حينما خلق الله الإنسان سواه في أعلي صورة من صور الحب.. وأصل جبلة الله للإنسان هو الحب.. وعند فقد المرء هذا الحب الإلهي صار قاتلا لأخيه.. وكان فقد هذه السمة الإلهية مصدرا وسببا في انتقام قابيل من أخيه هابيل بسفك دمه.. لذلك سيبقي سلام الإنسان رهنا بمدي حبه لأخيه الإنسان والحب الذي منحه الله لنا لنتعايش من خلاله في مودة وإخاء هو سلسلة ناصعة تفرزها محبة الله للبشر وقوة تجلياته في طبيعة الإنسان. وهذه المحبة هي الحب الإنساني بالدرجة الأولي لتنبع منه روافد الحب بفروعها المتعددة ليكون حب الإنسان ولأخيه الإنسان هو اللبنة الأولي للبناء. فحب الأم والأب للأبناء خلق كل أنواع الحب العائلي تتوجها صفة الأمومة التي لا حدود لروعتها في مجانية الحب وغزارة العطاء.. وتتفرع روافد الحب فنلمسها في أمثلة بديعة في حياتنا كالصداقة النقية التي يبنيها الحب الصادق.. وحب الجار للجار الذي يدعمه نقاء الحوار والمجاملة والمشاركة الوجدانية. التي جذورها سلامة تكوين نفس الإنسان.. وما أروع الإنسان عندما يحب وما أشقاه حينما يكره.. في الحب سلامة الضمير ومفاتيح السعادة التي افتقدناها كثيرا. الحب يعلمنا نسيان الإساءة.. ويرشدنا كيف نحتمل الآخرين عندما يسيئون إلينا.. بل نزيد علي ذلك أن نشاركهم علاج ضعفهم.. ولا أعود لاعايرهم بها.. والحب يهدينا لمساعدة كل محتاج ويقوينا لنسند الضعفاء.. الحب يرشدنا لهداية النفس ويطهرها من كل الشوائب التي تعلق بها في عالم مملوء بالتحديات للإنسان المؤمن.. لقد أصابت عالمنا تحولات اشترك فيها الإنسان وأيضا الطبيعة فأسست الأرض ميدانا للحروب والمشكلات والصراعات والمطامع للقوي الدولية هناك أيضا المجاعات والأعاصير والسيول والزلازل كذلك الأمراض التي لم تعهدها البسيطة من قبل وليس من سبل لعلاجها، وأعتقد أن اختفاء روح الحب بين الإنسان وأخيه الإنسان، دون تمييز في العقيدة أو الجنس أو الانتماء لأن الإنسان المؤمن يتجرد من كل التصرفات التي تهزم العلاقات الإنسانية. فما أعظمك أيها الإنسان عندما تحب لتفرز الحب فيحالف الإنسان من النجاح والتوفيق وسلام النفس.. ولو تخيلنا أن ما تنفقه الدول في الحروب والمعدات التي تخرب المدن وتقتل الإنسان.. إن يتحول هذا الإنفاق في إشباع ملايين الجياع وعلاج المرضي في شتي بقاع العالم وأيضا إقامة المشروعات التي تحل مشاكل الشباب.. لو حدث ذلك سيكون قادة الدول قد عرفوا معني الحب الذي زرعه الله في كل البشر.. لكن ضل منهم الكثير فلم تعمل هذه الفئة عملا يرضي الخالق وتركوا العديد من البشر يزرفون الدموع.. إن القائد الإنسان تحكمه مشاعر العدالة فتتحول إلي سلوك يسعد من خلاله شعبه بل ويتعاون مع من حوله في إطار العلاقات الإنسانية.. وهناك الحكام الذين صاروا صقورا ولنأخذ مثلا لدولة طغت في أفغانستان والعراق ومازالت تهدد مساحات من السلام في العالم وهنا نقول إن قلوبنا مع شعب فلسطين الشقيق ونحن نؤمن بأن رسالة الحب لن تموت.. ففي العالم يعيش الشوك والورد معا والذين أحاطوا الورود لحمايتها يتحملون في فرح وخز الأشواك.. وهي ضريبة الإنسانية في التضحية لأجل الحب والسلام.. إذا لماذا لا نعيش الحب بكل مقاييسه.. بل لماذا لا يدعمه الجميع.. وعندما نتذكر قيمة الحب خلال عقود مضت حينما كنا في مصر أسرة واحدة نتحسس ذلك الحب الذي يحتاج حاليا إلي مراجعة دقيقة لإنعاشه.. أعجبني في المسيرة الكروية الأخيرة في مصر والتي أسعدنا فيها أن نحصل علي كأس إفريقيا.. أعجبني ذلك التوحد في رفع علم مصر والهتاف الواحد للشعب الواحد إنه لشيء جميل.. ولكن لي أن أسأل لماذا لا يوحدنا أيضا ذلك الهدف السامي في عيد الحب وهو الحب ذاته.