لوكان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يقرأ الطالع ويعلم ما أصابه من مصائب جراء ما قام به الشاب التونسي محمد بوعزيزي الذي مات بعد ان اضرم النار في جسده احتجاجا علي معاملة سيئة من قبل السلطات المحلية بعد مطاردته في لقمة عيشه لقام بنفسه باسترضاء هذا الشاب الذي تعرض لظلم كبير بسبب سعيه للحصول علي رزقه بشرف ولعرض عليه عدة مليارت من تلك التي نهبها من ابناء الشعب التونسي حتي يخمد ثورته ومعها ثورة الشعب التي اطاحت به من اعلي ناطحة سحاب ومعه اسرته واسرة زوجته والذين اصبحوا جميعا إما مطاريد أو في السجون. لم يكن الشاب الذي لم يبلغ من العمر ستة وعشرين ربيعا البائع المتجول الذي يعيش يوما بيوم يعلم أن احتجاجه علي مصادرة بضاعته من قبل رجال الأمن في بلاده سيطلق شرارة لن تنطفئ حتي تحرق نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومن معه. وتأملت لقطة تاريخية ل.بن علي. يقف إلي جوار السرير الذي يرقد عليه بوعزيزي في احد المستشفيات قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة ويودع الدنيا بعد ان اختفت معالمه تحت الضمادات وكأن الرئيس يستعطف الشاب ويقول له من اين خرجت ايها الشاب في هذا اليوم الاسود الذي لم تطلع له شمس لتفجر في وجهي بركان الغضب لتتطاير حممه في كل مكان من ارض تونس الخضراء لقد استطعت علي مدي ثلاثة وعشرين عاما ان اخمد الكثير من هذه الثورات قبل ان تشتعل وان اقصي الآلاف من المعارضين وان انفي المئات إلي خارج البلاد وان اوقع علي احكام بالاعدام بلا حصر دون ان يرجف لي جفن وظللت قابعا علي قلوبكم طيلة هذه السنوات لايسمع احد عن تونس الا تصريحاتي وكلامي وجففت عنكم انهار الخير ومنابع الديمقراطية التي هي سبب كل بلاء؟! وبعد ان شاهد بن علي ومعاونوه بوعزيزي ونظر اليه نظرة تشفٍ وجه له سؤالا وكأنه يسمعه وقال له وهو يتعجب كيف استطعت انت ايها ال.بوعزيزي. بجسدك النحيل وانت بلا حول ولاقوة ان تسقطني من عليائي؟.. ويرد عليه الشاب لاتتعجب انها ارادة الله!! وكان بوعزيزي قد كتب علي موقع "فيسبوك" بعد ان قرر الاعتراض علي طريقته والتخلص من حياته رسالة وداع إلي أمّه التي بكته كثيرا أقتطع منها هذا الجزء "مسافر يا أمي سامحيني ما يفيد ملام ضايع في طريق ما هو بإيديا سامحيني إن كنت عصيت كلامك ولومي علي الزمان ما تلومي علي رايح من غير رجوع". E.atshahin1951.yahoo.com