لماذا اختفت الأعمال الدينية والتاريخية من علي خريطة الشاشة ولم يعد لها مكان حتي في شهر رمضان.. وما الأسباب وراء إحجام شركات الإنتاج عن تقديم هذه النوعية من الأعمال واعتبارها خارج الخدمة.. وما موقف جهات الانتاج الرسمية مدينة الانتاج الاعلامي وقطاع الانتاج وصوت القاهرة تجاه ذلك.. تساؤلات وضعناها أمام المسئولين عن الإنتاج الدرامي بحثا عن إجابة شافيه. ارتفاع التكلفة البداية كانت مع راوية بياض رئيس قطاع الانتاج بالتليفزيون التي أكدت انه اذا كان قطاع الانتاج يشارك في الكثير من الأعمال الدرامية الاجتماعية.. إلا انه يحرص دائما علي انتاج ثلاثة أعمال في رمضان من كل عام من بينها عمل ديني أو تاريخي.. فالعام الماضي انتجنا »صدق وعده« الذي حصد الجائزة الفضية للانتاج من مهرجان الانتاج العربي إضافة الي عدة ذهبيات في التأليف والموسيقي وأحسن ممثلة »ريم علي«.. وتضيف راوية بياض.. وهذا العام اكتفينا بالمسلسل التاريخي »السائرون نياما«.. عن قصة سعد مكاوي واخراج محمد فاضل.. وكان أمامنا بعض الاعمال الدينية مثل »الامام البخاري« و»اسماء بنت ابي بكر« ولكن لوجود مشاكل في التنفيذ ووفاة المخرج وفيق وجدي تم تأجيل التصوير الي ما بعد عيد الفطر المبارك ليتم العرض في العام القادم بإذن الله. وتشير راوية بياض: اضافة الي ذلك نكمل هذا العام ما قمنا به العام الماضي في انتاج العديد من الادعية الدينية التي يشارك فيها عدد كبير من المطربين في العالم العربي الي جانب انتاج درامي باسم »المسحراتي« الذي يتم تناوله بطريقة جديدة وعدد كبير من الابتهالات الدينية لكبار المنشدين والتي تعرض قبل اذاني الفجر والمغرب.. وعن قلة الاعمال الدينية والتاريخية بالنسبة الي العشرات من الأعمال الاجتماعية التي تغرق محطات التليفزيون خلال الشهر الكريم والتي تقترب من الثمانين عملا.. قالت.. ان هذا الكم الهائل من الاعمال الدرامية ينتج من قبل شركات الانتاج الخاصة ونحن نشارك في بعضها.. هذا بخلاف ان هذه الشركات لا تساهم في انتاج الاعمال الدينية والتاريخية لارتفاع التكلفة التي قد تصل بالعمل الواحد الي اكثر من 52 مليون جنيه بينما العمل الدرامي يتكلف 51 مليونا فقط. وعن مواعيد العرض التليفزيوني التي تظلم العمل الديني والتاريخي وهو ما لا يحدث مع الاعمال الأخري.. اجابت: هذا ليس اختصاص قطاع الانتاج وان كنا نوصي دائما بوضعه وعرضه في وقت متميز.!! تم الرفض ويقول ابراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات نحن ننتج ما يطلبه اتحاد الاذاعة والتليفزيون وليس في خطته هذا العام انتاج دراما تاريخية أو دينية.. لقد عرضنا علي قطاع الانتاج بالتليفزيون بعض الاعمال ولكن تم رفضها..!! والسبب انها اعمال لا تأتي بأرباح.. ويضيف.. لدينا عمل كبير تقدم به الفنان حسن يوسف.. وعند دخوله مرحلة التنفيذ تم رفضه من قبل اتحاد الاذاعة والتليفزيون. وحين سألته لماذا لا يتم انتاجه بمدينة صوت القاهرة أو بالمشاركة مع شركات الانتاج الخاص أجاب.. ان محطات التليفزيون المصري لا تشتري اعمالا دينية أو تاريخية من الشركات الخاصة لانها لا تأتي بأرباح ولا تقبل عليها شركات الاعلان عند العرض..! أما عن المسلسل »السائرون نياما« فقد اكد انه ليس عملا تاريخيا.. بل هو فانتازيا تعتمد علي شخصيات وهمية »البهاليل« وتدور في حقبة معينة لمحاربة المماليك.. ولذلك لا يمكن احتسابه ضمن الاعمال الدرامية التاريخية..!! حجج واهية..!! وعلي الجانب الآخر اجاب الفنان الكبير حسن يوسف غاضبا بانه لا يوجد تشجيع لانتاج المسلسل الديني أو التاريخي.. لقد قدمت العام الماضي عملا للقطب الكبير.. »الامام عبدالحليم محمود«.. تم عرضه قبل الافطار وهو توقيت تقل فيه نسبة المشاهدة إضافة الي تشويه العمل نفسه ببتر تتر المقدمة والمؤخرة ليتم اللحاق بالبرامج الاخري قبل الأذان وايضا عدم توزيعه الي القنوات الأخري سوي قناة أزهري فقط.. ولهذا احجمت عن العمل هذا العام خاصة بعد رفض العمل الذي تقدمت به عن الامام محمد الغزالي الذي اتمني تنفيذه. وتساءل الفنان حسن.. لماذا بعد أن كانت مصر رائدة في انتاج المسلسل الديني والتاريخي تراجعت بهذا الشكل.. وقال انا لا اعتقد ان الموضوع يرجع الي الارباح والتكاليف.. فمسلسل »امام الدعاة« الذي عرض منذ سنوات حقق نسبة مشاهدة عالية وتكلف انتاجه خمسة ملايين دولار الا ربع فقط ومع ذلك حقق ارباحا تفوق الستين مليون دولار.. مع العلم انه أجري به كان مائة وخمسين الف جنيه فقط شاملة 03 حلقة للمسلسل.. وهذا النجاح يعود الي الدعاية ووضعه في أوقات مشاهدة مرتفعة.. وهو عكس ما حدث في العام التالي مع مسلسل »الامام المراغي« الذي عرض الساعة الحادية عشرة صباحا.. وهو الوقت الذي يكون فيه الناس في اعمالهم والباقي نائم لم يصح بعد..!! ويشير الفنان حسن يوسف الي انه »واخد علي خاطره« كما يقول لفراغ الخريطة التليفزيونية هذا العام من الأعمال الدينية أو التاريخية.. ولان عمله لن تتم الموافقة عليه مؤكدا في نهاية كلامه الي أهمية عودة الريادة الاعلامية للتليفزيون المصري بانتاج اعمال دينية وتاريخية وليس المشاركة فقط كما حدث في العام الماضي مع مسلسل »صدق وعده« الذي كانت نسبة المشاركة فيه من قبل قطاع الانتاج لا تتعدي02٪ والباقي لشركات خاصة ودول اخري لهذا انا أشعر بالعيب.. فهل نحن غير قادرين علي انتاج مسلسل واحد ديني أو تاريخي في العام؟!