ما إن أعلن عن بدء تنفيذ المسلسل الديني "الإمام الغزالي" بقطاع الإنتاج حتي انشرحت الصدور بأمل أن تعود الأعمال الدينية مرة أخري لتحتل اهتمام المسئولين في القطاعات الإنتاجية باتحاد الإذاعة والتليفزيون مثلها هو الحال مع الأعمال الدرامية، لكن "يا فرحة ما تمت" بعد أن توقف تنفيذ "الإمام الغزالي"، وتم ركنه لأسباب غير مقنعة تتمثل في صدور أوامر عليا في "ماسبيرو" بإنتاج الأعمال الدينية أو التاريخية عن طريق المنتج المشارك لتحظي بقبول كبار النجوم والمخرجين!! الغريب أن قرارا كهذا جاء بمثابة إعلان وفاة لمسلسل "الإمام الغزالي" الذي رشح لبطولته كمال أبو رية، في الوقت الذي تنتج فيه أعمال تاريخية ضخمة مثل "السائرون نياما" و"علي باب مصر" و"نصر الله" و"لا أحد ينام بالإسكندرية" في غياب المنتج المشارك، وكأن المقصود استبعاد هذا العمل الديني تحديدا أو مؤلفه محمد السيد عيد الذي أصابته فيما يبدو لعنة القطاع في مسلسل "علي مبارك" الذي لم ينتج، والآن مع "الإمام الغزالي"؟ عن الأزمة الجديدة يقول المؤلف محمد السيد عيد: كل التقارير الخاصة بمسلسل "الإمام الغزالي" تؤكد أن العمل ممتاز، وأنا صاحب العديد من الأعمال، ولست كاتبا حديث العهد، لكن ما يحدث لي لا أفهمه، فقد سبق أن حدث ذلك في مسلسل "علي مبارك" عندما لم يتم ترشيح نجوم كبار للعمل فسحبت السيناريو، وكان لدي أمل أن يتم إنتاج "الإمام الغزالي"، لأنني كتبته بعد عدة قراءات ولن يستطيع أن يقدمه أحد غيري، لذا سعدت ببدء تنفيذه وترشيح المخرج مصطفي الشال، لكن المشكلة تكررت علي الرغم مما أعلمه عن أن وزير الإعلام أنس الفقي متحمس لإنتاج عمل ديني ليذاع في رمضان غير أن ما قيل حول صدور قرار بألا تنتج الأعمال التاريخية والدينية بالإنتاج المباشر بل عن طريق المنتج المشارك، أدي بالعمل إلي التوقف، بينما لا يوجد قرار مكتوب يعمل عليه محيي الغمري! ولماذا لا يتم إنتاجه عن طريق القطاع مباشرة؟! لأن الجهات الحكومية تتعامل باللوائح وأجور محددة، كما تخصم نسبة الضريبة من الأجر بعكس المنتج المشارك الذي يعطي النجوم أجورا مرتفعة، ولا يخصم نسبة الضريبة منهم، حيث تسجل الجهة الحكومية المبلغ كاملا بالعقد، أما الجهة الخاصة فتكتب مبلغا رمزيا، وباقي المبلغ "تحت الترابيزة"، ونتيجة لذلك وصل الوضع إلي درجة أن أحدا لا يتعامل مع الجهات الحكومية من النجوم سواء نجوم الإخراج أو التمثيل، وبالتالي إذا انتجت الأعمال التاريخية والدينية بالإنتاج المباشر تكون أعمالا من الدرجة الثانية أو الثالثة. ألا تبذل أية محاولة لإقناع الوزير بالتدخل لإنقاذ العمل؟! علي الرغم من صلتي الطيبة بالوزير أنس الفقي، إلا أنني أرفض الوساطة في عملي وبالنسبة لرئيس القطاع محيي الغمري، فقد تردد عدة مرات علي مكتب رئيس الاتحاد أحمد أنيس، نظرا لأن مقابلة الوزير مسألة صعبة، لكن يبدو أن الأمر دخل في دهاليز الروتين، ومر الوقت حتي أصبح من العسير إنتاجه الآن، حيث لم يعد هناك وقت ورمضان علي الأبواب، ولو تم إنتاجه بدون نجوم لكان المفروض أن يصور الآن، إلا أنه كان سيفشل وهذا ما جعلني اعترض علي إنتاج مسلسل "علي مبارك". من وجهة نظرك من هو المسئول عن هذه الأزمة؟ نظام المنتج المشارك هو المسئول الأكبر عما آل إليه حال الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعد أن أصبح يلهث وراء النجوم وليس وراء جودة النص أو الإخراج ومعظم ميزانية العمل تضيع علي أجور النجوم، ممن يحصلون علي الملايين، وبهذا المعيار بدليل أنني والمخرجة إنعام محمد علي عندما قدمنا مسلسل "قاسم أمين" أخذنا ما يساوي أجر "نجمة" في حلقة واحدة.. والكارثة أن الجهة الحكومية تحارب نفسها بفلوسها وتفسد الدراما أيضا بفلوسها. بهذا القرار غير المكتوب هل كتبت نهاية "الإمام الغزالي"؟ بالطبع ولم يعد هناك جدوي من انتظار أحد للعمل، فالمخرج مصطفي الشال تعاقد علي إخراج مسلسل من إنتاج صوت القاهرة، بالإضافة لبعض الممثلين الذين كانوا مرشحين للعمل انضموا لأعمال أخري وتركوا "الإمام الغزالي".