خطفت المشادة الكلامية بين وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس ونظيرها الروس سيرجي لافروف الاضواء من قمة الثماني التي استضافتها موسكو حيث عكست توترا بين روسيا وامريكا علي خلفية تباين سياسات البلدين بشأن الديمقراطية والعراق وايران. ومن المؤكد ان المشادة التي خرجت الي العلن بمحض الصدفة لم تكن أكثر من قمة جبل الثلج بين اكبر قوتين عسكريتين علي ظهر الارض وهو ما يخشي معه من ان تكون بداية لعودة الحرب الباردة ولاسيما بعدما فشلت رايس ولافروف في التغطية علي خلافاتهما خلال مؤتمرهما الصحفي المشترك ورغم ان لهجة التخاطب من جانب رايس ولافروف أكثر انضباطا عما كان عليه الحال وراء أبواب مغلقة لكنهما واصلا المشادة الكلامية. وأعربت رايس مجددا عن بواعث قلقها لكنها قالت ان الديمقراطية في روسيا قطعت شوطا طويلا عما كانت عليه في اول زيارة لها لموسكو في عام 1979 . وسعي لافروف الي التقليل من اثار انتقاداتها من خلال مقارنة الديمقراطية الروسية والامريكية بقوله انه شاهد تغييرات في امريكا منذ ان زارها أول مرة في نفس العام. وردت رايس عليه بقولها "اذن .. متي ذهبت .. والي أين ذهبت في الولاياتالمتحدة في عام 1979 حتي تري تغييرا كبيرا. انني مهتمة حقا بذلك. وكان الصحفيون الذين يغطون اجتماعات وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الكبري الثماني سمعوا مشادة كلامية بين وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تكشف عن التوتر في العلاقات الامريكية الروسية وتسلط الضوء علي ما يحدث بين الاثنين بعيدا عن كاميرات التصوير العالمية. وهيمنت المناقشات بين رايس ولافروف علي محادثات وزراء الخارجية علي مأدبة الغداء يوم الخميس في اجتماع مجموعة الثماني كان يزمع خلاله صياغة بيان مشترك. واستمع الصحفيون خارج الاجتماع المغلق الي اذاعة صوتية لحديث وزراء الخارجية استمر بثها ولم يغلقها المسئولون. واعترضت رايس علي رغبة لافروف في اضافة كلمات تقول انه يجب تعزيز امن البعثات الاجنبية في العراق بعد ان قتل عاملون روس بالسفارة هذا الشهر وشكا من انه لا توجد اشارة الي اتفاق للمساعدات الدولية للعراق. وقالت رايس ان اللغة التي يقترحها لافروف تتضمن تدخلا أجنبيا أكثر منه دعما للحكومة العراقية. وقاطعها لافروف قائلا "لم أقترح هذا." واضاف "ما قلته لم يكن (مشاركة في العملية السياسية) وانما (مشاركة المجتمع الدولي لدعم العملية السياسية). وتساءلت رايس "وما معني هذا. وبعد فترة صمت طويلة قال لها لافروف "أعتقد انك تعرفين. وردت بقولها "لا . لا أعرف." وبعد مزيد من المشاحنات وافقت رايس علي حذف مفهوم اتفاقية دولية اقترحتها الولاياتالمتحدة لتقديم مساعدات للسياسات الاقتصادية العراقية من البيان. وقالت رايس "انه أمر مؤسف الا نتمكن من اقرار شيء أقره العراقيون والامم المتحدة." وأضافت "لكن اذا كان هكذا تري روسيا الامر. حسنا."