المتابع لتصريحات زعماء الدول العربية فيما يخص ايران وملفها النووي يلحظ أن هناك حرصاً من جانب أغلب الدول العربية علي عدم الإعلان صراحة عن رأيها فيما يخص هذا الشأن غير أن الدول العربية المطلة علي الخليج بدأت في التعبير صراحة عن انزعاجها سواء من نشاطات إيران العسكرية بعد مناوراتها العسكرية الأخيرة أو من تنامي نفوذها في العراق وأخيرا وبعد اعلان ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم شرعت هذه الدول في التعبير عن مخاوفها من طموحات إيرانية في امتلاك السلاح النووي. وعلي الرغم من الهواجس التي تنتاب بلدان الخليج علي وجه الخصوص إزاء النيات الحقيقية من وراء نشاطات إيران النووية إلا أن هذه الدول لا تزال ترفض التعبير علنا عن هذه المشاعر خشية تفسيرها علي أنها وقوف إلي جانب إسرائيل. من ناحية أخري يري العديد من المحللين السياسيين أن هناك شعورا من جانب بعض البلدان العربية بأن مهاجمة إيران في الوقت الراهن يصب لصالح إسرائيل بغض النظر عن ما إذا كانت إيران في ظل التقدم الذي تحرزه علي صعيد الأبحاث النووية تمثل تهديدا لهذه الدول. وبشكل عام يلاحظ تراجع في العلاقات العربية الإيرانية منذ انتخاب الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد العام الماضي، مما دفع بعض دول الخليج إلي التأييد الضمني للإجراءات الدولية المناهضة لبرنامج إيران النووي، الذي يخشي الكثيرون رغم النفي الإيراني أن يكون موجها لتطوير أسلحة نووية حتي أن بعض المحللين العسكريين أكدوا أن الدول الخليجية ستكون سعيدة بتطبيق أي عقوبات يفرضها مجلس الأمن علي إيران في حالة رفضها وقف تخصيب اليورانيوم الذي أعلنت بالفعل نجاحها في تخصيبه أول أمس. لكن قلق الدول العربية من إيران لا يعني تأييدها الكامل للموقف الأمريكي منها، إذ تخشي هذه الدول أن توجه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية لإيران، الأمر الذي قد يؤدي إلي عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها لأن إيران قد تلجأ إلي الانتقام من هذه الدول. من جهة أخري يري بعض السياسيين الخليجيين أن مناورات إيران وما صاحبها من تجارب أسلحة جديدة إنما هي موجهة إلي الولاياتالمتحدة وإسرائيل لا إلي دول منطقة الخليج. وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إنه لا يري تهديدا في مناورات إيران أو في برنامجها النووي السلمي، مشيرا إلي أنه سيزور طهران قريبا وأن التهديد الحقيقي للمنطقة يتأتي من الهيمنة النووية لإسرائيل.