وسط اجراءات امنية مشددة وفي مشهد يبدو وكأنه سينمائي حصل طارق الزمر القيادي في تنظيم الجهاد المحبوس في قضية اغتيال الرئيس الراحل انور السادات علي درجة الدكتوراه في الحقوق بدرجة امتياز بعد ثلاث ساعات من المناقشة امام لجنة مكونة من الدكتور عاطف البنا والمستشار طارق البشري والدكتور عبد العزيز سمك. وفجر الزمر الذي يسعي لاطلاق سراحه بعد انتهاء الحكم الصادر ضده مفاجأة حينما اطلق مبادرة للمصالحة الوطنية علي غرار المبادرة التي فجرتها قيادات الجماعة الاسلامية عام 1997 باعلان مبادرة رفض العنف، وتضمنت مبادرة الزمر الدعوة للعفو عن كل الذين شاركوا في جرائم التعذيب في السجون المصرية خلال السنوات الماضية، في مقابل الافراج عن كل المعتقلين والسجناء السياسيين وتعويض من تعرضوا للتعذيب واسر الضحايا الذين قتلوا بسببه مؤكدا ان توبتهم عن هذه الجريمة افضل من عذابهم وان ذلك يعد وقاية للبلاد من التدخل الخارجي. واكد الزمر خلال عرض دراسته التي استغرقت مناقشتها ثلاث ساعات ان مبادرة وقف العنف التي اعلنت عام 1997 هدفت الي طرح بديل سلمي للعمل العسكري في اطار وعي استراتيجي بطبيعة التحديات والمخاطر العامة التي تتعرض لها المجتمعات الاسلامية، وأن الافراج عن كافة المعتقلين والسجناء السياسيين في اطار المصالحة الوطنية يجتث جذور الفتنة ويمنع اسباب الاقتتال الداخلي وقال ان ملف السجون المصرية لا يزال شاهدا علي قسوة السلطات وخروجها علي القانون والدستور والمعاهدات الدولية التي وقعتها واتاحة الفرصة امام التداول السلمي للسلطة. وانتقد الزمر ان يتم الافراج عن الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام الذي كان يجاوره في الزنزانة المجاورة له، في وقت بين فيه حرصه الشديد علي عدم الافراج عن آلاف المعتقلين الاسلاميين الذين لم يدانوا في اي قضية ولم توجه لهم اي تهمة، في وقت اعتبر فيه ان النظرية السياسية الاسلامية مؤهلة لبناء نظام سياسي اسلامي يتفوق علي النظم الليبرالية، وانها تدعو لاعادة الاعتبار للتراث السياسي الاسلامي، مؤكدا ان الدولة الاسلامية هي الدولة الوحيدة القادرة علي اقامة دولة القانون، وان الدولة الاسلامية لم تعرف مفهوم الدولة الدينية الوارد بالثقافة السياسية الاوروبية. وبينما اكد الزمر ان السبب الرئيسي لظاهره العنف السياسي ترجع الي الاحتقان السياسي المزمن والاضطهاد المنظم والمتواصل للتيار الاسلامي قال ان مظاهر الغلو الفكري ترجع الي استبعاد التعليم الاسلامي الصحيح وغياب التنشئة الاسلامية الراشدة. وفيما بدا أنه تحول جذري في توجه الفكر الجهادي انتقد الزمر الاصرار علي اغلاق الابواب امام تأسيس احزاب اسلامية وقال إن ذلك يعكس خوفا شديدا من شعبية التيار الاسلامي وقوة خطابه الايماني والسياسي، في وقت اشاد فيه الزمر بموقف الاخوان وخوضهم الانتخابات والفوز فيها مؤكدا انهم سبقوا غيرهم من الفصائل الاسلامية في هذا الشأن وقال ان الاخوان استطاعوا ان يحفروا بأظافرهم قنوات للعمل السياسي برغم كل عقبات الاستبداد الراسخة وأرسوا تقاليد راقية للنضال السياسي والعمل علي تحريك الجماهير ودعا الفصائل الفاعلة في الساحة الاسلامية الي اعادة النظر في اعتزال العمل السياسي والحزبي.