فيما تواصلت جهود ومحاولات وقف أحداث الاحتقان الطائفي الذي تشهده الاسكندرية في اعقاب الهجوم علي 3 كنائس الجمعة الماضية توفي أمس احد المصابين في الصدامات التي شهدتها المدينة ويدعي مصطفي السيد مشعل "47 سنة" والذي تعرض لهجوم من مجموعة من الشباب الذين اعتدوا عليه بالضرب الشديد علي رأسه بشارع 45 حيث يعمل بمعرض للسيارات مساء امس الاول وتوفي متأثرا بجراحه، وقد تم تشييع جنازته أمس في مشرحة الاسعاف بعد ان قررت النيابة دفنه. يأتي ذلك في الوقت الذي تجددت فيه الاشتباكات بعد صلاة أحد السعف بكنيسة القديسين بشرق المدينة، اصيب خلالها احد رجال الشرطة وتمكنت قوات الأمن من السيطرة علي الأوضاع بعد القبض علي 45 شخصا من المسلمين والمسيحيين وارتفع عدد المصابين الي 29 مصابا من الجانبين كما تم تحطيم زجاج عدد من السيارات واحراق سيارتين واغلاق 4 محلات تجارية واضطرت الشرطة لاستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لانهاء المصادمات. وكشف الدكتور سلامة مرسي وكيل وزارة الصحة بالاسكندرية ان معظم المصابين بالمستشفيات حالتهم مستقرة وقال ان غالبية اصاباتهم جراء طلقات مطاطية من تلك التي تطلقها قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين وقال ان من بين المصابين 4 من رجال الشرطة اثنان من الضباط برتبة نقيب ورائد. الي ذلك فرضت اجهزة الامن اجراءات امنية مشددة علي جميع الكنائس والمساجد منذ صباح امس الباكر ومرت احتفالات المسيحيين بأحد الشعانين في هدوء باستثناء بعض المصادمات في شارع 45 وشارع 30 بسيدي بشر ومنطقة العصافرة. علي جانب آخر وفي اول تحرك لهم ردا علي الاحداث التي شهدتها الاسكندرية تقدم عدد من النشطاء المسلمين والمسيحيين ببلاغين احدهما تقدم به جورج اسحق وكمال زاخر ونجيب جبرائيل والثاني تقدم به ممدوح نخلة الي النائب العام طالبوا فيها باحالة ملف الاعتداءات علي الكنائس الثلاث الي مكتب النائب العام ضمانا لحيادية التحقيق وعدم تسييس القضية كما طالبوا باجراء تحقيق مع اللواء محمد عبدالسلام المحجوب محافظ الاسكندرية بسبب تصريحاته والتي وصفوها بانها استخفاف بعقول المصريين بعد ان قطع بشيء مازال ولايزال قيد التحقيق بعد ان قال ان مرتكب الحادث مختل عقليا، وهو ما وصفه مقدمو البلاغين بأنه ادي الي الاحتقان القبطي واحتدام الموقف. كما طالبوا باجراء التحقيق مع القيادات الامنية بالاسكندرية لتقصيرهم في اتخاذ الاجراءات الامنية الكفيلة بمنع حدوث واقعة الاعتداء. وفي تصريحات له عقب تقديم البلاغ قال جورج اسحاق منسق عام حركة كفاية انهم يهدفون الي عدم تسييس الموضوع حتي لا يمتد الصدام الي الشارع العادي ووصف الموضوع بأنه امريكاني وصهيوني وقال انه لا يوجد مصري يستفيد مما حدث لأن كل الشعب المصري مظلوم. في الوقت نفسه ارسلت المنظمة المصرية لحقوق الانسان بعثة لتقصي الحقائق حول ما شهدته الاسكندرية من احداث تمهيدا لاعداد تقرير حول الحادث ورفعه للجهات المسئولة في الدولة وعرضه علي النائب العام كما شككت منظمات اخري في روايات الداخلية حول الاحداث.