ليس بجديد علي عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب ، تلك المهارة في إجهاض أي تحرك دولي، بإتجاه عودتها الي مائدة المفاوضات مع الفلسطينيين، بصرف النظرعن حجم ومستوي هذه الضغوط أو التحركات. ولعل أقرب دليل علي ذلك نجاحها – عمليا- في إفشال الجهود الفرنسية والدولية والإقليمية الرامية الي إحياء عملية السلام بين الجانبين، بل وترحيل النظر- واقعيا- في دعوة الرئيس السيسي الجانبين مؤخرا للمصالحة ، ورسالته الي الأحزاب الإسرائيلية بالتوافق من أجل السلام والأجيال القادمة. ما أن بلغت الرسائل إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي، حتي تظاهر بإستحسانها، وبدلا من أي يدعو حكومته، لبحث أطر تنفيذها، او علي الأقل المضي في طريق إحداها، حتي فوجيء المجتمع الدولي بما يشبه الهزة السياسية، علي خلفية طرحه حقيبة وزارة الدفاع ، إلي افيجادور ليبرمان رئيس الحزب اليميني المتطرف "اسرائيل بيتنا"، والذي قبل المهمة بالطبع. التعليق علي موقف نيتانياهو، وتجاهله لدعوة المجتمع الدولي والمبادرة الفرنسية والدعوة المصرية، للعودة الي مائدة المفوضات، ثم ازاء تولي ليبرمان المنتظر لحقيبة وزارة الدفاع، سهلت وكما يقال من مأموريته، وسائل الإعلام العبرية ذاتها، حين أشارت في أسي ظاهر لكل متابع، الي أن: " تلك الموافقة ستجعل الحكومة الحالية هي الأكثر يمينية منذ أي وقت مضي في تاريخ إسرائيل". وحتي تكون الصورة أكثر قربا منك، فلعلك تذكر كيف أن هذا المدعو ليبرمان، كان قد هدد بقصف السد العالي، في تصريحات له خلال لقائه عام 2001 السفراء المعتمدين لدي تل أبيب " حال نشوب حرب بين مصر واسرائيل" علي حد قوله وقتها، وهو ما يغنيك عن بذل جهد لوضع حد لتهوره السياسي، أو إن شئت الدقة، تطرفه كوزير، في اي موقع من مواقع المسئولية في حكومة تل أبيب، فما بالك به كوزير للدفاع؟! لعل في ضم حزب" اسرائيل بيتنا"، ورئيسه اليميني المتطرف ليبرمان، الي ائتلاف حكومة نيتانياهو، رسالة قوية للعالم بأن تل أبيب، تفضل التطرف وتكريس الإحتلال والإستيطان علي السلام، علي أمل تحقيق الوعد الأبدي لعقيدتهم المهترئة، بأن تكون أرض فلسطين كلها "بيتهم"، لكنها أبدا لن تكون!! [email protected]