وهب الله للإنسان ثروات عديدة وهبات متنوعة في عالمه سيان كان ذلك في الطبيعة التي امتلأت بالخير كذلك باطن الأرض الذي يذخر بالمعادن النفيسة أيضا البترول وبطبيعة الحال استثمر الإنسان هذه الثروات لصالحه وحديثنا هنا عن النفط الذي تمتلكه دول كثيرة في منطقتنا العربية والشرق، ولقد لعبت الظروف الدولية دورا خطيرا ومهما في ارتفاع سعر البترول، وفي عالمنا العربي وبعد حرب أكتوبر حدثت طفرة غير عادية في زيادة ارتفاع الأسعار كان من شأنها إحداث تغيرات جذرية في أمور شتي أهمها الاقتصاد والتصنيع ولكن لهذه الزيادة في الأسعار أخبارا سارة في هذه البلدان انعكست عليهم بمزيد من الثروة والثراء استعدت هذه الملمحة من تاريخ أمتنا العربية وتحسستها بشيء من السعادة وبشعور من الأسي في وقت واحد.. شيء رائع يسعدنا أن تتاح الفرصة لأمتنا العربية دون تفريق بين دولها بأن هناك مجوعة سيزيد ثراؤها من هذه الطفرة القادمة من خلال ارتفاع أسعار البترول أما إحساس بالأسي فمرجعه يتلخص في سؤال واحد هل ستسخر هذه البلاد الرابحة هذه الأموال في مكانها الصحيح، وقد لا تتكرر فرصة الكسب هذه في المستقبل فالغرب مازال يشغل فكرة بالبديل من الطاقة. نعم سيكون هناك فائض بالمليارات فما الذي سيقدم عليه الرابحون وكيف سيوجهون توظيف هذه الأموال هل ستضيع كما ضاعت سدي في الاقتناء في البنوك أو بعض السفه ولا ننسي حرب الخليج وكم استنزفت خزائن دول الخليج. اعتقد انه كان من الممكن استثمار هذه المكاسب التي دخلت جيوب بعض العرب في السبعينيات من القرن الماضي، فلماذا لم تستثمر كل هذه الدخول في مشروعات اقتصادية وصناعات عملاقة تحقق الرخاء والاكتفاء الذاتي أليس من حقنا علي أنفسنا أن نحقق حلم الاكتفاء الذي يؤكد كيان الأمة العربية ويرقي بها قوة ووجودا. فكم هي المليارات التي اندثرت في انفاق لا يفيد ويقال إن بعض الحروب تكلفت حوالي ألف مليون دولار ولنا أن نتخيل لو أن هذا المبلغ قد سخرناه لإقامة صناعات عالمية تدخل فيها صناعات السلاح التي تساهم كثيرا. في السبعينيات استطاعت بعض الدول في زخم المكاسب الخيالية إعادة مبانيها علي أحدث الطرز وشيدت المنشآت باختلاف أنواعها وأعدت جسورا حديثة وموانئ عالية التكلفة. كل هذا ولم نر صناعة قوية لمعت في عالمنا العربي، كل ما نسمع عنه ونشاهده تلك القصور الشاهقة وناطحات السحاب.. وأرجو ألا يكون هذا نقدا بقدر ما هو دعوة حب نحو فكر ينشئ لنا قوة عربية.. قد تكون الطفرة الماضية من أرباح بترولية قد ساهمت في بناء البنية التحتية لبعض البلدان.. إلا أنه أيضا كان إلي جانبها إمكانية النهوض بالصناعات لأنه لا اقتصاد قوي بدون صناعة.. والاقتصاد ليس معناه الصناعة منفردة.. بل يفتح اهتمام بالمعارف والخدمات، الإنسان في عالمنا العربي يحتاج اهتماما جذريا منذ مراحل التكوين لنبني شعوبا قوية والأمثلة حولنا كثيرة، علينا أن نتنبه لما أحاط ويحيط بنا واضعين في الحسبان تلك القوي التي تنمو حولنا وقد سبقتنا إلي هذا النمو، فهل تتكاتف كل أنظمتنا السياسية ومجتمعاتنا المعدنية لتصنع شيئا يؤكد لنا قوة البقاء؟