سجلت الساعات الأخيرة اندلاع سجال عنيف لا سابق له بين النائب وليد جنبلاط وبين حزب الله الذي انضمت اليه حركة "أمل" في الهجوم علي جنبلاط الذي صعد بدوره في حملته علي الوزراء الشيعة المقاطعين جلسات مجلس الوزراء وربط ذلك بخلفية سورية وايرانية تستهدف الاستقرار الداخلي. وترافق ذلك مع سقوط الرهان علي مبادرات داخلية من شأنها اعادة الوئام الي الصف الحكومي وتطلق حوارا واسعا حول القضايا الخلافية برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري. ومما فاقم حدة التشنج اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عقب لقائه أمس الأول بعد عودته من السعودية مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان البلاد دخلت في أزمة حكومية مفتوحة. ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية الصادرة أمس الأول عن أوساط التحالف الشيعي الذي يضم حركة أمل وحزب الله أن اتفاقي الرياضوجدة اللذين تم التوصل اليهما مع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري سقطا عند أبواب جنبلاط. وتبدي هذه الأوساط اعتقادها بوجود توزيع للأدوار بين فرقاء 14 مارس لكنها تؤكد أن ذلك لن يؤدي الي استقالة الوزراء الشيعة الخمسة ولا الي العودة الي جلسات مجلس الوزراء وهو ما يرجح أزمة حكم مفتوحة. من جهتها لخصت صحيفة "المستقبل" وقائع الساعات الأخيرة بمواجهتين الأولي أقدمت عليها قوي 8 مارس حليفة سوريا ضد الحكومة اللبنانية والثانية من جانب حزب الله وحركة أمل ضد أحد أبرز أركان 14 مارس النائب وليد جنبلاط. وأوضحت أن المواجهة الأولي اتخذت صيغة اعتصام تطور إلي مسيرة حاولت اقتحام الحواجز الأمنية للوصول إلي مقر رئاسة الحكومة أثناء مباحثات المسئول الأمريكي ديفيد وولش مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة احتجاجا علي "الوصاية الأمريكية" أما الثانية فأخذت منحي المواجهات الكلامية عبر بيانين صدرا عن حزب الله وحركة أمل وتضمنا هجوما علي جنبلاط ردا علي كلامه الذي تعرض فيه للمقاومة ولسلاح حزب الله. وقال جنبلاط ان الطريق طويل وصعب لأن الخصم غدار وقاتل وهذا الخصم لا يملك سوي السلاح والغدر والسيارات المفخخة .. ودعا حزب الله وحركة أمل إلي وقف المزايدة والولاء لغير الوطن. ووصف جنبلاط انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل الخمسة من الحكومة بأنه ألاعيب خطيرة علي مشارف عقد مؤتمر "بيروت 1".. وقال " يبدو انهم يريدون التعطيل بانكفائهم لكي يجوع الشعب ويهاجر إلا الذين يستفيدون من الدعم النفطي من الدول غير العربية". وفي بيان أصدره حزب الله رد فيه علي تصريحات جنبلاط اعتبر حزب الله " أن جنبلاط تجاوز كل الخطوط الحمر وكل الضوابط والقيم والمصالح والموازين". وتساءل الحزب في بيانه أيهما سلاح الغدر .. سلاح المقاومة أم سلاح وليد جنبلاط.. السلاح الذي حرر وحمي وأعز لبنان أم السلاح الذي دمر وهجر وأحرق وقتل وارتكب المجازر مؤكدا أنه لو كان القدر رجلا لكان وليد جنبلاط. أما بيان حركة أمل فقد اعتبر أن جنبلاط آخر من يحق له الكلام عن الولاء الوطني لأنه آخر من تعرف علي علم بلاده. ورأي البيان أن جنبلاط نصب نفسه قيما علي الحكومة وهو ليس رئيس وزرائها ويسمح لنفسه بوضع شروط أو ضوابط لعملها متسائلا كيف يحق له أن يطالب وزراء الحركة والحزب بالخضوع لامتحان للعودة وهو صاحب الدور الأساسي في إفشال كل اتفاق ووفاق حول هذا الأمر. وكان هذا التطور المتعدد الأبعاد مسبوقا بمسيرة نفذتها "الحملة الشبابية الطلابية لرفض الوصاية الأمريكية" وضمت شبابا من حزب الله ورابطة الشغيلة والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الاتحاد وحركة الشعب وتنظيم المردة.