تظل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي في نوفمبر المقبل اعنف انتخابات في تاريخ الولاياتالمتحدة في ظل حالة الانقسام الحاد التي خلفتها سياسات ادارة الرئيس جورج بوش والكوارث التي جلبها للحزب الجمهوري وسط تقارير تتحدث عن هزيمة مدوية لحزب بوش في هذه الانتخابات. وتوقع الكثيرون أن يكون العراق قضية للجدال الساخن في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بعدما طالب بعض الديمقراطيين بوش بالاسراع بسحب القوات الامريكية. وقد تمكن بوش حتي الان من التغلب علي الانتقادات الموجهة اليه باستغلال الانقسامات في صفوف الحزب المعارض. كما احتدم الجدل علنا بين قادة الحزب الديمقراطي بشأن الخيارات الخاصة بالعراق والتي تتراوح ما بين الانسحاب السريع واعادة الانتشار التدريجي للقوات لدعم المجهود الحربي. وقال بوش في كلمة الاسبوع الماضي "أعارض المتشائمين في واشنطن الذين يقولون اننا لا نستطيع كسب هذه الحرب." وبعد أن أدلي ثمانية ملايين ناخب عراقي بأصواتهم لانتخاب حكومة مؤقتة في يناير وشارك عشرة ملايين في اكتوبر في الاستفتاء علي الدستور يسود تفاؤل حذر بين مسئولي البيت الابيض بخصوص تسجيل نسبة اقبال كبيرة يوم الخميس القادم مع توقع مشاركة أكبر من جانب العرب السنة. وتكهن سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض بالا ينحسر العنف بعد الانتخابات في استمرار لاتجاه الادارة في الاونة الاخيرة نحو مزيد من الصراحة في الاقرار علنا بوجود مشاكل في محاولات الولاياتالمتحدة لاعادة بناء العراق. وقال مكليلان "ستكون هناك تحديات صعبة. ولكن الانتخابات تمثل علامة مهمة علي الطريق نحو مستقبل العراق الحر." وتبخرت مشاعر التفاؤل التي أحاطت بالانتخابات الماضية سريعا وسط سحابة من اعمال العنف. ويقول خبراء ان انحسار أعمال العنف في العراق أكثر أهمية من الانتخابات في تحويل مسار الرأي العام الامريكي. وقالت مارينا أوتاواي العضو البارز بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ان انتخابات يناير وأكتوبر لم تؤد الي ارتفاع كبير في شعبية بوش وعبرت عن شكوكها في أن تؤدي انتخابات الخميس الي ذلك. وأضافت "يتعين أن يكون هناك شيء ملموس أكثر علي الارض." وقد تزايدت تصريحات المسئولين الأمريكيين الذين يرفضون الكشف عن هويتهم في واشنطن عن وجود اجماع في الكونجرس والحكومة الأمريكية عن قرب البدء في سحب اعداد كبيرة من القوات الأمريكية من العراق.. ويتحدث هؤلاء عن سحب 40 ألف جندي عام 2006 ثم البدء في انسحابات أكبر عام .2007 أكد بعض المحللين ان الاجماع علي ضرورة بدء سحب القوات الأمريكية عامي 2006 و2007 لا علاقة له بالوضع الأمني في العراق أساسا ولكن يتعلق بتطورين خطيرين هما الاجهاد والنزيف طويل المدي الذي تعرض له الجيش الأمريكي في العراق وقلق الاعضاء الجمهوريين من تأثير بقاء القوات الأمريكية علي غير رغبة الرأي العام الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر عام 2006 ثم علي انتخابات الرئاسة الأمريكية عام .