تزامنت عودة النجمة يسرا من برلين، عقب حضور المهرجان السينمائي العالمي الذي يحمل اسم المدينة العريقة، ومشاركتها أبطال فيلم "عمارة يعقوبيان" فرحتهم بعرض الفيلم. في بانوراما المهرجان، مع عرض فيلمها الجديد "كلام في الحب"، الذي يلاقي تجاوبا نقديا وترحيبا جماهيريا كبيرين. يبدو أن تركيزك كبير علي السينما في الفترة الأخيرة؟ أنا متيمة بالسينما، وحماسي لها وحبي للتواجد علي شاشتها لم تخفت حدتهما يوما؟ فهي عشقي الوحيد، وإليها أدين بالفضل في ظهوري واقترابي من الناس، بالإضافة إلي كونها التاريخ الحقيقي للفنان، وليس أية وسيلة أخري، ولهذا أشغل نفسي بالعمل في السينما طوال الوقت، وإذا كان لدي وقت فراغ اتجه للتليفزيون، ومن أجل هذا قمت في العام الماضي ببطولة ثلاثة أفلام هي: "كلام في الحب" مع حنان ترك وعمرو واكد من إخراج علي إدريس، و"عمارة يعقوبيان" مع النجمين الكبيرين عادل إمام ونور الشريف وإخراج مروان حامد و"دم الغزال" أمام النجم نور الشريف والزميلة مني زكي وإخراج محمد ياسين. لكنها جميعا أدوار مختلفة ومتنوعة، واتحدي أن يضبطني أحد أكرر نفسي من دور إلي آخر، وهذا سر حماسي الشديد لها، وموافقتي دون تردد عليها؛ فأنا في "كلام في الحب" مضيفة في مطعم تكره الرجال بعد تجربة حب وزواج فاشلة وفي فيلم "دم الغزال" أجسد شخصية سيدة أعمال شهيرة، لكن ماضيها لا يخلو من قبح، وفي "عمارة يعقوبيان" سيدة أجنبية كانت تعيش في مصر في زمن الأحداث. علي ذكر "عمارة يعقوبيان" كيف رأيت استقبال الفيلم في مهرجان برلين السينمائي؟ وما شعورك حيال ما حدث هناك؟ مجرد اختيار فيلم "عمارة يعقوبيان" للعرض في مهرجان برلين السينمائي، الذي يعد ثاني أكبر مهرجان في العالم بعد "كان"، يمثل شرفا كبيرا للمشاركين في الفيلم وللسينما المصرية بوجه عام، ولهذا كانت سعادتي كبيرة باختيار الفيلم ونظرت إليه بوصفه فتحا جديدا للسينما المصرية، وخطوة في سبيل إعادة صياغتها وطريقة تواجدها علي خريطة المهرجانات العالمية، وعلي الرغم من أن الفيلم لم يعرض في المسابقة الرسمية، إلا أنه قوبل بحفاوة كبيرة، وحقق نجاحا عظيما. ودورك في الفيلم؟ بداية لابد من التوضيح أن كل أدوار الفيلم محدودة من ناحية المساحة، كبيرة من حيث التأثير، ومن ثم فليست هناك أدوار بطولة مطلقة كما جرت العادة في بعض الأفلام التقليدية، بالإضافة إلي أن الفيلم يقدم بانوراما للأحداث الاجتماعية والثقافية والسياسية التي مرت بها مصر في حقبة زمنية بعينها عبر رصد سكان إحدي البنايات الكبيرة والعتيقة في وسط القاهرة، ودوري لامرأة تدعي "كريستين" منحدرة عن أصول أجنبية، وتتمتع بالكثير من الإثارة والجاذبية ومحبة للناس والحياة بدرجة كبيرة. وفي الفيلم أغني أغنيتين باللغة الفرنسية ودون مبالغة أستطيع القول إنه سيكون "فيلم الموسم" لصعوبة أن يجمع فيلم آخر بين كل هذه الكوكبة من النجوم والمبدعين؛ الذين أذكر منهم، بالإضافة إلي عادل إمام ونور الشريف، أحمد بدير وإسعاد يونس وسمية الخشاب وخالد صالح وخالد الصاوي ومحمد عادل إمام وجيهان قمري، عن سيناريو رائع للمبدع وحيد حامد وإخراج أخاذ للموهوب مروان حامد. من بين أدوارك الثلاثة في "كلام في الحب" و"عمارة يعقوبيان" و"دم الغزال" أيهم أقرب إلي قلبك؟ دور "المضيفة" في فيلم "كلام في الحب"، لأنه يمثل عودة للأدوار الرومانسية الاجتماعية التي لم أقدمها منذ زمن بعيد، بالإضافة إلي أن الشخصية مركبة ومتعددة الأبعاد. وجديدك في فيلمك الذي انتهيت من تصويره مؤخرا "تيجي نرقص"؟ هذا الفيلم جديد في كل شيء من حيث الموضوع والشخصية التي أجسدها؛ فهو يطرح قضية النظرة الخاطئة للرقص، والمفهوم القاصر للحرية الشخصية، وفيه أجسد شخصية محامية ورئيس للشئون القانونية لإحدي الشركات الكبري، وزوجة وأم تجد نفسها في معترك حياة جادة مليئة بالعمل والمسئوليات وتكتشف أنها لم تستمتع بالحياة، وتقرر أن تتعلم الرقص في إحدي المدارس الليلية، وتحديدا رقصة "الصلصة"، وهناك تلتقي نماذج مختلفة من الناس، وتجد لحياتها معني وشكلا آخر، وهو فيلم مقتبس عن فيلم أمريكي قام ببطولته ريتشارد جير ويشاركني البطولة عزت أبو عوف وهالة صدقي وتامر هجرس وليلي شعير، وكتب السيناريو والحوار أسامة عبدالظاهر ود. رفيق الصبان، وهو اللقاء الخامس لي مع المخرجة إيناس الدغيدي بعدما جمعنا لقاء أخير منذ خمس سنوات في فيلم "الوردة الحمراء"، ودائما ما أسعد بالعمل معها لكونها أعز صديقاتي وأقربهن إلي قلبي، فضلا عن إمكاناتها المعروفة كمخرجة كبيرة ومتميزة. بعيدا عن الشد العصبي الذي واكب عرض مسلسل "أحلام عادية" والهجوم الذي انهال عليه من بعض النقاد. هل تشعرين الآن بأن العمل لم يكن بالمستوي المطلوب شكلا وموضوعا؟ مازلت أري عكس هذا؛ فالمسلسل كان جديدا في أحداثه بوجه عام، وفي دوري الذي جسدته، وقدمت من خلاله ثلاثين شخصية تنكرت فيها، وتنوعت شكلا ومضمونا، وهو ما مثل تحديا كبيرا بالنسبة لي، وتوغل في مناطق لم أطرقها من قبل. صحيح أن المسلسل اعتراه بعض الأخطاء، لكنه كأي عمل لابد وأن يختلف الناس من حوله، بالسلب والإيجاب، وإن كنت راضية عنه بدرجة كبيرة. وما حقيقة ما يثار حول أجرك الذي بلغ ثلاثة ملايين من الجنيهات؟ لا تعليق علي مثل هذا الكلام، وأرجو من هؤلاء الذين يروجون مثل هذه الافتراءات أن يتوخوا الحذر حتي لا يثيرون حفيظة الناس ضدنا، ويؤلبون البسطاء تجاهنا لفرط الاستفزاز الذي يفجره الترويج لهذه الأرقام الخيالية وغير الحقيقية. هل صحيح ما يتردد عن وجود عرض لبطولة مسرحية يعيدك إلي خشبة المسرح بعد غياب نحو أربع سنوات؟ بالفعل هناك عرض تلقيته من المؤلف أحمد عوض من المقرر أن يخرجه خالد جلال وألعب بطولته مع أشرف عبدالباقي وأحمد رزق وحسن حسني، وربما يري النور في الموسم الصيفي القادم. وألبومك الغنائي الجديد؟ بمجرد انتهائي من تصوير فيلم "تيجي نرقص" سأبدأ التحضير لصدور ألبوم جديد هو الثاني بالنسبة لي، وسيشهد نقلة نوعية كبيرة، ومن المهم التوضيح أنني لست مطربة بل مجرد مؤدية جيدة بشهادة الكثيرين، وعلي رأسهم الموسيقار الكبير كمال الطويل؛ فأنا عاشقة للغناء منذ الصغر، وتمنيت طويلا أن أكون مطربة قبل أن يختطفني التمثيل، وكثيرا ما ألجأ إلي الغناء لأنفس عما بداخلي من أحاسيس ومشاعر.