كان التعليم قبل الجامعي حتي عام 1954م مرحلتين فقط .4 ابتدائي و5 ثانوي. وكان حامل الشهادة الابتدائية ذات الأربع سنوات يجيد القراءة والكتابة دون أخطاء إملائية وبخط جميل كان يعرف الخط النسخ والرقعة والثلث وكان يجيد الحساب ويعرف جميع المقاييس والموازين المحلية والدولية ويعرف قسطاً لا بأس به من الجغرافيا والتاريخ والتربية القومية ويعرف الأخلاق وأساسيات التربية الدينية يتحدث الفرنسية أو الإنجليزية بمستوي لا بأس به وكان البعض يكتفي بالشهادة الابتدائية ولديه القدرة علي مواجهة الحياة العملية ويتحمل المسئولية واثقاً من نفسه دون خوف أو رهبة أما من كان يريد مواصلة التعليم فينتقل إلي المرحلة الثانوية مباشرة بالشهادة الابتدائية ذات الأربع سنوات لديه القدرة علي القراءة والفهم والاستيعاب يكتفي بشرح المدرس في الفصل وفي المعمل لا يحتاج إلا إلي مراجعة منزلية بسيطة بمفرده أو مع صديق وكان يمارس جميع الأنشطة الرياضية بجميع أنواعها وكذلك الأنشطة الفنية .موسيقي، مسرح، كشافة، رسم. وغير ذلك فكانت المدرسة الثانوية عبارة عن خلية نحل.. يغادر الطالب وهيئة التدريس وإدارة المدرسة في آخر النهار ليعود الجميع في صباح اليوم التالي الطلبة مشتاقون متفتحو الذهن والعقل لديهم القدرة علي الفهم والاستيعاب بكل حيوية ونشاط ينتظمون في الحضور من الصف الأول حتي الصف الخامس وكذلك هيئة التدريس والإدارة يعودون مشتاقين لأداء واجبهم وبذل كل الجهد من أجل أبنائهم الطلاب وكان الجميع يشعر بشعور الأسرة الواحدة. المعلم يعتبر كل الطلبة أبناءه يهتم بالضعيف حتي يتساوي مع أقرانه وكان الطلبة .جميعاً وبلا استثناء. يحترمون ويوقرون كل العاملين في المدرسة من الإدارة حتي عمال النظافة. فالإدارة حاسمة والمدرس يبذل قصاري جهده ولديه القدرة علي توصيل المعلومة للطلبة جميعاً بالإضافة إلي توجيه ومتابعة ملتزمة ومستمرة بدقة وكفاءة عالية دون مغالاة في التقارير. أكتفي بهذا كي لا أطيل وأغوص في هذا الموضوع.. وانتقل إلي ما بعد عام 1954م. ففي عام 1954/1955م وفجأة ودون إنذار صار التعليم قبل الجامعي ثلاث مراحل .الابتدائية صارت 6 سنوات، وولدت الإعدادية بأربع سنوات، والمرحلة الثانوية صارت ثلاث سنوات. وضاعت بركة الثانوية العامة ثم تأرجحت الإعدادية بين الأربع سنوات والثلاث سنوات عدة مرات ثم إلغاء الطريقة المثلي لتعليم القراءة والكتابة جاءت الطريقة الكلية فانتشرت الأمية المتعلمة التي دخلت المدرسة وخرجت دون أن نتعلم القراءة والكتابة ونسي خبراء اللغة العربية أن ما يصلح لتعليم اللغات الأخري لا يصلح لتعليم اللغة العربية ثم إلغاء الصف السادس ثم جاء التحسين وما أدراك ما التحسين ثم مرحلتا الثانوية العامة والمستوي الرفيع - غير الرفيع - وربما يكون .رفيع. لأنه يتخطي بالمجموع حاجز المائة في المائة وعودة الصف السادس الابتدائي وتصحيح الامتحانات أصبح عشوائياً حتي صار الآلاف من طلاب الثانوية العامة يحصلون علي الدرجات النهائية في جميع المواد - بل ويتخطون مجموعة المائة بالمائة وهذا شيء يخالف قوانين الطبيعة والكون وأصبح التعليم في حيص بيص مما جعلني أنتهز فرصة وجود الأستاذ الدكتور أحمد زكي بدر لأقدم رأيي في خطوة مهمة جداً وأساسية للمساعدة في إصلاح التعليم.. وهي كالآتي: 1- دمج التعليم قبل الجامعي في مرحلتين فقط، . فيكون التعليم الابتدائي 7 سنوات. . ويكون التعليم الثانوي 5 سنوات. 2- إلغاء الشهادة الإعدادية: وهذه الخطوة من السهل تنفيذها في أي لحظة بسهولة ويسر فيتم ضم الصف الأول الإعدادي للمرحلة الابتدائية بنفس الكتب والمدرسين دون أي تعديل مؤقتاً وكذلك ضم الصفين الثاني والثالث الاعدادي للمرحلة الثانوية بنفس الكتب والمدرسين لحين تعديل الكتب وعمل المناهج الجديدة التي تواكب العصر وتتناسب مع أحفاد الفراعنة الأمجاد وأهل العلم والمعرفة والعمل علي إعادة المعلم المصري إلي مستواه الحقيقي وخلقه الرفيع الذي كان في أيام الزمن الجميل المليء بالحب والوطنية والقيم الرفيعة وعودة الهيبة للإدارة والتوجيه والمتابعة الدقيقة والمتنوعة المحلية والمركزية حتي يلتزم كل مواطن بأداء واجبه نحو الوطن. ولابد من تكاتف الجميع من أجل وحدة الوطن ونشر الحب والإخاء بين الجميع ولابد من كل فرد في هذا المجتمع المصري الفريد الذي لا يوجد له مثيل أن يعمل من أجل رفعة الوطن والعمل علي حمايته من الأخطار التي توجه إلينا من كل حدب وصوب وذلك بأداء واجبه علي أكمل وجه. وعلي الدولة أن تحاول بقدر الإمكان رفع مستوي المعيشة للمعلم وكذا مستوي قدرته علي الأداء حيث إن المعلم هو حجر الزاوية فهو العامل الأساسي في تنمية المجتمع مع عدم العجلة في إعداد المناهج الجديدة حتي تكون صالحة للاستمرار وتتناسب مع مكانة مصر حتي يخرج العلم والنور والإيمان من مصر إلي العالم. المهم أن دمج التعليم في مرحلتين فقط سيكون له عظيم الأثر الإيجابي لدي جميع الأطراف في الدولة والأسرة وتوجد حالة من الاستقرار والطمأنينة ويخف العبء المادي علي الدولة والأسرة ويخف الضغط علي الثانوية العامة فيكتفي البعض ب7 سنوات في المرحلة الابتدائية ويتوجه البعض إلي التعليم الفني ومن يريد مواصلة التعليم الجامعي يلتحق بالثانوي العام مع الاهتمام بعودة الأنشطة المدرسية خاصة في الثانوي العام إلي مستواها القديم وبتوسع حتي يعشق الطلاب المدرسة مثلما كان في الماضي ويتعود الحضور والانتظام في السنوات الخمس مع الاهتمام أيضاً بالتعليم الفني خاصة الناحية العملية وتطوير الورش مع متابعة وإشراف فني دقيق للوصول إلي النتائج المرجوة وأن تكون السبع سنوات الابتدائي .تعليم.. تعليم.. تعليم. وليس كما هو الآن بحيث أن يكون الحاصل علي الابتدائية علي الأقل يجيد القراءة والكتابة بدون أخطاء ويجيد أيضاً الحساب ثم يكون له حرية الاكتفاء بالابتدائية أو مواصلة التعليم.