وسط حفاوة منقطعة النظير، واستقبال فاق المتوقع، والتصور، بدأ منذ لحظة وصول الوفد المصاحب لفيلم "عمارة يعقوبيان" الي مطار برلين للمشاركة في فاعليات مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والخمسين عرض فيلم "عمارة يعقوبيان" في قاعة تتسع لحوالي 365 فردا، ولكن نظرا للعدد الضخم الذي حرص علي مشاهدة الفيلم المصري الذي تناقلت اخبار مشاركته كبريات الصحف العالمية، والامريكية ذات الشهرة الكبيرة في تغطيتها للمهرجانات والاحداث السينمائية العالمية، فقد بلغ عدد الحضور حوالي 500 شخص علاوة علي 500 آخرين لم يتمكنوا من متابعة الفيلم فآثروا البقاء ومشاهدته وقوفا علي الاقدام. كان محمد جعفر الملحق الثقافي المصري علي رأس المستقبلين لفريق عمل فيلم "عمارة يعقوبيان" في مطار برلين، اضافة لعدد كبير من ابناء الجالية العربية في المانيا، الذين حرصوا علي انتظار الطائرة المصرية التي اقلت نجوم ومبدعي الفيلم، وفور وصولها تسابقوا الي تقديم بافات الزهور في حفاوة وترحيب غير مسبوقين؛ خصوصا انها المشاركة المصرية فعليا بعد غياب للسينما العربية عن مهرجان برلين السينمائي دام قرابة سبع وعشرين سنة، منذ عرض فيلم "اسكندرية ليه" للمخرج الكبير يوسف شاهين عام 1979 في ذات المهرجان. وعلي غرار ما حدث في مباريات المنتخب الوطني المصري في بطولة كأس الأمم االافريقية حين نفدت التذاكر بالكامل، تكرر الموقف نفسه مع الفيلم المصري - العربي "عمارة يعقوبيان" في الدوة ال 56 لمهرجان برلين السينمائي الدولي؛ حيث طرحت التذاكر يوم الاربعاء 8 فبراير الجاري، ونفدت في نفس اليوم، أي قبل موعد العرض الذي تحدد له الحادي عشر من نفس الشهر بثلاثة ايام كاملة، ومع مجيء اليوم المشهود سادت حالة من الترقب نجوم وفريق العمل في الفيلم، حيث امتزجت مشاعر الخوف والقلق مع الفرحة بالجمهور الكبير الذي حرص علي متابعة الفيلم، وانتظار ما سيسفر عنه الموقف في نهاية العرض، ومع ظهور كلمة "النهاية" كانت المفاجأة السارة حين دوت قاعة العرض بعاصفة غير مسبوقة من التصفيق لابطال الفيلم، والاستحسان الملحوظ للفيلم بلغته السينمائية الراقية، والفكر الرصين الذي حمله في ثناياه، والانتاج الضخم الذي أسهم في تقديم الفيلم بهذا الشكل المبهر، حيث لم يتوقف الامر عند حد التصفيق والاعجاب الجماهيري الذي استمر زهاء خمس دقائق متواصلة وانما تجاوز هذا إلي الرهان النقدي علي أحقية فوز الفيلم باحدي جوائز المهرجان، خصوصا الإخراج، نظرا لكونها التجربة الأولي للمخرج مروان حامد، الذي حظي بالكثير من كلمات المديح والثناء لقدرته علي توظيف قدرات العشرات من النجوم الكبار في السينما المصرية يأتي في مقدمتهم: عادل إمام ونور الشريف ويسرا وسمية الخشاب وهند صبري وخالد الصاوي وخالد صالح وباسم سمرة وإسعاد يونس؛ بالإضافة إلي براعته في التوصل إلي صيغة سينمائية جذابة للفكرة التي انطلقت منها أحداث الفيلم. النجم عادل إمام، الذي كان حاضرا بقوة في الحدث العالمي، خص "نهضة مصر" برأيه فأكد أنه وجد خير صدي للمجهود المتفاني والعمل الرائع الذي ظهرت عليه تجربة فيلم "عمارة يعقوبيان"، والتي وصفها بأنه "رائدة في الفن المصري" أما النجمة يسرا فأشارت إلي أنها لم تتوقع هذا النجاح غير المسبوق، والذي يعود بالفن المصري بقوة إلي المهرجانات العالمية، ولمهرجان برلين السينمائي الذي غابت عنه السينما المصرية قرابة 25 عاما. وصلة المديح استمرت عقب عرض الفيلم في مسابقة بانوراما المهرجان، حيث عقد مؤتمر صحفي تسابق الحاضرون من خلاله لإبداء إعجابهم الشديد بالفيلم، وبجميع العناصر المشاركة فيه، وانصب الإعجاب والمديح علي المخرج الشاب مروان حامد، لدرجة أن الكثيرين من المشاهدين تملكتهم الدهشة حين علموا أنها التجربة الأولي له في اخراج الفيلم الروائي الطويل، كما أبدي المشاهدون انبهارهم بضخامة الإنتاج، وكانت الفرصة مواتية ليؤكد عادل أديب نائب رئيس مجلس إدارة شركة "جود نيوز جروب" الشركة المنتجة للفيلم أن الاستقبال الكبير لفيلم "عمارة يعقوبيان" خير شهادة علي نجاح الفيلم، الذي تجاوز حدود التمثيل المشرف، ومؤهل بقوة للمنافسة علي جوائز المهرجان، وهو الرأي نفسه الذي تبناه ضيوف العرض العالمي الأول للفيلم، وعلي رأسهم محمد العرابي سفير مصر لدي ألمانيا وكلود بيير بلوتش رئيس جمعية اصداقة الفرنسية الإفريقية، وياش شبرا عضو لجنة تحكيم المهرجان وحرمه بالإضافة إلي العديد من الشخصيات المهمة التي حرصت علي حضور الحدث ومتابعة ما جري فيه. شهد المؤتمر الصحفي للفيلم أيضا إلقاء كلمات من جانب نجوم الفيلم استقبلت بدفء وحميمية من الحضور، كما ألقي الإعلامي الكبير عماد الدين أديب رئيس مجلس إدارة شركة "جود نيوز جروب" المنتجة للفيلم كلمة خاصة. واستكمالا للحفاوة بفيلم "عمارة يعقوبيان" تصدرت أخبار الفيلم الصحافة العالمية، وعلي رأسها مجلة "فارايتي" التي اختارته غلافا لها في أول سابقة من نوعها يتصدر فيها فيلم عربي أغلفة المجلة، كما أفردت "هوليوود ريبورتر" 11 موضوعا عنه، وحظي الفيلم الحدث بتغطية العديد من وسائل الإعلام العالمية والعربية.