في معركة دامية أشبه بحرب العصابات تحول مقر حزب الوفد أمس إلي ساحة قتال بين جبهة الدكتور نعمان جمعة وجبهة الإصلاحيين بقيادة محمود أباظة بعد قيام جمعة وسط أنصاره باقتحام مقر الحزب في ساعة مبكرة من صباح أمس وقام بطرد العاملين وبعض أنصار أباظة الذين سيطروا علي الحزب منذ قرار فصل جمعة قبل أكثر من شهرين. وأسفرت المعركة عن سقوط 23 جريحا تم نقلهم إلي عدد من المستشفيات المجاورة للحزب فيما دخل عدد منهم العناية المركزة لخطورة حالتهم ومنهم موظف بالحزب يدعي مصطفي شعبان بالإضافة إلي صحفيين بصحيفة الوفد يخضعون للعلاج علي رأسهم الزميل عادل صبري نائب مدير تحرير الوفد والسيد القصاص، خالد إدريس، ومحمد علي وعبدالعزيز النحاس، ومحمود علي ومعظمهم مصابون بطلقات نارية في أرجلهم ومناطق أخري من أجسادهم. وكانت معركة بدأت فور دخول أنصار جمعة المقر بشكل مباغت مسلحين بأسلحة نارية وبيضاء وقاموا بإغلاق أبواب الحزب في وقت بدأ فيه أباظة بحشد أنصاره خارج الحزب تمهيدا لاقتحامه لمواجهة أنصار جمعة مما أسفر عن قيام أنصار جمعة بإطلاق النار الحي بصورة عشوائية ورد أعضاء أباظة برشق مقر الحزب بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة والتي أشعلت النار في بعض جنبات الحزب وبعد مناورات استمرت أكثر من ثلاث ساعات احتفظ فيها الأمن بمقاعد المشاهدين قام مجموعة من أنصار أباظة وبعض صحفيي الوفد باقتحام الحزب من بابه الخلفي وعلي إثره أشعلت مجموعة جمعة النيران في مكتب رئيس الحزب وبعض نوابه والغرف المجاورة. وفيما تم استدعاء أجهزة الإطفاء لإخماد نيران الحزب تسلل بعض أنصار أباظة برفقة المطافي وقاموا بالسيطرة علي بعض جوانب المقر فيما بقي جمعة وأنصاره متمترسين ببعض الغرف وقاموا باطلاق النيران في الهواء لتخويفهم. وطالب بعض أنصار أباظة الدكتور نعمان جمعة بالخروج والتفاوض معهم إلا أنه رفض وأصر علي موقفه وسط أنصاره. في وقت أمر فيه النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد بالقبض علي كل من نعمان جمعة وأحمد ناصر ومرافقيه الذين اقتحموا الحزب بعد بلاغ تقدم به ياسين تاج الدين أحد أنصار أباظة ومحامي الحزب ضد جمعة وأنصاره. في غضون ذلك اتهم محمود أباظة أجهزة الأمن بالتخاذل في التعامل مع الموقف ووصف اقتحام الحزب بأنه يعبر عن أن الدولة أصبحت بلا قانون أو نظام يحكم العلاقة بين المواطنين مؤكدا أن ما حدث هو بلطجة علنية ويمثل خطرا علي الحياة السياسية في مصر. وفيما وصف أباظة الوضع بأنه شبيه بالحرب الأهلية في الصومال أكد أنه لن يسمح لجمعة وأنصاره بجره إلي استخدام البلطجية ولكنه عاد ليقول لن نسمح له بالبقاء داخل الحزب وسوف نستخدم كل السبل القانونية والشرعية لإخراجه. وكشف منير فخري عبدالنور نائب رئيس الحزب أنه اتصل بعدد كبير من المسئولين في الدولة للتدخل إلا أنه لم يتلق إجابات واضحة علي هذا الوضع الذي وصفه بالمؤسف واعتبره يعكس حدا كبيرا من التواطؤ علي حد وصفه. وشكك عبدالنور في قرار التمكين الصادر لجمعة مؤكدا أن لجنة شئون الأحزاب لم تصدر أي قرارات لصالح نعمان وأن الوضع القانوني هو أن نعمان مفصول من الحزب وأننا نمثل الشرعية وسنقوم بمواجهته قانونيا.