فأي مشاهد لبعض هذه القنوات التي تم ايقافها يعرف من الوهلة الاولي انها قنوات تعمل علي نشر افكار وآراء دينية متطرفة تحض علي التطرف والمغالاة. ان الاجراءات التصويبية التي اتخذتها وزارة الاعلام بالتنسيق مع النايل سات تجاه القنوات الفضائية التي انتشرت في مجتمعنا مؤخراً ومجملها يمس العقائد والاديان وقنوات اخري تحض علي النعرات الطائفية ومن الممكن ان تكون في خدمة اهداف جهات لا نعلمها وقنوات اخري تروج للشعوذة والخرافات لتحقيق ربح مادي وقنوات شبه اباحية لا هدف من ورائها سوي تدمير المجتمع وتجعل شباب هذا الجيل يفقد هويته وانتماءه لكل شيء فجاءت هذه الاجراءات التي لا تستهدف في مجملها سوي الحفاظ علي قيم المجتمع المصري والعربي وتقاليده وثوابته ومحاولة لان يكون العمل الاعلامي عملاً مسئولاً يحافظ علي الاسرة المصرية والعربية ، ومن المؤكد ان هذه الاجراءات وان كانت تأخرت كثيراً جاءت بعد دراسة متأنية ووافية للتأكد من ان المادة الاعلامية التي تبثها هذه القنوات لا تخرج عن التقاليد والاعراف والاخلاق فأي مشاهد لبعض هذه القنوات التي تم ايقافها يعرف من الوهلة الاولي انها قنوات تعمل علي نشر افكار وآراء دينية متطرفة تحض علي التطرف والمغالاة والتشدد الطائفي وعدم التسامح بين افراد الامة المصرية ووصلت في بعض الاحيان وبعض القنوات إلي دعوات الاقتتال علي لسان بعض شيوخ هذه الفضائيات الذين لا ندري من جعلهم شيوخاً وعلماء ومن الذي صنعهم ليستخدمهم في اعلاء الفتنة في المجتمع المصري والعربي علي السواء. والملاحظ ايضاً ان هذه القنوات في الاساس مرخصة كقنوات اجتماعية تقدم كل شيء وتقدم كل ما يهم المشاهد الا انها تحولت إلي بث ديني مباشر بعضها لتحقيق اهداف مخططة مسبقاً والاخر ليس له اهداف وانما لاستغلال هذا الشكل في تحقيق ربح مادي ضخم والترويج لمنتجات وهمية واشياء لا يعلمها احد ومن الممكن ان يكون لها اضرار فيستغلون البسطاء من هذا الشعب لتحقيق مكاسبهم الشخصية ومحاولة نشر طب ديني بديل والترويج لأدوية وهمية مستغلين في ذلك نعمة التدين التي حبي بها الله سبحانه وتعالي افراد هذه الامة ومن ثم كان من الطبيعي جداً ان تقوم الدولة بمسئولياتها المنوطة بها في حماية المواطنين من النصب باسم الدين وكما قلنا فهي خطوة تأخرت كثيرا من إيقاف وغلق هذه القنوات وإيقاف هذه البرامج التي اصبحت علي الملأ تتاجر بآلام الشعب وبساطته وحسن نيته تجاه كل ما يتكلم باسم الدين ولذلك شدد وزير الاعلام أنس الفقي في بيانه علي ان حرية الاعلام مكفولة لكل من يعمل بصناعة الاعلام ولكن في إطار من الحرية المسئولة واحترام الاديان والمعتقدات والقيم الاجتماعية التي قامت عليها مجتمعاتنا الاسلامية والعربية فينبغي علي كل من يعمل في صناعة الاعلام ان يضع مصلحة المجتمع فوق اية اعتبارات مادية او اقتصادية ولا ينبغي بأي حال استغلال مناخ الحرية للتسرب إلي المشاهد العربي بدعاوي الجهل والتطرف والشعوذة والخرافة وتفسير الأحلام والمنامات او محاولة ترويج عادات خارجة عن قيم مجتمعنا المصري والعربي لتحقيق السلام والامن الاجتماعي وما زال هناك بقية تأتي فهناك قنوات ليست دينية ولكن في حاجة إلي مراجعة بعض برامجها ايضاً فلا يجب ان نغفل عن البرامج التي يتم دفعها داخل بعض القنوات لاغراض سياسية او دينية في ظاهرها لكن باطنها معروف للجميع ونحن هنا نُهيب بوزير الاعلام المصري السيد انس الفقي بأن يراجع بنفسه كل ما يقدم علي تليفزيون الدولة لتنقيته من الشوائب ومحاولة فلترة ما يقدم وان يبتعد تليفزيون الدولة بما له من قيم وتاريخ عريق عن التفاهات فلا نستطيع ان ننكر ان تليفزيون الدولة به مجموعة من برامج السبوبة التي في مجملها لا تقدم شيئا مفيدا لهذا الشعب ولا تؤدي إلي المحافظة علي شبابه وهذا نتيجة طبيعية لاتجاه تليفزيون الدولة بالاعتماد علي العمالة التي تأتي من خارجه بأفكارها التي لا تتناسب مع هذا الصرح العظيم فأبناء هذا المبني العريق هم احق به من غيرهم وهم الاقدر علي تحقيق رسالته. كما اننا نرجو من ان يعاد النظر في وجود منطقة اعلامية حرة فهي تجربة كان لها ظروفها أدت إلي ما نحن فيه الان من انفلات اخلاقي وانفلات اعلامي ومحاولة البعض لاستغلال هذه الحرية ومحاولة الدولة لوضع ضوابط واتخاذ قرارات فالسؤال هو لماذا لا يتم إلغاء مصطلح منطقة اعلامية حرة فتصبح منطقة إعلامية ولكن لها ضوابط وللدولة صلاحيات فاتجاه مدينة الانتاج الاعلامي نحو تحقيق مسماها الحقيقي الذي انشئت من اجله فعلياً وهو الانتاج الاعلامي المتميز الذي يجعنا نتميز ليس في العالم العربي فقط بل في العالم أجمع افضل بكثير جدا من ان تكون هذه المدينة العظيمة والصرح الكبيرالذي كان امل الاعلام العربي في التميز والابداع ، مجرد مدينة للايجار الاعلامي بدون ابداع وبدون تميز . [email protected]