مؤتمر .المسلمون وسبل التعايش مع قيم المجتمعات الأوروبية. يختتم أعماله بأسبانيا اختتمت فعاليات المؤتمر الاوروبي "المسلمون وسبل التعايش مع قيم المجتمعات الأوروبية " في برشلونة باسبانيا والذي عقد برعاية المجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأوروبا بالتعاون مع اتحادالمراكز الثقافية والإسلامية بكتالونيا بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء والباحثين العرب والمسلمين والأوروبيين. وسعي المؤتمر إلي إطلاق نقاش حول توافق الإسلام مع القيم الأوروبية، والتفكير في السبل الكفيلة بضمان اندماج إيجابي للمسلمين المقيمين بأوروبا داخل مجتمع الاستقبال. وأبرز السيد الطاهر تيجكاني، رئيس المجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأوروبا، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية، أن انعقاد هذه الندوة يأتي في اطار انشغال المجلس بالانفتاح علي المفكرين ومختلف تيارات الفكر، بهدف إغناء النقاشات حول القضايا التي تهم الحوار بين الإسلام والغرب وتوافق القيم الإسلامية مع قيم أوروبا. وأشارالسيد الطاهر تيجكاني، إلي أهمية الدور الذي يضطلع به ممثلو مختلف الديانات والتيارات الفكرية من أجل النهوض بالتعايش وروح المواطنة لدي مختلف المجموعات بأوروبا، مع العمل علي تحفيز الحوار بين الثقافات والحضارات. وعبر تيجكاني عن الاحترام الذي تكنه الأقليات المسلمة للقيم الأوروبية، وذلك تبعا لتعاليم القرآن الكريم الذي يدعو الاشخاص ، مهما كان لونهم أو ديانتهم، إلي التعارف والتعاون. وقال تيجكاني إن الإسلام يعترف بشكل صريح بالحق في تنوع واختلاف القيم والثقافات والحضارات ولا يسعي البتة إلي تقييدها، موضحا أن مختلف مدارس الفقه الإسلامي تدعو إلي التعايش بين المسلمين وباقي الثقافات، وتحرص علي الإجابة علي الأسئلة التي تهم الأقليات المسلمة، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق الذي تعيش فيه. وشدد رئيس المجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأوروبا علي أن الإسلام يحث علي التعارف والتعايش والتعاون، ويدعو إلي احترام كرامة الإنسان وحماية حقوقه، بغض النظر عن معتقداته الدينية ولونه ولغته ومذهبه، داعيا في هذا الصدد العلماء والمفكرين إلي النهوض بثقافة الحوار والتبادل بين الحضارات والثقافات بهدف تعزيز حماية حقوق الإنسان وإرساء السلم والعدل في العالم. من جهته أشاد الدكتور سينان فلورينزا المدير العام للمعهد الأوروبي للمتوسط (الذي يوجد مقره ببرشلونة) بمبادرة المجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأوروبا التي تشهد علي الانفتاح والتسامح اللذين يميزان المجتمع المغربي. وأشار سينان إلي أن انعقاد هذا المؤتمر يعكس تشبث المغاربة بمبدأ الاعتدال والحوار بين الثقافات والحضارات، منوها بالإصلاحات التي باشرها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإعادة هيكلة وتجديد الحقل الديني. وأكد المدير العام للمعهد الأوروبي للمتوسط أن تحديث المؤسسات الدينية يندرج في إطارالتنمية التي يشهدها المغرب في مختلف الميادين، مبرزا الدور الذي تضطلع به المملكةلإرساء السلم والأمن، علاوة علي نشر قيم التسامح والتعايش بالمنطقة المتوسطية . وجدد التأكيد أيضا علي الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوربي لعلاقاته مع المغرب، مذكراأن منح الوضع المتقدم للمملكة المغربية يفسح لها المجال ابتداء من الان ، للاندماج في المؤسسات الأوربية. وشدد المشاركون علي استمرارية الحوار بين الاديان والثقافات والحضارات وتصحيح الصورة الخاطئة عن الاسلام لمواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا.