تفجرت من جديد أمس أزمة القضاة بعد إحالة المستشارين محمود مكي وهشام البسطويسي نائبي رئيس محكمة النقض إلي "مجلس صلاحية" حيث هدد نادي القضاة بإجراءات غاضبة وتحركات لوقف أي اتجاه لتصفية قضاة بسبب مواقفهم الوطنية في حين أعلن عدد من المنظمات الحقوقية تضامنها مع المستشارين المحالين للتأديب وحذروا من عواقب وخيمة مغبة غضب القضاة، بينما رفض د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إثارة نواب الإخوان المسلمين والنائب مصطفي بكري لقضية القضاة تحت القبة أثناء جلسة البرلمان أمس. وفي أول تحرك لهم لدراسة القرار يعقد اليوم مجلس إدارة نادي القضاة اجتماعا طارئا لبحث التحركات والإجراءات التي سيتم اتخاذها في سبيل الدفاع عن استقلال القضاة وللإعلان عن حالة الغضب التي اجتاحت القضاة عقب قرار إحالة المستشارين والتي وصفها البعض بأنها محاولة لحماية تزوير الانتخابات ولحرمان القضاة من التعبير عن آرائهم بما يمثل ذلك إخلالا بالبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك. ومن جانبه قال المستشار أحمد مكي رئيس لجنة متابعة الجمعية العمومية للقضاة: إن قرار إحالة البسطويسي ومكي لمجلس الصلاحية غير قانوني وسيتم الطعن عليه أمام محكمة النقض بدائرة طلبات رجال القضاة، فضلا عن استعمال كل الوسائل القانونية الأخري من عقد لقاء مع أعضاء مجلس الشعب وممثلي منظمات المجتمع المدني يوم 2 مايو المقبل والوقفة الاحتجاجية أمام دار القضاء العالي يوم 25 مايو، مضيفا أنه لا يعقل أن تظل إجراءات إحالة المستشارين إلي مجلس الصلاحية سرية ولا يعلم بها أحد وكأن الجميع يعمل في الظلام. وفي سياق متصل أعربت منظمات المجتمع المدني عن قلقها من إحالة مكي والبسطويسي لمجلس الصلاحية، فقد طالب عدد من منظمات المجتمع المدني ومنها سواسية والمركز العربي لاستقلال القضاء رئيس محكمة النقض بوصفه رئيس لجنة التأديب ورؤساء محاكم الاستئناف المشاركين في عضوية هذه اللجنة بضرورة التنحي عن رئاسة وعضوية لجنة التأديب المحال إليها المستشاران. في الوقت نفسه رفض د. أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إثارة ملف أزمة القضاة في البرلمان. في الوقت الذي فشلت فيه ضغوط نواب الإخوان المسلمين في إثارة هذا الملف. معلنين تضامنهم مع النائب المستقل مصطفي بكري الذي حاول إثارته داخل القاعة. وقال د. سرور في حدة إنه لا أحد يمكن أن يلوي الذراع أبدا. ولا يوجد أحد يدير الجلسة غير رئيس البرلمان. مؤكدا أن احترام الرأي العام للمجلس هو باحترام تقاليده. وقال سرور أنا عنيف بما فيه الكفاية.