علي استحياء قدمها المخرج منير راضي في "فيلم هندي"، وأغلب الظن أنه لم يخش مغامرة الدفع بها قائلاً لنفسه: "وجود أحمد آدم وصلاح عبدالله ومنة شلبي يكفي".. وحدثت المفاجأة واستحوذت رشا مهدي علي الأنظار والاهتمام والإعجاب، بعدما نجحت في أن تترك بنفوس المشاهدين أثرا كبيرا دعمته بأدوار تليفزيونية أخري مثل "مسألة مبدأ" و"علي نار هادئة" لكنها بقيت في ذاكرة المشاهدين مرتبطة بدورها في "فيلم هندي". أين كنت قبل "فيلم هندي"؟ - لقد كنت أحلم منذ طفولتي بأن ألتحق بعالم الفن، وقدوتي في هذا الفنانة القديرة فاتن حمامة، لكنني كنت أثق باستحالة هذا ومع هذا ثابرت واجتهدت لأحقق حلمي، وكانت البداية بعد أن انتهيت من الدراسة الثانوية وقررت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، بهدف صقل الموهبة -إن كانت موجودة- بالدراسة، وبالفعل درست الفن دراسة العاشق، وليس الطالب الذي يسعي للحصول علي شهادة جامعية، وعندما تخرجت طرقت جميع الأبواب، والتحقت بجميع المسابقات الفنية التي كنت أسمع عنها، إلي أن ساق لي القدر السيدة "سميرة أحمد" التي التقيت بها في إحدي المناسبات العائلية وكانت تجهز لمسلسل "أميرة في عابدين"، الذي عرض في شهر رمضان منذ ثلاثة أعوام، وكانت فرحتي كبيرة عندما طلبت مني أن أشاركها في المسلسل، فقد كانت تبحث عن فتاة تقوم بدور إحدي فتيات المجتمع الراقي وتصر علي التحدث باللغة الإنجليزية وتتنكر لكل ما هو مصري وحينئذ سعدت بالدور ووافقت علي الفور وكنت واثقة أنني سأكون في أيد أمينة خاصة وأن الفنانة "سميرة أحمد" دائماً ما تبذل قصاري جهدها ليظهر العمل في أفضل صوره للجمهور، ومن هنا بدأت خطواتي في عالم الفن. بعد حصولك علي بكالوريوس معهد الفنون المسرحية هل تجدين أن الدراسة مهمة في الفن أم أن الموهبة وحدها تكفي؟ - الدراسة مفيدة في أي شيء وليس في الفن فقط، لكن الفن يعتمد علي الموهبة في الأساس، وتأتي الدراسة لتصقل الموهبة ومن يزعمون أن نجومنا الكبار لم يدرسوا ويسوق هذه الحجة لاعتمادهم علي الموهبة فقط فهؤلاء مخطئون لأن الزمن تغير وكل شيء اليوم يحتاج إلي دراسة، ففي الماضي كان عدد الفنانين قليلاً جداً أما الآن فقد زاد كثيراً وثقافة الفنان مهمة وكذلك خبرته ودرايته بما يقوم به لأن هذا يساعده علي أن يجد له مكاناً علي الساحة، وإلا ضاع ولم يحقق شيئاً، وهذا ما ذكرته لعائلتي حينما طلبوا مني أن ألتحق بأي كلية وأعتمد علي موهبتي فقط لأدخل عالم الفن. فأنا لا أنكر أن الدراسة أفادتني كثيراً في فهم أشياء بسيطة لكنها مهمة جداً. قدمت في مسلسل "علي نار هادئة" شخصية فتاة تعامل حماتها بقسوة، فهل لابد أن يتعاطف الممثل مع الشخصية حتي لو كانت شريرة؟ - الفتاة في هذا المسلسل طيبة ومغلوبة علي أمرها لكنها تفاجأ بعقلية مختلفة تتعامل معها وهي عقلية حماتها مما يعجل بالصدام بينهما لاختلاف الثقافات وهذا شيء عادي جداً ويحدث كثيراً، وأنا شخصياً لست مع الشخصية أو ضدها ولكنني أتعامل مع الشخصية بالمنظور الذي أحسه فيها وما لمسته في تلك الشخصية قدمته وإن رأيت فيما بعد أن زوجة الابن كان لابد أن تكون أهدأ قليلاً من تلك الشخصية المتعجرفة. عملت مع إلهام شاهين في مسلسل "مسألة مبدأ" وفي مسلسل "علي نار هادئة" فهل كان ذلك بناء علي طلبها؟ - مسألة عملي مع فنانة كبيرة مثل إلهام شاهين تشرفني بالطبع فقد ساعدتني كثيراً ولكن في العملين فرضت الترشيحات نفسها قبل أن يستقر الاختيار علي لأقدم الشخصية، لكنني لا أنكر أن "إلهام شاهين" تحمست لي لأنني بعدما لفت انتباهها في مسلسل "مسألة مبدأ" فوقفت بجواري أكثر من مرة أثناء التصوير وكذلك المنتجة "مي مسحال" التي كان لها أكبر الدور في مساعدتي ومساعدة جميع الفنانين الشبان الذين عملوا في هذا المسلسل. ولماذا ارتبطت بشخصية الفتاة الأرستقراطية؟ - ربما يرجع السبب إلي ملامحي التي أعطت هذا الانطباع، وفي البداية كنت أقبل جميع الأدوار لأثبت نفسي ومكانتي ومع هذا قدمت في فيلم "فيلم هندي" شخصية فتاة شريرة ووجدت أن بداخلي شيئاً أريد أن أعبر عنه، وهذا ما يجب أن يسير عليه الفنان، وهذا ما سوف أفعله في أعمالي المستقبلية التي قررت أن أنوع فيها، فأنا ضد تحديد الفنان في منطقة درامية بعينها وإلا وضع نفسه في "كادر" لا يستطيع تغييره، وعموماً فأنا مازلت في أول الطريق ومن المؤكد أن أمامي في المستقبل فرصا أكبر لاختيار الأدوار التي أريدها. ولماذا هجرت السينما بعد "فيلم هندي"؟ - أشارك الآن في بطولة فيلم "واحد من الناس" مع"كريم عبدالعزيز" وأقدم فيه شخصية فتاة هادئة تهوي البطل وتحاول الاستيلاء علي قلبه لكن تواجهها مصاعب عدة.