لست أدري متي تنتهي انتخاباتنا التي تتم بطريقة الجردل والكنكة؟ أقصد بالرموز الانتخابية التي يأتي في مقدمتها الجمل والهلال.. والجردل والكنكة والمسدس والسيارة وغيرها من الرموز التي يتم وضعها للناخبين ليختاروا علي أساسها مرشحيهم.. ولقد تم وضع هذه الرموز الانتخابية لأن نسبة كبيرة من الناخبين أميون لا يقرأون ولا يكتبون أو بمعني آخر .لا يفكون الخط.. تصوروا من يقول لك انتخب الجردل أو لا تنس الكنكة أو .خلي بالك. من الجمل .واوعي تنسي. الهلال واختر المسدس و.... و.... بالله عليكم هل هذه طريقة انتخابات؟ أو بمعني آخر هل هذه طريقة تصويت..؟ ماذا فعلت الكنكة؟ وماذا قدم الجردل كي يتم انتخاب إحداهما؟ وكيف يرضي مرشح أن يكون رمزه الجردل أو الكنكة أو الجمل؟ إنها قضية خطيرة.. بل وخطيرة جداً.. انها طعنة في قلب الديمقراطية وذبح لعنقها وقطع لرقبتها ولا أكون مبالغاً إذا قلت ما دامت هناك أمية فلن تكون هناك ديمقراطية لأن الأمية والديمقراطية لا يجتمعان. انتخابات الجردل والكنكة التي تتم في بلادنا تدل علي أننا متخلفون.. جاهلون أميون.. لذلك ليس غريبا علي انتخابات هذه صورتها وهذا حالها وذلك واقعها أن تسفر عن نواب بلطجية ونواب يتاجرون في الممنوع ويتربحون ببيع تأشيرات الحج لبيت الله الحرام وينهبون أموال العلاج علي نفقة الدولة ويتاجرون في الآثار والسلاح وأمثال هؤلاء وهؤلاء يلوثون الثوب الأبيض للديمقراطية ويصبحون عاراً عليها. ماذا تمثل الكنكة كي يتم انتخابها وماذا يمثل الجردل؟ وماذا يمثل المسدس والسفينة والقطار.. إنها رموز للجهلاء الأميين الذين لا عقل لهم ولا فكر لديهم.. ولا ثقافة عندهم. لن تكون هناك انتخابات حقيقية في مصر إلا حينما تختفي الأمية ويصبح الشعب كل الشعب قادراً علي القراءة والكتابة.. ويمتلك الرأي المستنير والفكر الرشيد.. أما أن تسيطر عقلية القطيع وسلوك الهمجية والبلطجة علي اللجان الانتخابية فتلك ليست انتخابات ولكنها طعنات في صدر الديمقراطية وذبح لرقبتها.. وعار علي ظهرها. إن أجواء انتخابات الجردل والكنكة والرموز الانتخابية الهزلية ترصف الطريق أمام الجهلاء ليسوسو المتعلمين والبلطجية ليقودوا المثقفين و.الحرامية. ليسيطروا علي المخلصين والمنافقين ليعلو فوق الوطنيين. مادامت الانتخابات تتم برموز الجردل والكنكة والجمل والهلال والمركب والسيارة والخلاط والبوتاجاز والحمار والبقرة فستظل معظم لجان هذه الانتخابات مسرحاً للبلطجية وميدانا للرشوة وحقلا للتزوير والتزييف واللعب في الصناديق وما أسوأ ذلك وما أسوأ عقباه علي مصر وشعبها ومستقبلها كله.