يبدأ من الغد اللعب بين الكبار في بطولة الأمم الافريقية لكرة القدم حيث تتنافس الفرق الثمانية علي التأشيرات الأربع المؤهلة للمربع الذهبي، وتقام غدا مباراتان حيث يلتقي السنغال مع غينيا في استاد الاسكندرية في الثالثة عصرًا، ومصر مع الكونغو الديمقراطية في السابعة مساء باستاد القاهرة. وسنبدأ بالحديث بمباراة مصر والكونغو التي يترقبها عشاق وجماهير الكرة المصرية. وهي نقطة الانطلاق الحقيقية نحو اللقب الغائب عن أرض النيل منذ ثماني سنوات عندما فاز منتخب مصر بالبطولة عام 1998 في بوركينا فاسو، وكل العوامل تتضافر في صالح الفراعنة لتكرار الحصول علي الكأس للمرة الخامسة. وكل الترشيحات تصب في اتجاه المنتخب الوطني للفوز علي الكونغو والتأهل للمربع الذهبي في الوقت الأصلي للمباراة دون اللجوء للوقت الاضافي أو ركلات الترجيح من نقطة الجزاء، ولكن كل هذه الترشيحات لن تتحقق إلا إذا أخذ اللاعبون والجهاز الفني المباراة بجدية وحسم، وادوها بنفس القوة التي ادوا بها لقاء كوت ديفوار في ختام مباريات الدور الأول. ينال المنتخب الوطني دعما وتأييدا إعلاميًا وشعبيا ورسميا من أجل إنجاح مهمته ويسانده جميع الأطراف، ويكاد يكون هناك شبه تفرغ من جمال وعلاء مبارك لمؤازرة الفريق وقيادة الجماهير حتي في التدريبات وليس في المباريات فقط. وليس أمام المنتخب واللاعبين إلا التألق لاسعاد الجميع بتحقيق الفوز والصعود لدور الأربعة وهو ما لم يتحقق منذ بطولة 1998 أيضًا. وكانت استعدادات مصر لهذه المباراة مكثفة ليست في التدريبات داخل المستطيل الأخضر فقط، وإنما ايضًا من خلال مذاكرة الفريق الكونغولي عن طريق الفيديو ومشاهدة مبارياته الثلاث أمام توجو وانجولا والكاميرون وكلف الجهاز الفني كل لاعب بالدور الذي سيقوم به. بدائل وكثف حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب من درجة تركيزه مع معاونيه شوقي غريب وحمادة للبحث عن بديل محمد أبو تريكة الذي يغيب لحصوله علي إنذارين وأحمد حسام "ميدو" للاصابة، وفيما عدا ذلك فلا تغييرات في التشكيل الأساسي الذي بدأ به البطولة لأن هناك إصرارًا علي ثبات التشكيل للاحتفاظ بالتجانس والتناغم بين صفوف الفريق. فيظل عصام الحضري في حراسة المرمي وأمامه كل من إبراهيم سعيد ليبرو معه عبد الظاهر السقا ووائل جمعة قلب دفاع، ومحمد بركات في الجانب الأيمن، وفي الجانب الأيسر محمد عبد الوهاب. أما خط الوسط فيطرأ عليه تغيير لغياب أبو تريكة ولكن يبقي كل من أحمد حسن ومحمد شوقي وهناك أكثر من لاعب للدفع به وان كانت المنافسة بين حسن مصطفي وسمير صبري وأحمد عيد عبد الملك. وبالنسبة لخط الهجوم فقد حجز كل من عماد متعب وعمرو زكي مكانيهما ولن يبدأ حسام حسن رغم اجادته في لقاء كوت ديفوار لأن لياقته البدنية لن تسعفه للعب 90 دقيقة. ويركز حسن شحاتة في هذه المباراة علي إغلاق كل الطرق امام لوالوا مهاجم الكونغو وأخطر لاعبيه. الكونغو متحفز علي الجانب الآخر نجد أن كلود لوروا المدير الفني للكونغو غلق صنبور التصريحات الصحفية عقب ختام الدور الأول تمامًا للتركيز في هذه المباراة التي يغيب فيها كل من موبوتو وبوكاسي لطردهما خلال لقاءات الدور الأول وهما من العناصر الأساسية في التشكيل. وفرض كلودلوروا سرية تامة علي الفريق في تدريباته واراد أن ينشر بعض الشائعات مثل وجود مشاكل مالية أو عدم رغبة اللاعبين للاستمرار في البطولة ليجعل المنتخب المصري في حالة استرخاء علي أمل تفجير مفاجأة. ويأمل الكونغو لاستدراج الفريق المصري لركلات الترجيح والخروج متعادلا في الوقتين الأصلي والاحتياطي علي أن يسانده الحظ في ركلات الجزاء. كيف وصل الفريقان صعد منتخب مصر لدور الثمانية بعد أن تصدر مجموعته بسبع نقاط بالفوز علي ليبيا 3/صفر وأحرز اهدافه أحمد حسام ومحمد أبو تريكة واحمد حسن والتعادل مع المغرب بدون أهداف والفوز علي كوت ديفوار 3/1 وأحرز اهداف مصر عماد متعب "هدفين" ومحمد أبو تريكة "هدف" وسجل هاروني كوني هدف كوت ديفوار، وهو ما يعني أن هجوم مصر سجل ستة أهداف في ثلاث مباريات ومني مرماه بهدف واحد فقط. أما منتخب الكونغو فاحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد أربع نقاط من فوزه علي توجو "2/صفر" واحرز هدفيه لوالوا ومبوتو والتعادل مع انجولا بدون أهداف والخسارة أمام الكاميرون صفر/2.. أي ان الفريق الكونغولي سجل هدفين ومني مرماه بهدفين. لقاء الاسكندرية وبالنسبة للمباراة الثانية التي تقام بالاسكندرية بين غينيا والسنغال فهي خارج نطاق التوقعات في ظل المفاجآت المتلاحقة من الغينيين الذين تصدروا مجموعتهم بالفوز في ثلاث مباريات وحصلوا علي تسع نقاط كاملة والفوز علي تونس حامل اللقب وجنوب افريقيا وزامبيا بمجموعة لاعبين ليسوا من مستوي نجوم الصف الأول. وفي المقابل نجد أن السنغال تأهل بضربة حظ وبفارق الأهداف عن كل من غانا وزيمبابوي بعد أن تساوي الثلاثة في الرصيد ولكل منهم ثلاث نقاط، وبالرغم من هذا فحظوظه قوية في لقاء الغد بفضل خبرات نجومه امثال هنري كمارا والحاج ضيوف وفيردينا كولي وعيسي باويلعب عبد الله سار المدير الفني للفريق بورقة خبرة هؤلاء النجوم. والفارق كبير بين نتائج الفريقين في الدور الأول فالفريق الغيني فاز علي جنوب افريقيا 2/صفر وعلي زامبيا 2/1 وعلي تونس 3/صفر أي ان الفريق احرز سبعة اهداف وتساوي مع الكاميرون كأقوي خط هجوم ولم تهز شباكه إلا مرة واحدة. أما السنغال فخسر امام غانا "صفر/1" وامام نيجيريا "1/2" ولم يفز إلا علي زيمبابوي فقط "2/صفر" أي انه سجل ثلاثة اهداف واهتزت شباكه بمثلها أي ان الارقام تؤكد تفوق غينيا قبل اللقاء.. فماذا ستكون الأوضاع بعد المباراة.