال المسرح المصري اتناول عبد الوهاب طفلا وسيد درويش شابا مبدعا .. وهناك شخصيات عديده لم نسمع باسماءها قط واسماء اخري عرفناها واحببناها ولكننا يوما لم نعرفها بحق .. وكذلك الامر في الصحافة والسياسة .. ماذا تعلم عن العقاد وطباعه وخفة ظلة النابعه من فرط الجد .. ماذا تعلم عن حقيقة الصراع بين روز والتابعي ومن اليد الخفيه التي كانت وراءه ؟؟ النحاس .. مكرم عبيد .. طلعت حرب .. مصطفي وعلي امين ... الاجيال المتلاحقة من كتاب ورسامي كاريكاتور روز اليوسف . ومن اجمل شخصيات المسلسل واكثرها لمسا للقلب هي الشخصيات القريبه منها انسانيا كشخصية زكي طليمات زوجها الثاني وتعقيدها .. شخصية ابنتها امال التي بنت عليها امالا لم تحققها لها يوما .. احسان عبد القدوس وكيف تبلورت شخصيته المتناقضه بين الحرية علي الورق والتزمت في الحياة الشخصية .. شخصية الاستاذه سعاد رضا التي انضمت لاسرة روز اليوسف وعمرها 14 عاما في حادث درامي ملئ بالشجون فهي ابنة الصديق المخلص وزميل المسرح محمود رضا .. وفي الختام هل لديك اضافة؟ بالطبع هي ليست ختاما لاننا سوف نبدأ في تنفيذ العمل خلال ايام باذن الله من خلال شركة كنج توت للانتاج الفني .. واريد ان اتوجة بالشكر الي اسرة السيدة روز اليوسف وعلي راسها السيدة امال طليمات وكذلك الحاجة سعاد رضا التي استنفذتها وجدانيا في هذا العمل والسيدة مديحة عزت التي اطلعتني علي مواقف مؤثرة للسيده روز اليوسف من خلال عملها معها وكواليس دار روز اليوسف في الخمسينيات والاستاذ الدكتور محمد الجوادي القائم علي مراجعة النص تاريخيا والدكتور والاستاذ الكبير فوزي فهمي الذي امدني بذخائر المسرح المصري ووفر لي نصوصا مسرحية في غاية الندره يرجع تاريخها للعام 1914 .