لقد نبغ المنتج السينمائي نابليون واصف فايز في مجال عمله وكان يتردد علي لندن باستمرار لزيارة أولاده الذين هاجروا إلي هناك منذ زمن بعيد وقد اشتري منزلاً بالعاصمة البريطانية ليقيم فيه مع زوجته خلال زياراته المتعددة وقبل عودته إلي القاهرة كان حريصاً في كل مرة علي شراء أحدث الأجهزة الإلكترونية التي تساعده في تطوير عمله واتقانه وقد جمعت الصداقة بينه وبين صديق عمره د.محمد أحمد فرج وهو طبيب من الزمن الجميل وهو من أشهر أطباء الأسنان وكان مخلصا لصديقه نابليون واستمرت الصداقة بينهما حوالي نصف قرن من الزمان وكان لهما صديق مشترك هو الشاب المهندس سامح صلاح الذي تفوق في علوم البرمجيات واستعان به د.فرج في تزويد عيادته بكل الأجهزة الإلكترونية الحديثة كما استعان به نابليون في تطوير عمله بالسينما فكان متميزاً في إنتاج أفلامه. وعندما تقدم المهندس سامح لخطبة ابنتي الكبري شرفنا بحضور حفل الخطوبة كل من د.فرج وصديقه نابليون الذي كان يبدو أقل من عمره الحقيقي بكثير وقد رأيت نابليون مرة أخري في مشيخة الأزهر حيث أتي لحضور حفل عقد قران صديقه المهندس سامح علي ابنتي مروة وواصل نابليون مشوار نجاحه في الإنتاج السينمائي وأنتج أفلاماً كثيرة منها (غريب في بيتي) و(امرأة واحدة لا تكفي) و(ليلة ساخنة) و(الجراج) و(عرق البلح) وكان هو صاحب شركة مصر العربية للسينما وكان يمتلك دار سينما (أوديون) بالقاهرة وبعد وفاة زوجته أسرع الأصدقاء والفنانون إلي الكنيسة لتقديم واجب العزاء له وكان يتقدمهم عادل إمام.. وبعد وفاة زوجته شعر نابليون بالعزلة خصوصاً مع استمرار إقامة كل أولاده بالخارج ولكن صداقة د.فرج خففت عنه كثيرا من آلام الوحدة وكانت الزيارات والمكالمات الهاتفية بينهما مستمرة وعندما كنت أقضي إجازتي في شاطئ مرسي مطروح مع أبنائي وأحفادي اتصل بي د.فرج وأبلغني بخبر مصرع أعز أصدقائه نابليون وسألني عن صديقه المهندس سامح الذي كان بجواري واتفق معه علي الذهاب إلي الكنيسة لتقديم واجب العزاء في صديقهما الراحل.