بدأت إيران في تغذية مفاعل بوشهر بالوقود النووي اللازم لتشغيله بعد عقبات فنية أخرت إطلاقه قبل عدة أشهر، وسط تصريحات إيرانية تؤكد التمسك بالبرنامج النووي الذي وضعته طهران علي رأس خططها الاستراتيجية. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نقلت عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي تأكيده أن بلاده بدأت بشحن مفاعل بوشهر بالوقود النووي، علي الرغم من جهود الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات علي إيران لعرقلة برنامجها النووي. وفي هذا السياق قالت مصادر إيرانية: إن احتفالات رسمية ستقام بهذه المناسبة إيذانا بتشغيل المفاعل الذي تعتبره طهران ركنا أساسيا في توليد الطاقة الكهربائية، علي أن يبدأ الإنتاج الفعلي أوائل العام المقبل. يشار إلي أن إيرانوروسيا افتتحتا رسميا المحطة النووية في أغسطس الماضي، لكن العمل أرجئ لأسباب فنية قيل إنها تتعلق بفيروس أصاب أجهزة الحاسوب داخل المحطة. الذي أنشأته إيران بالتعاون مع روسيا- لكنه لم يؤثر علي النظم الأساسية، وسط تلميحات بأن يكون الهجوم الفيروسي عملا مدبرا ضد برنامج إيران النووي من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل. التي قاربت كلفتها قرابة مليار دولار- لن يمكن طهران من صنع قنبلة نووية، لأن روسيا ستمدها باليورانيوم المخصب اللازم، وستسترجع الوقود المستنفد الذي يمكن استخدامه في إنتاج البلوتونيوم المؤهل لصنع أسلحة نووية. من جهة أخري، رأي مسئول إيراني رفيع المستوي أن اقتراح الممثلة العليا للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إجراء محادثات مع إيران يظهر أن الغرب أدرك عدم فعالية سياسة العصا والجزرة. جاء ذلك علي لسان الأمين العام للمجلس الإيراني الأعلي لحقوق الإنسان محمد جواد لاريجاني معلقا علي اقتراح أشتون إجراء محادثات لمدة ثلاثة أيام بشأن البرنامج النووي الإيراني في منتصف نوفمبر المقبل بالعاصمة النمساوية فيينا. الذي يشغل أيضا منصب مساعد رئيس السلطة القضائية في الشئون الدولية- إن هذا الطلب يظهر أن مجموعة 5+1 التي تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن بالإضافة إلي ألمانيا، قبلت بشروط إيران، مضيفا أن "إيران بلد قوي في المنطقة يمتلك قدرة علمية وتقنية عالية لذا فإن الحوار معها هوالوسيلة الوحيدة أمام الغرب". وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تأكيدات إسرائيلية بأن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان طلب من لجنة خاصة معنية بالشئون الاستراتيجية وضع خطة للتعامل مع إيران كقوة نووية، في حال فشل العقوبات المفروضة عليها في وقف مساعيها النووية. وعلي الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهورفض التعليق علي هذه الأنباء، فإن مسئولا إسرائيليا قال لوكالة رويترز للأنباء: إن إسرائيل لا تزال علي موقفها الداعي للقيام بكل ما يلزم لمنع إيران من الحصول علي القوة النووية، في إشارة مبطنة إلي الخيار العسكري. يشار إلي أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وضعت قائمة بأولوياتها الاستراتيجية التي تصدرتها مسألة تطوير الأنظمة الدفاعية، بما فيها شبكة من الصورايخ والملاجئ في موقف يعكس تصميما إسرائيليا علي منع إيران من الحصول علي طموحاتها النووية، واحتمال توجيه ضربة عسكرية لها.