سادت حالة من الهدوء الحذر محيط كنيسة ماري جرجس بالواسطى ، عقب اشتباكات محدودة بين الأمن والمتظاهرين ، على خلفية قيام شبان غاضبين بمهاجمة الكنيسة عقب صلاة الجمعة ، احتجاجل على تغيب فتاة مسلمة ، قال أهلها إنها تنصرت وتزوجت شابا مسيحيا ، وفرت هاربة معه ، وأن المسيحيين ضالعون في تهريبها إلى دولة تركيا . كان المصلون قد أدوا صلاة الجمعة بمسجد التحرير بمدينة الواسطى والمجاور لمبنى الكنيسة واستمعوا إلى خطبة إمام المسجد التي تناولت العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط على مر العصور ، كما نوه الإمام إلى أن الإسلام حض على المعاملة الطيبة لغير المسلمين وكان والد الفتاة " حاتم كمال الشاذلي " قد أدى الصلاة بالمسجد مع المصلين ، وأكد عقب انتهاء الصلاة للمصلين ولعدد من القيادات الشعبية ، وممثلي القوى السياسية " الحرية والعدالة والنور " عزم أسرته تسيير مسيرة سلمية للتنديد بما أسماه " تقاعس أجهزة الدولة عن إعادة نجلته " وأكد رفضه استخدام أساليب العنف والاحتجاج غير السلمي ، مشددا على أنه أكد غير مرة تأكيداته للشباب الغاضب رفضه للعنف ، مشيرا إلى أنه سيشارك في المسيرة السلمية . وعقب خروج والد الفتاة من المسجد ، قام شباب غاضبون بإلقاء زجاجة مولوتوف على الكنيسة بينما تمكنت قوات الشرطة من صد محاولة اقتحامها وأطلقت وابلا من قنابل الغاز وطلقات الصوت لتفريق المتظاهرين الذين لجأ عدد منهم إلى المسجد هربا من كثافة الأدخنة الناتجة عن استخدام الغاز . كما وصنعت حواجز بشرية من قوات الأمن المركزي وضباط وجنود مكافحة الشغب ، حيث أشرف اللواء إبراهيم هديب ، مدير أمن بني سويف على عملية تأمين تواجد القوات ، بالتعاون مع ضباط كبار من وزارة الداخلية الذين أشرفوا على حماية الكنيسة ومحال ومنازل سكان المنطقة التي تقع بها الكنيسة ومسجد التحرير تتجاور المئذنة مع الصليب منذ نحو يزيد على العشرين عاما . وتسود حالة من هدوء حذر ، بين محاولات كر وفر من جانب بعض الشباب والصبية وقوات الأمن التي وضعت في حالة تأهب قصوى لأية احتمالات تنذر باشتعال الموقف ، بينما تمكنت الشرطة من القبض على سبعة من مثيري الشغب . خلفية الاحداث : وتعود خلفية الأحداث إلى اختفاء الفتاة " رنا حاتم كمال الشاذلي " التي تبلغ من العمر 21 عاما ، التي تقول أسرتها إنها تنصرت وتزوجت شابا مسيحيا يدعى " إبرام " وأنها قد سافرت معه إلى تركيا بعد أن تزوجا ، وتتهم أسرتها الكنيسة بالضلوع في تهريبها ، حيث منحت قوى سياسية مدنية وإسلامية الكنيسة مهلة مدتها شهر لإعادة الفتاة ، انتهت مساء الخميس 25 من إبريل الجاري ، . غير أن الكنيسة التي تعهدت بالعمل على إعادتها لأسرتها " لم تف بماوعدت به " نظرا لكون الفتاة قد غادرت الأراضي المصرية ، ما دفع الشباب الغاضب من أسرتعا إلى الدعوة لمسيرات بمدينة الواسطى ، عقب صلاة الجمعة احتجاجا على تقاعس الأمن عن إعادة نجلتهم ، وعدم التزام الكنيسة بوعودها بإعادتها لأسرتها ، وسط أجواء مشحونة بالمدينة الهادئة التي وزعت فيها ليل الجمعة منشورات تحض على مهاجمة منازل ومحلات الأقباط بالمدينة ، ما استدعى قوات الأمن لتكثيف وجودها بالمدينة ، حيث نشرت مديرية أمن بني سويف قوات تزيد على ألفي جندي من الأمن المركزي ، ضمن أربعة تشكيلات للتصدي لأية محاولة للخروج على النظام والقانون . احتجاز مراسلين صحفيين ونائبين سابقين بالحرية والعدالة وقد حالت الاشتباكات التي وقعت بين شباب المسلمين والأقباط والشرطة بمدينة الواسطى مراسلي الوطن والمصري اليوم وروزاليوسف ، واثنين من نواب جماعة الإخوان المسلمين ، وإمام مسجد التحرير من الخروج من المسجد وتم احتجازهم أكثر من ساعة كاملة إلى أن نجحت قوات الأمن برئاسة اللواء إبراهيم هديب ، مدير أمن بني سويف ، من فرض كردون أمني أمام المسجد أدى إلى تمكنهم من الخروج من المسجد ، بعد توقف الاشتباكات ، وأصيب مراسل صحيفة روزاليوسف " مصطفى عرفه " بإغماء نتيجة استنشاقه الغاز ، حيث قام الأهالي بإسعافه .