بالنظر الي عام 2004 في انتخابات المحليات، كان اداء الحزب ايضا ضعيفاً، لكن هذا لم يمنع بلير من الفوز للمرة الثالثة علي التوالي في الانتخابات البرلمانية العامة... لكن لاينكر احد أن حرب العراق كان لها التأثير الكبير علي شعبية بلير خصوصا في صفوف الاقليات المسلمة علي مستوي الدولة...لرؤيتها ان يدي توني بلير ملطخة بدماء المسلمين في العراق... ويستعد بلير رغم ذلك للفوز للمرة الرابعة في الانتخابات البرلمانية القادمة، حتي وإن تعالت الاصوات المطالبة بإبعاده.. فبدأ بثورة داخلية لتعديل الصفوف داخل الحزب، يقابلها سخط المرشحين في المحليات الذين تقهقروا امام زحف المحافظين، واضعين المسئولية علي أكتاف بلير وبقائه علي رأس القائمة. فللحقيقة هناك سؤال وهو..... من يحتاج من؟ هل يحتاج بلير الحزب؟ ام الحزب يحتاج بلير؟ فبالتاكيد الحزب يحتاج بلير ليقوده في اجتياح المرحلة المقبلة، فبلير هو (كريزما) ولن يجد الحزب الشخصية الكريزما البديلة لبلير? فما حدث مع كلينتون وآل جور ممكن أن يتكرر مرة اخري مع بلير وجوردون براون، لان (براون) سيظل الظل لبلير، وهذا من ان السهل ان يعطي الفرصة (لديفيد كاميرون) رئيس المحافظين في ان ينتصر علي العمال لو أحسن استغلالها?. توني بلير يقود بنجاح حركة التغيير في صفوف الوزارة بإقصاء تشارلز كلارك وزير الداخلية، وابعاد جاك سترو عن الخارجية ليحل محلهما (جون ريد) وزيرا للداخلية و(مارجريت بيكيت) وزيرة للخارجية، وكلاهما قادر علي العمل الجيد وتعضيد بلير في الفترة القادمة، فأنا اعرف (مارجريت بيكت ) جيدا..فعند رؤيتها كم هي هادئة... تشعر انها قليلة الكلام... لكن في الواقع... من الصعب أن يأخذ احد الحديث منها لو تكلمت!!!! واتذكر لقائي الاول بها عندما دعتني (كارين بك) عضو البرلمان ، وقتها كانت تشغل (مارجريت بيكت) رئيسة البرلمان، واتضح لي من الوهلة الاولي لرؤيتها انها برغم كبر سنها الا انها امراة مصممة علي الهدف وقادرة علي تحقيقه.... اما جون ريد فكان موكلاً اليه الملف الايرلندي، ثم بعد ذلك عمل وزيرا لشئون اسكتلندا.. فعلي مايبدو أن توني بلير يرغب في قيادة الحزب لما بعد المرحلة الثالثة من رئاسته للوزارة، في الوقت الذي يطالبه الغالبية من اعضاء البرلمان والوزراء في أن يحدد تاريخا لتركه ادارة الحزب.. ومن المستغرب ان بلير في حركة التغييرالاخيرة لم يحاول جذب أكبر المشجعين له والذي تم ابعادهم مثل ديفيد بلانكيت او بيتر ماندلسون عضو البرلمان الأوروبي، في وقت استعان فيه بصرامة وحزم جون ريد.. فهل يفكر بلير في رسم خريطة جديدة للحزب؟ ويكون جون ريد هو خليفة توني بلير في ادارته للحزب بدلا من جوردون براون وزير الخزانة.؟؟.. هذا هو السؤال المطروح الآن.. وهل ثورة التغييرالداخلي التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني والذي استطاع أن لايغضب فيها اعوانه والمقربين اليه، ان تساعد في اعطاء الفرصة لجوردون براون للمسك بتلابيب الامور بالحزب خصوصا في الفترة الحالية!!!!. هذا ما ستحكي عنه الايام القليلة القادمة....