المدربون في مصر أنواع وأشكال بعضهم أصبح أوراقا محروقة لا تجذب إدارات الأندية، وبعضهم تحول إلي نجم شباك ومنقذ لا تسير الأمور بدونه، وبعضهم قدر ومكتوب علي أندية بذاتها ولا يعرف طريقا للتدريب خارجه وبين هؤلاء الأنواع لا يوجد مجال للكفاءة أو الدراسات والخبرات ويكون الفيصل للعلاقات الشخصية ومدي لمعان اسم المدرب الذي يتم التعاقد معه. وقد أجبرت النتائج حرق بعض الأسماء من المدربين الذين نالوا شهرة وصيتا علي مدار سنوات كثيرة بدون أن يحقق أي إنجاز ولعل علي رأسهم فاروق جعفر المدير الفني السابق لمنتخب مصر ونادي الزمالك الذي نال كل الفرص ولم يفز بأية بطولة سواء مع الأندية التي دربها أو المنتخبات، ولم يستكمل موسما واحدا مع أي ناد قام بتدريبه سواء في مصر أو خارجها. كما جاءت نتائجه الأخيرة مع الزمالك القشة التي قصمت ظهر جعفر، فقد تولي تدريب الفريق لمدة ثلاثة أشهر فقط خسر خلالها بطولتي دوري أبطال العرب ودوري أبطال أفريقيا وفقد ثماني نقاط في الدوري العام ونال هزائم قاسية أمام الأهلي والرجاء البيضاوي وحرس الحدود والمصري. مدرب منحوس ويري جعفر أنه مدرب منحوس ولا علاقة بالكفاءة بمثل هذه النتائج حيث قال إنني أبذل كل جهدي وأحرص علي الاطلاع والحصول علي أحدث الدراسات الدولية في علم التدريب، ولكن الظروف المحيطة لم تكن مشجعة بدليل الأوضاع التي كانت سائدة في الزمالك عندما كنت أتولي المهمة وهي سيئة للغاية. وأضاف أنني لو توليت تدريب الزمالك في الأوضاع والظروف الحالية كان الموقف سيتغير تماما لأن النتائج تتأثر بالظروف المحيطة فكاجودا لا يملك عصا سحرية كما يعتقد البعض. ورفض جعفر إطلاق لقب "كارت محروق" عليه حيث أكد قائلا إن ابتعادي عن مجال التدريب حاليا بإرادتي ولست مجبرا عليه، وهناك عروض محلية وعربية جاءتني بعد استقالتي من تدريب الزمالك ولكني رفضتها. وسلامة كذلك ومن المدربين الذين مروا علي أغلب الأندية أيضا ولم يحققوا شيئا أنور سلامة المدرب العام الأسبق لمنتخب مصر والنادي الأهلي والذي قال من المؤكد أنني لست السبب بدليل أنني عندما أتيحت لي ظروف جيدة في الشرقية عام 1999 نجحت في احتلال المركز العاشر وحافظت علي بقائه في الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه. وأضاف في كل ناد أقوم بتدريبه يظهر فيه "عفريت" يؤدي إلي إعاقة العمل وتدهور النتائج مثل عدم وجود موارد مالية أو تدخل الإدارة في العمل، وكذلك عدم وجود الخامة الجيدة من اللاعبين التي تحقق النتائج.. فماذا يفعل أفضل مدرب في العالم؟ وقال أنور سلامة إنني لا أدرب حاليا بإرادتي لأني قررت الحصول علي فترة راحة لمدة موسم كامل بعد تجربتي الأخيرة في نادي الترسانة. طعيمة وعبدالرحيم ومن المدربين الذين لم ينالوا من الفرص الكثير مثل سلامة وجعفر إلا أنهم أصبحوا من المدربين المحروقين مبكرا: فعادل طعيمة وعبدالرحيم محمد اللذان اتفقا علي أن التدريب في مصر ليس بمعيار الكفاءة وإنما يعتمد علي العلاقات الشخصية والاسم اللامع للمدرب عندما كان لاعبا وكذلك يعتمد التدريب في مصر علي خفة الدم وانعدام الأخلاقيات. وأضافا أنهما نالا العديد من الدورات التدريبية وحصلا علي دراسات متقدمة للغاية، وكثيرا ما تجري معهما اتصالات لتدريب هذا النادي أو ذاك، وعن طريق الأبواب الخلفية التي يعرفها جيدا بعض المدربين وفي اللحظات الأخيرة يتراجع مسئولو الأندية عن تنفيذ اتقافهم معنا ثم تعاقدهم مع مدربين آخرين بدون سبب. جوزيه وهناك مدربون لا تسير الأمور بدونهم وكأنهم يملكون عصا سحرية وفي مقدمتهم مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي للأهلي الذي سبق أن حقق الفوز ببطولتي دوري رابطة الأبطال الأفريقي والسوبر الأفريقي أيضا ثم سافر بعد أن رفض الأهلي تجديد التعاقد له ثم عاد بعد أن ساءت النتائج ليقود صحوة كبري للأهلي وفاز ببطولة الدوري والأندية الأفريقية وشارك في كأس العالم للأندية، وكذلك فاز بالسوبر الأفريقي ويتصدر بطولة الدوري العام. رمزي ومن الأسماء المحلية أحمد رمزي المدرب العام للزمالك الذي جاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي هذا الصدد يقول الأمور كلها نفسية بمعني أنه لابد أن أحصل علي حب اللاعبين واحترامهم حتي يكونوا راغبين في بذل أقصي جهد لهم، وهذا لا يحدث إذا وفرت جميع مطالبهم وتعاملت معهم باحترام وبدون تجاوزات. وأضاف من الضروري أن يشعر اللاعب بإخلاص المدرب وجهده خاصة في الأندية الكبيرة لأن اللاعبين أصحاب خبرات كبيرة. وقال أعترف بأنني لن أكون قادرا علي تحقيق مثل هذه الطفرة لو أنني أدرب ناديا آخر غير الزمالك لأن إمكانيات الزمالك البشرية والفنية والمادية تساعد علي هذا. نوعية ثالثة وإذا انتقلنا للنوعية الثالثة من المدربين وهم الذين يتعاملون معاملة الموظف لا يترك النادي إلا إذا تقاعد لسن المعاش ولا يدرب أي ناد آخر ولا تتم إقالته ولا يفكر في الاستقالة، ومن هؤلاء شريف الخشاب في غزل المحلة وصلاح الناهي في الكروم علي مستوي الدوري العام حاليا، وكذلك كان هناك مدحت فقوسة في المصري والراحل حسن مجاهد في المنصورة ولم يخرج عن هذه القاعدة إلا الموسم الحالي فقط مع طلائع الجيش ولم يكمل الموسم لوفاته. وهناك فئة أخيرة من المدربين بدأت تضع أقدامها علي الطريق والتنقل كالفراش من ناد إلي آخر ولا تجلس في المنزل بدون عمل لأنها الأسماء الأكثر رواجا في السوق الكروي حاليا مثل محمد صلاح ومحمد عامر وطه بصري وحلمي طولان. كما أن هناك مشاهير من المدربين أصبحوا تخصص دوري مظاليم ولا تنتقل إلي الدوري الممتاز مثل مصطفي يونس ومحمد حلمي وطارق يحيي وربيع ياسين يجوبون أندية القسم الثاني طولا وعرضا.