لو لم تكن مباراة رسمية.. والاعتذار عنها يؤدي إلي عواقب وخيمة لاعتذرنا عن اللقاء والاكتفاء بتحزيم الحقائق والعودة سريعًا لبلادنا.. هكذا أجمع المدربان الوطنيان.. أوجستين أجوافين المدير الفني للمنتخب النيجيري، وعبد الله سار المدير الفني للسنغال قبل مواجهة اليوم في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وبعد هزيمتهما في الدور قبل النهائي أمام الفراعنة والأفيال. فمباراة اليوم بين أسود التيرانجا والنسور الخضر هي لقاء الجريحين وهي لقاء بطعم العسل المر حلوه هو الوصول إلي المربع الذهبي في مكانة متقدمة علي منتخبات كانت أكثر سعيًا ورغبة في الفوز بالكأس مثل الكاميرون وتونس ومن قبلهما المغرب الذي خرج مبكرًا.. ومره هو أن خطوة واحدة كانت ستصل بهما إلي منصة التتويج ولكن لم يحدث.. ولم يكن إجماع أوجستين وسار علي الشعور بعمق الجرح بعد توقف طموحاتهما عند حد المربع الذهبي ولكن لاجماعهما أيضًا علي أن حكمي مباراتي الدور قبل النهائي فتعمدا حرمانهما من شرف الوصول إلي المباراة النهائية لقراراتهما العكسية تارة، وتجاهل قرارات مؤثرة لصالحهما تارة أخري. لعنة النقاط التسع ويبدو بالفعل أن كل من ينجح في حصد 9 نقاط في الدور الأول بالفوز في ثلاث مباريات متتالية لم يكن له نصيب.. حتي لمجرد الوصول للمباراة الختامية فقد فشلت نسور نيجيريا في تحطيم هذا الحاجز بعد أن فازوا في المباريات الثلاث الأولي علي غانا والسنغال وزيمبابوي.. وكان الفريق الوحيد الذي اجتاز دور الثمانية من الفرق التي حصلت علي كل نقاطها من الدور الأول ثم فشل في استكمال المسيرة قبل الوصول إلي خط النهاية.. فلم يحدث في تاريخ بطولات الأمم الافريقية أن حصل أحد المنتخبات علي كل نقاط الدور الأول وفاز بالبطولة أو حتي وصل إلي الأدوار التالية. ويبدو أن هناك أسبابًا فنية حيث إن محاولة الفوز في المباريات الأولي جميعًا وان كانت بمثابة رسالة تحذير من الفائز لجميع المنتخبات ودلالة علي قوته ورغبته الدائمة في الفوز إلا أن ذلك يؤدي إلي نتائج عكسية لوصول الفريق إلي أقصي منحني له مبكرًا ويكتسب الثقة الزائدة التي تصل إلي حد الغرور وتصور اللاعبين الوهمي بأنهم قادرون علي الفوز علي أي فريق.. ثم يصطدم بالأمر الواقع.. بعد أن يكون قد كشف كل أوراقه. احباط ولكن المنتخب النيجيري يخوض اللقاء بعد شعور لاعبيه بالاحباط خاصة نجومه كانو وتاي تايو وأوتاكا وغيرهم حتي أن البعض تعلل بأنه مصاب ولن يستطيع اللعب اليوم مما جعل أوجستين أجوافين المدير الفني يفكر في الدفع بالعناصر الاحتياطية لاستغلال رغباتهم في إثبات ذاتهم وإعادة الحماس والروح من جديد للفريق. ورفض أوجستين الانخراط مثل لاعبيه في الاحباط رغم انه ارجع الهزيمة من كوت ديفوار إلي الحكم وأداء لاعبيه الباهت وعدم شعورهم بالمسئولية علي عكس مبارياتهم السابقة. سار متوازن أما عبد الله سار المدير الفني للسنغال والذي صب جام غضبه علي التحكيم هو الآخر فقد تظاهر بالتوازن في تصرفاته وتصريحاته ورفض إلقاء اللوم علي لاعبيه، وقال إنهم أدوا ما عليهم ولذلك فإنني لا أخشي علي أدائهم أمام نيجيريا وأن لديهم الرغبة أكثر في الحصول علي المركز الثالث بعد أن دخلنا المربع الذهبي وهو ما يرصده التاريخ.