أعجبني رد الصين علي تقرير الخارجية الامريكية الخاص بحالة حقوق الانسان في العالم. الصين كانت اول دولة ترد علي امريكا بعنف وقسوة وبادلتها تقريرا بتقرير اوردت فيه تفاصيل مرعبة عن حقوق الانسان في امريكا، العنصرية ضد السود والاقليات وانتهاكات جوانتانامو وسجن ابو غريب.. وبعد تقرير الصين العظيم بادرت امريكا بفك سجن ابو غريب وقررت ترحيل المساجين فيه الي معتقل آخر تحت اسم جديد، سجن بدلا من سجن ولكن الصين تمكنت من الحاق العار بأمريكا بعد ان كشفت ازدواجيتها وتلاعبها بمسألة حقوق الانسان. ونحن نقترح علي وزارة خارجيتنا ان ترد علي نظيرتها الامريكية بتقرير مماثل حول ممارسات امريكا ضد العرب والمسلمين في امريكا والمؤكد ان تقريرنا لن يماثل التقرير الامريكي عن مصر الذي اتخم بالوقائع والتفاصيل عن التعذيب وانتهاكات الانتخابات ولكنه علي الاقل يضعنا في موقف الند كدولة ذات سيادة في مواجهة دولة كبري اعطت لنفسها حق تأديب وتهذيب العالم بدون ان يفوضها احد ونحن عندما نتحدث عن تقرير الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان في مصر ربما لا نعترض تماما علي فحواه ولا حتي علي لغته التي جاءت هذه المرة اكثر قوة وحدة، ولكننا نعترض علي ازدواجية المعايير وعلي الانحياز الاعمي الذي يتعامل مع اسرائيل بمنتهي الرفق ولا يكشف بالتفصيل جرائمها ضد حقوق الانسان الفلسطيني والتي وصلت الي حد التهديد بقتل رئيس حكومة منتخب "اسماعيل هنية" بينما ركز التقرير كالعادة علي "محور الشر" ايران وسوريا وكوريا الشمالية وعلي المغضوب عليهم في الشرق الاوسط وعلي رأسهم مصر التي تخرج عن الطوع احيانا. ورغم ان التقرير حفل بحقائق لا تنكر عن اعتداءات علي استقلال القضاء والصحفيين الا انه لم يخل من اسلوب "لي الذراع" المعتاد الذي تلجأ له امريكا مع مصر بالذات عندما تتحدث عن اقباط مصر وهي غالبا ما تستند الي تقارير وشهادات اقباط مصريين في الخارج لهم دوافع اخري وراء اثارة القضية القبطية. ونحن بالتأكيد لا نرفض اي ملاحظات خارجية علي حالة حقوق الانسان في مصر ونعرف ان ملاحظات امريكا بالذات تثير حساسية خاصة لدي الحكومة المصرية ولكننا نريد من الحكومة ان تولي اهتمامها الاكبر لتقارير المنظمات المحلية لحقوق الانسان وفي مقدمتها المجلس القومي "الحكومي" فما نقوله نحن عن انفسنا هو بالتأكيد اكثر صدقا وموضوعية واكثر نزاهة وبعدا عن شبهة التواطؤ والانحياز، مطلوب من الحكومة ان تسمع صوت الداخل اولا والا تنتظر تقييم الامريكيين وانتقاداتهم، لانها عندما تستجيب لمطالب المصريين لن يتهمها احد بالاستسلام لضغوط امريكا راعية حقوق الانسان في العالم وهنا نحن نطلب دورا اكثر فاعلية وأقل دبلوماسية من مجلسنا القومي لحقوق الانسان الذي لم نسمع له صوتا حتي الآن ضد سجن الصحفيين، لا نريد من كونداليزا رايس ان تكون بديلا للدكتور بطرس غالي!