بلاش ياسي محمد .. و(نعنشة ) السلام!! واذا كان السلام مثل الحب قضية خاسرة اذا كان من طرف واحد، واذا كان الفن يكذب علينا احيانا بعض الاكاذيب البيضاء ليسعدنا ويضحكنا . فما اقسي الواقع عندما يراوغناالطرف الاخر في كل مرة ويدفع في وجوهنا بكتلة من الاكاذيب. لا يتذكر احد الا في ماندر،اية كلمة من كلمات تلك الخطب النارية الملتهبة التي القاها الزعيم النازي هتلر اثناء الحرب العالمية الثانية، ليحرك جيوشه نحو غزو اوروبا يمينا وشمالا. لكن الكثيرين منا يتذكرون مشهد حسين صدقي( محمد افندي ) في فيلم ‘العزيمة‘ وهو يحاول تقبيل حبيبته فاطمة رشدي ( فاطمة ) علي السلم، ثم وهي تبعده عنها في دلال وتقول له ‘بلاش يا سي محمد‘!ِرغم ان طريقتها وصورتها وبحة صوتها ولسان حالها كانوا يقولون سرا (مفيش مشكلة ابدا ياسي محمد)!. وربما لايذكر احد منا كلمات تلك الخطب العصماء التي كان يلقيها الملك فاروق، اثناء حرب فلسطين الاولي وهويدعو الناس للجهاد،ويؤكد للشعب المصري وللجماهير العربية اننا نمر بمرحلة حاسمة في تاريخ امتنا . لكن الكثيرين منا مازال يتذكر جيدا المشاهد المضحكة لإسماعيل ياسين عندما تحول الي امرأة في فيلم .‘الآنسة حنفي. . ‘اوتلك المشاهد التي ظهر فيها عبد المنعم ابراهيم وهو يواجه المعلم عباس الجزار المتوحش في فيلم (السفيرة عزيزة ) .،وربما لا احد يتذكر تلك الخطب التي القاها الزعيم الراحل جمال عبد الناصربعد هزيمة 67 , واثناء حرب الاستنزاف،والتي تؤكد ايضا اننا مر بمرحلة حاسمة في تاريخ امتنا . لكن كل منا يتذكر تلك المشاهدالكوميدية الرائعة التي جمعت بين نجيب الريحاني،وعبدالفتاح القصري في فيلم ( سي عمر‘) خاصة ذلك المشهدالذي استكان فيه الريحاني للقصري عندما هدده الأخير بضربه فوق رأسه بالحاجة زهرة ( ليست غادة عبد الرازق ) وانما وهي ‘الشومة‘ الضخمة المعلقة علي جدار الغرفة!ِ وقد ننسي تماما ما هو مضمون الخطبة التي تبادلها الرئيس الراحل انور السادات مع بيجن،وكارتر , اثناء توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد، لكن سيكون من الصعب علي مشاهدي السينما العربية نسيان ذلك المشهد الذي يدخل فيه احمد مظهر القدس في فيلم (صلاح الدين)، او نسيان ذلك المشهد العبقري في فيلم (شيء من الخوف)، عندما تحرك اهل القرية بزعامة يحيي شاهين بعد قتل ابنه،وعلي ضوء المشاعل يعلو صوت أهل القرية وهم يرددون ‘جواز عتريس من فؤادة باطل‘!ِ وإذا كان (اغلبنا ) حتي هذه اللحظة لا يدري ولا يعرف ما هي وظيفة اللجنة الرباعية و ماهو مضمون اتفاقات( اوسلو )،او اتفاقات واي ريفر،أوماذا تم في ‘الشرم‘ الأول،و ‘الشرم‘ الثاني. و الشرم الثالث , لكن الكثيرين منا مازالوا يتذكرون ( نفيسة ) عندما القت بنفسها في النيل لتمحو العار الذي جلبته لاخيها ( حسنين ) في فيلم ( بداية ونهاية ) . رغم ان حسنين لسلوكياته الانتهازية كان يستحق الموت اكثر منها . لايكره احد علي وجه الارض السلام لكن اغلبنا اصبح لايعرف كم مرة دخل السلام الي غرفة الانعاش ؟! ومن الذي يميت هذا السلام وهو منتعش ؟ ومن الذي يقوم بانعاشه ؟! ثم اصلا كيف يدخل السلام الي غرف الانعاش وهو ميت ؟ ثم كيف يمكن نعنشته مرة ثانية كي يصبح سلاما منتعشا لنفسه ومنعشا لنا ؟ !! تسربت السنوات من بين اصابع اعمارنا، واعمار اوطاننا،ومازالت كل المراحل في حياتنا تاريخية وحاسمة ؟ ومازال السلام يموت وينتعش، وينتعش ويموت ومابين عمليات الافاقة،وعمليات (الانعاش) في غرف العناية المركزة مازلنا نصدق ونضحك علي عبد الفتاح القصري في فيلم (ابن حميدو)، وهو يدشن الباخرة المزعومة نورماندي (تو) ،وهو يؤكد كل مرة ان كلمته (لاممكن تنزل الارض ابدا) وبمجرد ان تزغر له زوجته من بعيد ،ينظر لها بخجل معلنا انها المرة الاخيرة التي سيتنازل فيها. وسرعان ما يعود ليحلف من جديد. في كل مرة نؤكد اننا نحب السلام،لكن يبدو ان السلام لايحبنا . رغم كل عمليات (الانعاش) و(النعنشة). واذا كان السلام مثل الحب قضية خاسرة اذا كان من طرف واحد , واذا كان الفن يكذب علينا احيانا بعض الاكاذيب البيضاء ليسعدنا ويضحكنا . فما أقسي الواقع عندما يراوغنا الطرف الاخر في كل مرة ويدفع في وجوهنا بكتلة من الاكاذيب. imadnouwairy.hotmail.com