انطلق أمس سباق الانتخابات البرلمانية للحصول علي مقعد تحت قبة مجلس الشعب.. والفوز بحصانة برلمانية. السباق.. محموم.. والمنافسة شرسة للغاية.. في هذه الانتخابات التي تجري يوم 28 نوفمبر الجاري في 254 دائرة انتخابية بما فيها دوائر (كوتة المرأة) البالغ عددها 32 دائرة تشمل 64 مقعدا. اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار السيد عبدالعزيز عمر اعلنت اسماء المتنافسين في كل الدوائر سواء كانوا تابعين للحزب الوطني أو حزب الوفد أو المستقلين أو الأحزاب والقوي السياسية الاخري.. وحذرت من استخدام شعارات أو رموز دينية في الدعاية الانتخابية.. واكدت ضرورة الالتزام بالضوابط الاخلاقية ومعايير الدعاية حتي لايتعرض المخالفون للمساءلة القانونية. وحذرت اللجنة ايضا من تجاوز السقف المالي المحدد للدعاية لكل مرشح وهو 200 ألف جنيه للجولة الأولي.. ومائة ألف في حالة الاعادة بالجولة الثانية. طبعا.. كل مواطن.. وطبقا لما يراه من عمليات دعائية في الشارع.. وما ينفقه المرشحون لكسب الاصوات.. يري ان الحد المالي المسموح به وهو 200 الف جنيه لايتماشي مع الواقع الفعلي الذي يحدث في الشارع.. وتشهده المقاهي.. والتجمعات.. والبذخ الذي يسود.. لان هناك مرشحين انفقوا حتي الآن.. اكثر من 10 ملايين جنيه.. والبقية تأتي. فالانتخابات يخوضها مجموعة من كبار رجال الاعمال الذين يوزعون الاموال بل يرمونها في كل اتجاه يضمن لهم اصواتا انتخابية.. وهو ما يدفع المواطن للتساؤل.. لماذا ينفق بعض المرشحين أكثر من 15 مليون جنيه علي الانتخابات? الاجابة معروفة.. وايضا هناك تجاوزات من بعض المرشحين الذين يستخدمون الشعارات والرموز الدينية.. بشكل سافر وصريح.. ويصرون علي الاستمرار في استخدامها لادراكهم انها تدغدغ مشاعر الناخبين البسطاء الذين يتأثرون بالشعارات والكلمات الدينية. معركة انتخابات مجلس الشعب.. تأتي هذه المرة في ظل اجواء مختلفة.. تؤدي لشراسة المعركة.. فالحزب الوطني اعلن التحدي ويخوض المعركة ببرنامج طموح.. وحزب الوفد بعد اعادة تشكيله برئاسة د.السيد البدوي يسعي لاثبات الوجود ويقاتل للفوز بعدد مقبول من المقاعد البرلمانية.. والاخوان الذين يخوضون المعركة كمستقلين يحاولون انتزاع الحصانة معتبرين انها مسألة حياة او موت.. والاحزاب والقوي الاخري.. تسعي لاثبات وجودها. ولكن ما يتمناه المرء ان تجري الانتخابات بنزاهة.. وشفافية.. خالية من العنف المدمر.. أو الاشتباكات الدامية خاصة في الاقاليم وبعض القري والنجوع التي تحكمها العصبية والقبلية. اتمني ان تأتي الانتخابات بأفضل العناصر للبرلمان.. تأتي بالنواب الذين يستحقون تمثيل الناس تحت قبة المجلس.. تأتي بالقادرين حقا علي التشريع والرقابة.. وخدمة الناس والوطن.