تجري اليوم أعنف معركة انتخابية في تاريخ مجلس الشعب المصري. المنافسة مشتعلة.. ليست فقط بين الحزب الوطني والأحزاب الأخري.. وإنما أيضاً بين الوطني والوطني في عدة دوائر. الجماعة المحظورة.. تحاول تضخيم قوتها.. رغم أنها أضعف كثيراً من انتخابات عام 2005.. لذلك تحاول إشاعة الفوضي واستخدام العنف وتدعي تزوير الانتخابات. الانتخابات منافسة بين التيارات السياسية ومختلف الأحزاب في المجتمع.. وأيضاً المستقلين.. ولكن الإخوان المسلمون أو الجماعة المحظورة تعتبرها مسألة حياة أو موت.. فهي حرب أو غزوة يجب فيها إرهاب الآخرين.. بشتي السبل.. وكل شيء عند هذه الجماعة مباح في هذه المعركة. الإخوان تنظيم غير شرعي لا يجوز له ممارسة العمل السياسي.. وفقاً لأحكام القانون والدستور.. ولكنهم يترشحون لانتخابات مجلس الشعب تحت عباءة المستقلين.. ويستغلون الدين لأغراض سياسية.. لذلك تقدم الحزب الوطني ببلاغ ضدهم للنائب العام لأنهم يمارسون أنشطة سياسية من اختصاص الأحزاب. استطاع الإخوان أن يخدعوا آلاف الناخبين في انتخابات عام 2005.. وحصدوا 88 مقعداً تحت قبة البرلمان ولكن بعد ثبوت ضعفهم في الأداء وفشلهم في التعبير عن هموم الناس أو حل مشاكلهم.. بطرح الحلول المناسبة تحت قبة البرلمان.. والاكتفاء بترديد شعارات جوفاء وهرولتهم وراء المنافع الخاصة. كل ذلك كشف عوراتهم أمام الناس.. وعجزهم عن تمثيل الناخبين.. لذلك فإنهم يدركون ضعفهم في الانتخابات الجارية.. وليس مستبعداً أن يفتعلوا المشاكل وإثارة الفوضي والشغب بدعوي تزوير الانتخابات أو أن الأمن يمنعهم من دخول اللجان للإدلاء بأصواتهم.. فالعنف المتعمد من جانب المحظورة وارد في أي لحظة في محاولة لإفساد الانتخابات وتغطية فشلهم. أتمني من رجال الشرطة ألا يتيحوا الفرصة للمتربصين الذين يتعمدون إفساد العملية الانتخابية.. فالشرطة قادرة علي حفظ الأمن والنظام.. وأن المشاركة الإيجابية للناخبين للإدلاء بأصواتهم أهم ضمانات نزاهة الانتخابات. أتمني أن يختار الناخبون المرشح الذي يعبر عن آلامهم وهمومهم ومشاكلهم وطموحاتهم تحت قبة البرلمان.. ويشارك بشكل إيجابي فعال في الرقابة والتشريع.. ويبتعدوا عن المرشح الباحث عن الحصانة لتحقيق منافع خاصة.. أو المرشح الذي ثبت أنه يتاجر بآلام الناس.. أو يستولي علي أراضي الدولة.. أو يرتكب جرائم فساد ومخدرات متخفياً وراء الحصانة. نتمني أن تفرز الانتخابات أفضل العناصر التي تجيد تمثيل المواطنين وتعبر عن أوجاع الناس.. وتحرص علي حل مشاكلهم.. وتكافح المفسدين وتكرس جهودها لخدمة الناس والوطن. نتمني أن تجري انتخابات اليوم في نزاهة وشفافية.. وبعيداً عن أعمال العنف والبلطجة.. ولا نعطي الفرصة لأعضاء المحظورة لتحقيق مآربهم بإفساد الانتخابات.