كان الرجل صريحاً ومتواضعاً حينما أعلن عن إمكاناته المتواضعة لتدعيم حملته الانتخابية التي خاضها في موقع نقيب الصحفيين، إنه الإصلاحي والمفكر د.أسامة الغزالي حرب، فهذا الرجل يتميز برؤيته السياسية الجيدة وتقديره العميق للأمور. وكم كنت أتمني لهذا الرجل أن يحظي بالتوفيق في نقابة الصحفيين. بذلك نكون قد كسبنا دماً جديداً لموقع من أهم المواقع في حياتنا المصرية. وعندما اختاره السيد جمال مبارك ليكون بالحزب الوطني. كان من المتوقع أن يكون له عمل مؤثر هو ورفاقه في المشاركة الفعالة نحو الإصلاح، إلا أن الرجل شعر بالعقم الشديد فبات معطل الإمكانيات فلم يساعده أحد علي السعي نحو تحقيق الأهداف المنشودة في كل قضايانا التي باتت مؤرقة لنا، وهل سيكون الغزالي هو بمفرده الذي أقدم علي الاستقالة أم أن هناك من سيلحق به. وإذا كان الأمر كذلك يبدر السؤال المهم لماذا يخسر الحزب إصلاحياً ولو واحداً؟ إن هناك قوة إصلاحية ووجوه مفكرة تحمل في أجندتها خطوطاً بيضاء فلماذا تحبس افكارهم وتكبل تطلعاتهم لماذا لا تأخذ هذه الوجوه فرصتها للانطلاق لرأب الصدع الموجود حاليا؟! ان هذه المجموعة التي حظي بها الحزب من المفكرين لم تنل فرصتها لتكون قوة عاملة وقادرة علي التحرك. لذا فوجودها دون جدوي طالما هي صامتة. لذا كانت استقالة الغزالي متوقعة ولا غرابة اذا ما اقدم رفاقه او بعضهم علي نفس الخطوة. فهل ستراجع امانة السياسات موقفها تجاه كوادرها القديمة والجديدة. ولو تكررت الاستقالات داخل الحزب. فأين سيذهب هؤلاء الذين كنا ننتظر منهم الجديد في مواجهة المتغيرات.. لابد ان ندرك جميعا ان الغد ليس بيسير ولست من المتشائمين لكن الافق يلوح بذلك من خلال تحديات الاستعمار السياسي والاقتصادي ودمقرطة الشرق الاوسط وصباح العولمة.. فنحن في حاجة لتجديد الافكار وتنسيق السياسات وتكريس الجهد لاعادة تقييم كل الامور ان الاداء الحزبي يحتاج الي انتعاشة ومواجهة ومصارحة نحو الساحة السياسية بكل ما فيها من اطروحات تهدد الحزب بل نحن في حاجة للاصرار علي الاصلاح الحقيقي والتواصل مع الجماهير. والا فان ظهور احزاب جديدة بات امرا يقره الواقع ولكن كلنا يعرف المثل الشعبي الذي يقول "ان العدد في اللمون" فقد ازدحمت الساحة المصرية بكم لا حصر له من الاحزاب متباينة الاهداف هزيلة ومترهلة عجزت عن الصمود ومنها من لم يقدم برنامجه حتي الآن. ولو قارنا بين الوفد الحالي والوفد القديم فالقديم كان ليبراليا والجديد بلا هوية. ولا ننسي ان الوفد القديم ارسي في الماضي قواعد الوحدة الوطنية وكان شعاره "الدين لله والوطن للجميع" فلماذا اصابه الوهن؟ والوطني لم يحقق كل الاحلام للشباب وقضايا كثيرة اخري الامر الذي اتاح الفرصة للتيار الديني لمغازلة مشاعر البسطاء تحت شعارات دينية لم يراع فيها الآخر الشريك في الوطن والتي كانت مثار تساؤل واستنكار للكثير من المفكرين والليبراليين والعلمانيين المصريين.. واستطاع هذا التيار لما اصاب الوطني من ترهل ان يتخذ له مكانا في الساحة المصرية بدغدغة الاحاسيس بطرق انتقدها الكثيرون من هنا يجب ان نقول ونبدأ ونؤيد اننا في مصر صرنا بحاجة لحزب جديد، حزب يرضي عنه كل المصريين يمثله الرعيل المستنير للتيار الليبرالي الذي هو الطريق الوحيد لسلامة مصر وسلامها. ورقيها وتقدمها. من هنا ندعو كل مفكر مستنير ان يساهم في تكوين هذا الحزب وايضا فليشارك كل مصري يحب مصر في تكوين لبنات هذا الحزب، نريده حزبا لكل المصريين. حزبا شعاره الدين لله في قلوبنا جميعا والمواطنة والوطن ملك لكل شعب مصر!