أبرزهم البياع وأبو زيد وإبراهيم صالح.. مجلس القضاء الأعلى يوافق على طلب النائب العام بتجديد ندب 11 قاضي    مديرية الزراعة بالشرقية تنظم ندوة عن تربية الدواجن والسمان ببلبيس    جامعة المنيا منارة للعلم وقاطرة التنمية بالصعيد.. د. عصام فرحات: الرئيس عبد الفتاح السيسى قاد أكبر مسيرة تنموية فى تاريخ مصر المعاصر..عبد الرحيم على: الجامعات الحكومية هى التوجه الحقيقى للنهوض الوطنى    مصدر يزف بشرى سارة بشأن التصالح على مخالفات البناء    جانتس يدعو الجيش الإسرائيلي لنقل تركيزه العسكري من غزة إلى لبنان وإيران    المغرب: ارتفاع ضحايا الأمطار إلى 18 وفاة وفقدان 4 وانهيار 56 مسكناً    مفاجأة مدوية بتشكيل فرنسا ضد بلجيكا فى دورى الأمم الأوروبية    "السابعة مساء بتوقيت القاهرة".. كاف يخطر منتخب مصر رسميا بموعد مباراته مع بوتسوانا    ثلاثي الأهلي الجديد يختار أرقام قمصان الموسم الجديد    بعثة «الباراليمبية» تعود من باريس مرفوعة الرأس    طلائع الجيش يعلن التعاقد مع باسم مرسي قادما من الإسماعيلي    مصير رونالدو أم لعنة ميسي؟.. 4 طرق تنتظر محمد صلاح    سحر الذكاء الاصطناعي.. مواصفات وأسعار آيفون 16 برو وآيفون 16 برو ماكس (صور)    ضبط 400 كيلو «لحوم حمير» قبل توزيعها على المطاعم في سوهاج    رامي وحيد يبدأ تصوير أولى تجاربه الفنية في السينما الأمريكية    كيربى: الولايات المتحدة تحاول التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    أبو اليزيد سلامة لقناة الناس: الكذب ليس فيه ألوان والصدق ينجى يوم القيامة    "الإفتاء": عدم قول "بحبك" للزوجة تقصير يحاسب عليه الزوج يوم القيامة    هيئة الدواء: ضخ 324 مستحضرا طبيا بحجم 113 مليون عبوة في الصيدليات    هيئة الدواء تعلن ضخ كميات إضافية من الأدوية بالأسواق.. تفاصيل    بالصور.. جمعية الأورمان توزع مساعدات وإعانات مالية ل 500 أسرة من السيدات الأرامل والأيتام بأسوان    أمين الفتوى يحسم الجدل حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي    رمضان عبد المعز: الصلاة تمحو الذنوب وتخفف الأعباء عن المؤمنين.. فيديو    وزير الري: التصرفات الإثيوبية تتسبب في ارتباك كبير بمنظومة إدارة مياه النيل    آية سماحة تتألق في أحدث ظهور لها.. والجمهور: "دي حاجة 13 خالص" (صور)    منتخب مصر يكتسح مالي في افتتاح بطولة أفريقيا للشباب لكرة اليد    هاري كين يشيد ب"الملهم" كريستيانو ويستعد لخوض مباراته الدولية رقم 100 مع إنجلترا    وزير الثقافة يكرم نائب رئيس جامعة القاهرة لحصوله على جائزة الدولة 2023    "الشوبكي": المخاطر الجيوسياسية لا تؤثر على إمدادات النفط للعالم    وكيل صحة الدقهلية: تكثيف الدورات التدريبية للعاملين بالقطاع الصحى    أمام مؤتمر دولي في المملكة المتحدة.. مستشفى حروق أهل مصر يعرض تجربته في علاج 3 آلاف مصاب بالمجان    عباس شومان يشارك بالمائدة المستديرة عن حقوق المرأة المنظمة من صندوق الأمم المتحدة    هل يجوز سفر الفتاة مع خطيبها؟.. شروط وضوابط تنظم العلاقة    مصر تفوز بجائزة «كونفوشيوس» لمحو الأمية 2024    "اتعرفت عليهن من على الفيسبوك".. إحدى ضحايا عملية النصب الكبرى في أجا تروي ملابسات صادمة (خاص)    إي اف چي هيرميس تبرز الفرص الاستثمارية بالشرق الأوسط بمؤتمرها السنوي العاشر    «القاهرة الإخبارية»: حريق داخل قاعدة عسكرية في مستوطنات الجليل الغربي    وزير الداخلية يودع نظيره السعودي بمطار القاهرة    جامعة الزقازيق تشارك بالمهرجان الرياضي الأول لذوي الهمم بجامعة بنها    تأجيل نظر الاستئناف على حكم إعدام مدرس الفيزياء المتهم بقتل طالب الدقهلية    الحبس سنة مع الشغل لسيدة اعتدت على زوجها بسكين بمدينة نصر    والدة عريس كفر الدوار تدافع: "جهز لها أحلى شقة وقدم شبكة ب30 ألف جنيه"    «المشاط»: ضرورة الاستفادة من إمكانيات «التخطيط القومي» لتعزيز فاعلية خطط التنمية    حلويات المولد لمرضى القلب- مسموحة أم ممنوعة؟    وزير الزراعة ومحافظ الدقهلية يتفقدا محطة السلام للإنتاج الداجني    بنك مصر يتيح استبدال العملة الأجنبية حتى 5000 دولار ويرفع حدود استخدام بطاقات الائتمان    مرشح حركة حمس الجزائرية: لا نعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية    القنوات الناقلة لمباراة السودان وأنجولا في تصفيات أمم أفريقيا 2025 وترتيب المجموعة    افتتاح أعمال تطوير مستشفى الصدر في مدينة الزقازيق بتكلفة 50 مليون جنيه    المشدد 5 سنوات لمتهمين و7 سنوات غيابيا لآخرين لشروعهم في سرقة ماشية من حظيرة بطوخ    «التعليم» تصدر كتابًا دوريًا لتنظيم إجراءات صرف المقابل المادي لمعلمي الحصة    «القاهرة الإخبارية»: انفجار مُسيّرة في مبنى بمستوطنة نهاريا شمالي إسرائيل    برج الدلو.. حظك اليوم الإثنين 9 سبتمبر: قلل التوتر    حياة كريمة.. الرأى العام.. الدعم الرئاسي المتواصل    انتخابات أمريكا 2024| ضحكة هاريس بين سخرية ترامب وانتقادات روسيا    إصابة 10 أشخاص في انقلاب «تروسيكل» بطريق أسيوط الغربي بالفيوم    السفير الروسى فى برلين: موسكو لم تتلق معلومات موثوقة بشأن تفجير نورد ستريم    الكنترول يجهز نتيجة الثانوية العامة دور ثان استعدادا لاعتمادها قريبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة السعودية... هل تقود السيارة في 2006؟!
نشر في نهضة مصر يوم 14 - 01 - 2006

صرح سمو ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قبل أيام أن قرار قيادة المرأة للسيارة مسألة يقررها أبوها أو زوجها "ولا علاقة للحكومة بها، متي ما طلب الآباء والأزواج والإخوان أن تقود المرأة السيارة، فسننظر في ذلك، وإذا ما طلبوا العكس فلن نجبرهم علي ذلك". إنه يقول بوضوح إن هذه المسألة لن تحسمها الدولة بفرض قرار يهبط علي الناس، وإنما علي المجتمع أن يمارس دوره ويعبر عن رأيه، فأي نوع من الرجال أولئك الذين يريدون أن تحصل زوجاتهم وبناتهم علي حق قيادة السيارة ويتمنون حسم هذا الموضوع الذي طال أمده، وجعل المملكة تبدو وكأنها خارج عصرها؟
إنهم رجال عاديون، يريدون أن يضعوا هذا الأمر خلف ظهورهم لينصرفوا، وتنصرف حكومتهم أيضاً عنه، لما هو أهم وأدعي، مما يفيد المجتمع، ويحمي أمنه، ويزيد من إنتاجه، ودخل أفراده. يريدون حسم مسألة ما كان يجب أن تترك فتكبر ككرة ثلج، لتتحول إلي قضية ينقسم حولها المجتمع، بينما هي مسألة تدخل ضمن أبجديات التطور، كالجمارك والابتعاث وتعليم المرأة والإذاعة والتليفزيون سابقاً والإنترنت ومنظمة التجارة العالمية، بل وحتي الجوال ذو الكاميرا، كل ما سبق حاول البعض جعله مسألة جنة أو نار، كفر أو إيمان، إسلام أو علمنة، ولكن قوة التاريخ حسمته، والغالبية قررت ما هو أفضل لها وقبل ذلك الاجتهاد الصحيح الذي أبقانا مسلمين في مساحة السماحة الواسعة التي تميز بها ديننا الوسطي، ورعت هذا الحراك الاجتماعي والحضاري قيادة رشيدة وازنت بين الاختيارات فاختارت أيسرها للمجتمع أسوة بالمصطفي عليه الصلاة والسلام الذي (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً) كما جاء في الحديث.
إنه رجل علم ابنته، وشجعها علي اقتحام ميادين العمل مؤمن أن في ذلك فائدة عامة للوطن تعزز قدرته الإنتاجية، وفائدة خاصة للفتاة كي تشارك في تأسيس بيت يعيش في رخاء وبحبوحة تكون فيه عزيزة وشريكا كاملا، متساوية في الحقوق والواجبات. يضير هؤلاء الرجال أن يروا تلك الفتاة التي أرادوها قوية عزيزة وهي تنتظر بقلق وتململ سائقا يعود من مشوار ليأخذها إلي عملها، أو أخا صغيرا ترجوه أن يستيقظ من نومه الذي طال كي يوصلها إلي حيث تريد، أو زوجا يخرج بها متبرماً بعد أن قطعت عليه متعته في متابعة مباراة "الاتحاد" و"الهلال".
إنه رجل اقتصادي، يخرج لك آلته الحاسبة ويستعرض بها أرقاما بليونية في تكلفة مئات الألوف من السائقين الأجانب، والخسارة التي يتعرض لها ميزان المدفوعات السعودي مع بعض الدول، والخسارة التي يتكبدها الاقتصاد السعودي من حرمان مئات الألوف من القدرات المتعلمة من الحصول علي وظائف والمشاركة في عملية الإنتاج بسبب أنها لا تستطيع أن تقود سيارة، ورجل كهذا يستحق أن نستمع له ونستعرض معه أرقامه.
إنه رجل عجوز قد يحتاج يوماً أن تأخذه ابنته إلي المستشفي، أو زوج دخله المتواضع لا يحتمل سيارة أخري وسائقا، أو رجل يؤمن فقط بأن من حق ابنته أو زوجته "الاختيار"، فإن أرادت أن تقود سيارتها فعلت وإن أرادت أن "تجرجره" معها في الأسواق وعند أرحامه الذين لا يطيقهم فعلت، أو أرادت أن تسترخي منتفشة في سيارتها التي يقودها سائق أجنبي أو سعودي (والغالب أجنبي يرتدي زياً سعودياً) فعلت. إن حق "الاختيار" أيها السادة نعمة لا يدركها إلا من حرم منها، واسألوا أي امرأة في بيتكم فيما إذا أرادت حقها في "الاختيار" وسوف تفاجأون بإجاباتها، خاصة أنتم أيها المحافظون الذين اعتقدتم أن النساء اقتنعن بحديثكم عن المرأة "الجوهرة المكنونة واللؤلؤة المصونة".
لقد قال المعارضون كلمتهم، وجمعوا أسباباً كافية تجعل من قيادة المرأة للسيارة شراً مستطيراً، ولكنه بنفس المنطق الذي يغلب الشر علي الخير وسوء الظن علي حسن الظن. ولو اتبعنا منهجهم لما سُمح بالتلفاز والإنترنت والابتعاث للخارج، وحان الوقت أن يرفع المصلحون المؤيدون صوتهم ويعرضوا قضيتهم ولا أجد أفضل من القضاء والاحتكام لأنظمة الدولة ساحة لحسم هذه المعركة هذا العام حتي نخرج منه متفرغين لما هو أهم وأدعي. إن نظام المرور في البلاد يخلو من بند يحظر علي المرأة الحصول علي رخصة قيادة، فلمَ لا يتقدم عدد من الأخوات الفاضلات إلي إدارة المرور في العاصمة الرياض أو في جدة بنفس الشجاعة والمبادرة التي فعلنها يوم تقدمن بطلب الترشح في الانتخابات البلدية الأخيرة فسجلن موقفاً تاريخياً، وفرضن قضيتهن ومطالبتهن فوعد أكثر من مسئول بأن النساء سيشاركن في دورة الانتخابات القادمة.
وأتوقع أن يكون الحكم بإعطائها هذا الحق ومنع التمييز ضدها، قد تكون هناك ضوابط، ولكن المهم هو أن تحصل المرأة علي حقها في الاختيار، لتحصل علي رخصة قيادة ثم ترميها في البحر، المهم أن تحصل علي حقها في الاختيار.
عن الاتحاد الاماراتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.