وصية (مُعمَّر) من أواخر القرن ال (19م)..!! عم رفاعي كان مجرد (خفير نظامي) حتي إحالته إلي المعاش منذ نصف قرن تقريباً، ومع ذلك فإنه لم يقبل أن يدخل في طعامه ولا في حياته شيئاً من الحرام ولم يدخن (سيجارة) أو ما يشابهها ولم يرتكب ما كان يري أنه معصية في حياته رغم ضيق ذات اليد شاهدت مؤخراً حلقة من البرنامج التليفزيوني (نبض الصعيد) ازداد يقيني معها بأن (مصر) مازالت بخير، طالما أن فيها (شيوخ ركع) من بينهم (عم رفاعي) الذي أدار البرنامج معه حواراً لا أستطيع أن أقول معه إلا ما يقوله عباد الله المؤمنون بالله (بسم الله.. ما شاء الله.. لا حول ولا قوة إلا بالله) ليس خوفاً علي مقدم الحوار وفقه الله ولا علي البرنامج نفسه من (الحسد) وإنما إعجاباً بشخص (عم رفاعي) الذي تجاوز أحد عشر عقداً من الزمان حيث قال إنه تم (تسنينه) في صدر حياته علي أنه من مواليد 1901 ولكنه يذكر جيداً أنه ظهر في الدنيا قبل ذلك التاريخ بعامين أو ثلاثة أعوام أي أنه من مواليد 1899 علي الأقل.. ومع ذلك فإن الخالق الأعظم قد منّ عليه بالصحة والعافية والصفاء الذهني والقدرة علي التركيز وترتيب الأفكار في حديثه بالقدر المناسب للرد علي أسئلة محاوره مقدم البرنامج الذي نحن بصدده علي شاشات التليفزيون المصري ولعلها شاشة (القناة الأولي) إن لم تكن قناة (دريم 2) وعفواً لعدم تركيزي أنا شخصياً في تحديد القناة التي شاهدت هذا البرنامج علي شاشتها)! وعلي أية حال فإنني اطلب من الله أن يمنّ علي هذا الرجل (عم رفاعي) الذي لعله أكبر معمر في مصر الآن بالصحة والعافية ولا يحكم عليه ولا علينا بالعجز ولا بالعوز ما حيينا وإذا كان لنا أن ننقل وصية (عم رفاعي) الذي يحمل علي كتفيه خبرة حياة أكثر من مائة وعشرة أعوام ولا أقول (سنوات) لأن العام يقصد به عادة العام (الميلادي) والسنة يقصد بها عادة السنة (الهجرية) التي يقل عدد أيامها أحد عشر يوماً عن عدد أيام العام الميلادي وبحساب السنة الهجرية فإن عمر الرجل الذي نحن بصدده يناهز اليوم نحو 115 مائة وخمسة عشر سنة هجرية.. بارك الله فيه وأعان الشباب وكل البشر المؤمنين بالله علي تنفيذ وصيته إليهم في نهاية حواره التليفزيوني حيث قال إنه يوصينا بالحرص علي أن (نأكل حلالاً ونقترب من الله)!! وما أعظم هذه من وصية.. عم رفاعي كان مجرد (خفير نظامي) حتي إحالته إلي المعاش منذ نصف قرن تقريباً، ومع ذلك فإنه لم يقبل أن يدخل في طعامه ولا في حياته شيئاً من الحرام ولم يدخن (سيجارة) أو ما يشابهها ولم يرتكب ما كان يري أنه معصية في حياته رغم ضيق ذات اليد وضعف موارده المالية.. قفقد كان يحمد الله دائماً علي نعمه ويخشاه في كل تصرفاته، فلم يكن طرفاً في جريمة (ثأر) له أو عليه لأنه كان محبوباً من جميع الأطراف فبارك الله له في رزقه وفي صحته وفي صفائه الذهني ومازالت أسنانه (كاملة تقريباً داخل فمه وحينما سأله مقدم البرنامج عن سر بقاء أسنانه سليمة كانت إجابته لأنها كانت ومازالت (تأكل حلالاً)، وما أعظم هذه من نعمة.. فهل يدرك أصحاب الملايين والمليارات ذلك وهل يتعظ الفقراء من ذلك مع استمرار أخذ الجميع بأسباب مثل هذه الحياة السعيدة التي يحياها (عم رفاعي) ولكن من كلَّ علي مستواه..?!