وسط استعدادات مكثفة وبدء العد التنازلي لتشغيل محطة بوشهر النووية, قامت إيران صباح أمس بنقل الوقود النووي إلي المحطة الواقعة في جنوب البلاد. وذكرت قناة برس.تي.في الاخبارية الإيرانية الناطقة بالانجليزية أنه سيبدأ تشغيل المحطة النووية فور وضع جميع قضبان الوقود, وعددها163 قضيبا في المحطة. وحضر مراسم نقل الوقود النووي إلي قلب مفاعل بوشهر مساعد رئيس الجمهورية ورئيس وكالة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي والمنفذ الروسي لمشروع المحطة النووية دان بلين كي. ووفقا لمسئولين إيرانيين, من المقرر أن يبدأ المفاعل النووي توليد الكهرباء في أوائل عام.2011 وتعمل تلك المحطة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية عن دائره العلاقات العامة لمحطة بوشهر النووية قولها في بيان إنه تم نقل أول مجمع من الوقود النووي إلي قلب المفاعل وذلك بعد النتائج الايجابية للاختبارات المتعددة التي اجريت في هذه المحطة واعادة النظر الشاملة بشأن الأجهزة المستخدمه وتقديم كل الضمانات إلي نظام الأمن النووي في البلاد. وفي فيينا, أكد علي أصغر سلطانية مندوب إيران الدائم بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن بلاده بدأت عمليات شحن الوقود للمفاعل تمهيدا لانطلاق عمل المحطة المخصصة لانتاج الطاقة الكهربائية. وتأتي هذه الخطوة بعد إجراء سلسلة من الاختبارات علي مفاعل بوشهر شملت تجارب علي أداء مختلف الأجهزة في ظروف العمل واجراء الفحوص الدقيقة والتأكد من أنظمة السلامة النووية. وأكد سلطانية أنه سيتم خلال هذه المرحلة شحن كل قضبان الوقود ال163 داخل قلب المفاعل وفق الجدول الزمني المعين. من جانبه قال السفير الروسي لدي طهران الكساندر سادونيكوف إن المراحل النهائية جارية لانطلاق عمل المحطة, وأن الاختبارات اللازمة جرت بنجاح. يذكر أن مفاعل بوشهر جري تدشينه في أغسطس الماضي في خضم أزمة مع الولاياتالمتحدة وحلفائها في الغرب الذين يصرون علي أن الجمهورية الاسلامية تمضي قدما في برنامج نووي عسكري. وكانت الشركات الغربية قد بدأت في بناء محطة بوشهر في سبعينيات القرن الماضي, ولكنها تراجعت في أعقاب الثورة الإيرانية عام1979 عن التزاماتها وانسحبت من المشروع إثر ضغوط سياسية من واشنطن, ولجأت إيران بعد ذلك إلي روسيا لاستكمال هذا المشروع. وكانت روسيا قد وقعت اتفاقا مع إيران لبناء المحطة النووية الكائنة بالجنوبالإيراني في عام1995, وكان من المقرر أن يتم تشغيلها بموجب الاتفاق بحلول عام1999, إلا أن الانتهاء من المشروع الذي بلغت تكلفته مليار دولار تأجل عدة مرات.. وإن كانت السلطات الروسية قد نفت أن التأخير يرجع إلي ضغوط من جانب الولاياتالمتحدة في إطار الضغوط التي يبذلها الغرب لوقف برنامج إيران النووي. وفيما يتعلق بالمحادثات النووية, صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية, رامين مهمانباراست, أمس بأن بلاده لم تقرر بعد حضور المحادثات حول برنامجها النووي. وأضاف تقييم الأوضاع مازال جاريا, ليس فقط حول تحديد التاريخ والمكان, لكن أيضا جدول الاعمال. وقال مهمانباراست نريد أن يشمل جدول الاعمال مضمونا, وليس شكلا فقط. وأضاف المتحدث باسم الخارجية في طهران لن يكون للضغوط والانذارات نوع من التأثير علي استعداد إيران الراسخ للحصول علي حقوقها في المضي قدما في برنامج نووي سلمي.